نادي تمويل صفر الانبعاثات يحتاج نقاط نقاش جديدة في "كوب 27"

أكبر تحالف مالي ضد انبعاثات الكربون يواجه صعوبة في إيصال رسالته في قمة المناخ بمصر

زوجان يسيران على طريق قرب هرم في الجيزة، مصر.
زوجان يسيران على طريق قرب هرم في الجيزة، مصر. المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

كان "صافي الصفر" تقريباً نقطة النقاش الوحيدة عندما اجتمعت كبار الشخصيات المالية في مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ في غلاسكو العام الماضي. قضى ريشي سوناك -الذي كان يشغل منصب وزير المالية البريطاني آنذاك وأصبح الآن رئيسا للوزراء– "يوم التمويل" في مؤتمر المناخ "كوب 26" وهو يتحدث عن الحاجة إلى إنشاء مركز مالي ينحاز إلى هدف صفر الانبعاثات. بينما أعلن مارك كارني -المحافظ السابق لـ"بنك إنجلترا"– عن التزام شركات مالية تمتلك أصولاً بقيمة 130 تريليون دولار بهدف صافي صفر الانبعاثات في تمويلاتها. وقال عضو المجلس التنفيذي لـ"البنك المركزي الأوروبي" فرانك إلدرسون إن البنوك المركزية مستعدة لدعم الانتقال إلى صافي صفر الانبعاثات.

سوناك يقرر الانسحاب من قمة المناخ "كوب 27" الشهر المقبل

في قمة "كوب27"، التي تنطلق الأسبوع المقبل في شرم الشيخ، يجب أن تكون المداولات أوسع. ذلك لأن المصرفيين الذين ينقلون رسالة صافي صفر الانبعاثات إلى أفريقيا يخاطرون بأن تكون أصواتهم في غير محلها مثل عويل مزمار القربة في سوق مصرية.

تعويض عن الانبعاثات

ساهمت مصر والقارة الأفريقية الأوسع بجزء بسيط فقط في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية، ومع ذلك ستكون من بين أكثر البلدان عرضة لكوارث المناخ. ولذلك، فإن التركيز الرئيسي لمؤتمر "كوب 27" سيكون منصباً على حث الدول الغنية التي ساهمت بأكبر قدر من زيادة حرارة العالم على تخصيص مزيد من التمويل لمساعدة الدول النامية على التكيف، ومن المتوقع أن تتناول المحادثات التعويضات عن الأضرار المناخية.

يقول جيمس فاكارو، الذي يقود "شبكة الإقراض الآمن للمناخ"، وهو عضو في المجلس الاستشاري لـ"تحالف غلاسكو المالي من أجل صافي انبعاثات صفري" (GFANZ): "أنتجت أفريقيا نحو 3% من الانبعاثات العالمية لكنها في صدارة المتضررين مادياً من تغير المناخ، لذا فإن وعظها بشأن صفر الانبعاثات سيكون أمراً مزعجاً... تريد القارة التركيز على المهمة الحاسمة المتمثلة في تمويل التكيف والقدرة على مواجهة تغير المناخ".

مصر تدفع لإدراج تعويضات الدول الغنية للفقيرة في قمة "كوب 27"

لكن لا يعتقد الجميع أن رسالة الانبعاثات الصفرية الخاصة بـ"تحالف غلاسكو المالي" ستكون غير مناسبة. إذ يقول هندريك دو توا، الرئيس التنفيذي لشركة "ناينتي وان" (Ninety One) الاستثمارية التي تبلغ قيمتها 154 مليار دولار، وعضو المجلس الاستشاري للشبكة الأفريقية في "تحالف غلاسكو المالي"، إنه من "المناسب تماماً" مناقشة صافي الصفر في أفريقيا. وأضاف أنه على الرغم من أن "حكومات الدول الغنية لم تنضم بعد لمساعدة الدول الفقيرة"، إلا أن الحتمية العلمية الداعية للوصول إلى صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050 لتجنب كارثة الاحترار العالمي لا تزال قائمة.

آليات التمويل

إن "تحالف غلاسكو المالي من أجل صافي انبعاثات صفري"، وهو مبادرة من كارني جمعت العديد من أكبر البنوك، وشركات التأمين، ومديري الأصول في العالم بهدف القضاء على الانبعاثات في محافظها الاستثمارية، ربما لا يزال بحاجة إلى بعض نقاط نقاش أخرى في شرم الشيخ. (يذكر أنه يرأس بالمشاركة "تحالف غلاسكو المالي من أجل صافي انبعاثات صفري" أيضاً مايكل بلومبرغ، مؤسس "بلومبرغ نيوز" التابعة للشركة الأم "بلومبرغ إل بي"). في ظل وجود نحو 150 تريليون دولار من الأصول التي تدعم الآن التحالف، أي بزيادة 20 تريليون دولار عن غلاسكو، سيتحول الحديث إلى كيفية الحصول على تلك الأموال لدعم مشاريع المناخ في الأسواق الناشئة حيث يمكن أن تحدث أكبر التأثيرات المناخية.

دعم أميركي لمحادثات التعويضات المناخية بقمة الأمم المتحدة في مصر

يقول جيمس كلوز، المدير السابق لقسم تغير المناخ في "البنك الدولي"، والذي يشغل الآن منصب رئيس قسم تغير المناخ في "ناتويست غروب" (NatWest Group)، لم تنبهر الاقتصادات الناشئة بالإعلان البالغ 130 تريليون دولار في غلاسكو... لقد كانت مهتمة فقط بآليات الحصول عليها... هذا هو جوهر المسألة".

عقد المؤتمر في أفريقيا

ذكر "تحالف غلاسكو المالي من أجل صافي انبعاثات صفري" في تقريره المرحلي الصادر في نهاية أكتوبر أن التحالف قد عمل على "تطوير ودعم" مبادرات لتوسيع نطاق التمويل للاقتصادات النامية، بما في ذلك ما يُسمّى بـ"شراكات من أجل تحول الطاقة العادل"، التي تهدف إلى إبعاد بلدان مثل جنوب أفريقيا و إندونيسيا عن الفحم وتوجيهها نحو أنواع أنظف للطاقة.

بالنسبة للأجانب ذوي التمويل الكبير الذين وقّعوا على "تحالف غلاسكو المالي من أجل صافي انبعاثات صفري"، يوفر مؤتمر "كوب" في أفريقيا أيضاً فرصة نادرة لرؤية الجبهات الأمامية لتغير المناخ بشكل أوضح. (على الرغم من أن العديد من الشركات ذات الوزن الثقيل في "وول ستريت" التي حضرت "كوب 26" ستتغيب عن "كوب 27").

بعد تعهدات العام الماضي الباهرة.. كيف تتراجع الحكومات عن قضايا المناخ عالمياً؟

تقول فينيسيا بيل، كبيرة مسؤولي الاستدامة في "جي آي بي مانجمنت آسيت" (GIB Asset Management): "قد يساعد مؤتمر (كوب) تستضيفه أفريقيا المجتمع العالمي على تقدير التأثيرات المادية المحتملة لتغير المناخ بدون تلطيف وبشكل أكثر عمقاً... يمثّل الاستثمار في التكيف المطلوب في أفريقيا تحدياً بالفعل في المسارات الحالية".

ومع ذلك، حذّر دو توا من أن تركيز المحادثات حصرياً على التكيف مع ظاهرة الاحتباس الحراري من شأنه في هذه المرحلة الاستسلام لخطر تغير المناخ قائلاً إنه: "ليس لدى (تحالف غلاسكو المالي من أجل صافي انبعاثات صفري) روح انهزامية".