ما هو أثر برنامج ماجستير إدارة أعمال معظم طلبته من النساء؟

التكافؤ بين الجنسين يتحسن في برامج ماجستير إدارة الأعمال لكن هل سيتحسن في العالم الحقيقي

كلية وارتون في جامعة بنسلفانيا
كلية وارتون في جامعة بنسلفانيا المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

إعلان كلية وارتون في جامعة بنسلفانيا أن الغالبية النسائية في دورة 2023 من برنامج ماجستير إدارة الأعمال هي الأولى منذ بدايته قبل 140 عاماً كان تطوراً مهماً للغاية. كانت هذه المرة الأولى التي يحدث فيها هذا في إحدى الكليات المصنفة بين أعلى 10 كليات، كما أنها إحدى أضخم الكليات في الولايات المتحدة. بيّن أحدث تصنيف من بيزنس ويك لأفضل مدارس الأعمال أن الالتحاق الكلي بكليات إدارة الأعمال الست الأخرى في تلك الفئة يقل لأدنى من ثلث ما تحقق في وارتون من حيث توازي الجنسين.

قال مارتن فان دير ويرف، مدير سياسة التحرير والتعليم في مركز التعليم والقوى العاملة بجامعة جورجتاون، إن الإنجاز الذي حققته وارتون "يخبرنا بشيء عن تغييرات قادمة". ما يزال الرجال أصحاب السطوة في عديد من كليات إدارة الأعمال بالتأكيد، وقال فان دير ورف: "ليس الأمر كما لو أننا بلغنا لحظة التكافؤ المنشود"، لكن تلك اللحظة باتت في متناول يد بعض الكليات، كما هو وثّق التصنيف.

النساء يغادرن الوظائف القيادية في الولايات المتحدة بشكل قياسي

إن نظرنا إلى كلية كيلوغ للإدارة بجامعة نورث وسترن على سبيل المثال، سنجد وفقاً للتصنيف أن المشاركة النسائية في دورة 2023 لديها تبلغ 49% من الإناث، أما في كلية كويستروم للأعمال بجامعة بوسطن، فتمثل النساء 48% من المشاركين في هذه الدورة. كما نجد بين الكليات الست الأصغر ترتيباً والتي تحقق التكافؤ بين الجنسين، كلية تولين فريمان للأعمال مع 68% من النساء. (تجمع بلومبرغ بيانات من الكليات حول العرق والإثنية والنوع الاجتماعي للطلاب).

بداية تغيير؟

تُعدّ المساواة بين الجنسين في برامج ماجستير إدارة الأعمال خطوة مهمة للتغيير حسب رأي إليسا سانغستر، الرئيسة التنفيذية لمؤسسة "فورتيه" (Forte) وهي منظمة غير ربحية للمناصرة والتقدم تعمل مع كليات إدارة الأعمال منذ 20 عاماً لمساعدة مزيد من النساء بالحصول على ماجستير إدارة أعمال. كانت نسبة النساء في دورات ماجستير إدارة الأعمال في الولايات المتحدة تبلغ 28% عندما بدأت "فورتيه" عملها، وبلغ الوسطي العام الماضي نحو 40% بين 56 مدرسة تتبعها "فورتيه"، وهي تشمل كلية "هارفارد" للأعمال ووارتون وكيلوغ. قالت سانغستر إن احتمال وجود امرأة وحيدة في فريق يدرس برنامج ماجستير إدارة الأعمال باتت اليوم منخفضة جداً.

قالت أندريا بوغارين، 30 عاماً، إنها انجذبت إلى وارتون بسبب التنوع بين الجنسين وبسبب عميدة الكلية إريكا جيمس، ذات البشرة الداكنة. ميّز ذلك لديها برنامج الجامعة عن تقريباً جميع البرامج الأخرى التي كانت تفكر بشأنها. تخصصت بوغارين في الهندسة الطبية الحيوية حين كانت طالبة جامعة، لكنها كانت تعلم أنها لا تريد العمل في مختبر، فحولت تركيزها إلى الأعمال التجارية وأقنعتها إحدى المرشدات بالتقدم إلى برامج ماجستير إدارة الأعمال.

ما الذي يبعد النساء عن المناصب الإدارية؟

بيّنت بوغارين أن التنوع لم يكن النقطة الوحيدة التي أثرت على قرارها، فقد خصصت بعض الوقت للتحدث مع الطلاب المسجلين في جميع البرامج التي تقدمت إليها، ومن بينهم طالب أبيض البشرة في وارتون. لا يبدو أنه هناك أي شيء مشترك بينهما على الورق، حسب ما قالت بوغارين التي ولدت في ليما عاصمة بيرو ونشأت في جنوب فلوريدا. كان الطالب قد عمل في مجال الاستشارات قبل دراسة الأعمال، ولم يتداخل نشاطه في النادي مع اهتماماتها، مع ذلك فقد تحدثا لساعة تقريباً، كما تقول.

قالت إنها استنتجت من المحادثة: "أنه سيكون هنالك دعم، ليس من أشخاص مثلي فقط، أو نساء أخريات أو نساء أخريات من غير البيض، لكن أيضاً من حلفاء... يمكنني تكوين هذه الروابط مع أي شخص داخل هذا المجتمع".

نادي حلفاء

كانت كلية وارتون واحدة من أوائل الكليات التي تقدم برامج ماجستير إدارة الأعمال الأعلى تصنيفاً والتي أضافت نادياً حليفاً من الرجال إلى جانب الأندية الأخرى المتعلقة بمجالات اهتمام محددة. لدى الكلية نادي أعمال كبير للسيدات. اعتمدت الكلية على بيانات سبع سنوات حول إنجازات خريجيها لتحديد نوع الطالب الذي يُرجح ازدهاره، كما تقول بلير مانيكس مديرة القبول في وارتون. كانت هذه أداة مفيدة لجهود الكلية لتحويل عدد المتقدمات من قلة إلى غالبية الطلاب المسجلين. يتقدم مزيد من النساء بطلبات للالتحاق مع تحسن سمعة المدرسة من حيث التنوع.

كما لاقى تعيين إريكا جيمس كعميدة في يوليو 2020 ترحيباً بين المتقدمات من النساء. كانت جيمس أول امرأة وأول شخص من غير البيض يدير البرنامج. أتت إلى وارتون من كلية غويزويتا للأعمال بجامعة إيموري، وطورت قبل ذلك برنامجاً ناجحاً للقيادة النسائية في كلية داردن بجامعة فيرجينيا.

نساء أقل يواجهن احتمال أن يكن وحيدات بين الذكور في دراسة ماجستير إدارة الأعمال
نساء أقل يواجهن احتمال أن يكن وحيدات بين الذكور في دراسة ماجستير إدارة الأعمال المصدر: بلومبرغ

نجاح التوظّف

قال فان دير وورف من جامعة جورجتاون إن نجاح التوظّف ليس إلا جزءاً واحداً من المطلوب لتحقيق توازن أكبر بشكل هادف. يرى الرجال أن درجة الدراسات العليا في إدارة الأعمال منذ القدم وحتى الآن تمثل وسيلة ليحاولوا محاكاة نجاح الرؤساء التنفيذيين، وغالبيتهم رجال يديرون أكبر شركات العالم. قد يكون هذا عاملاً في اخفاق النساء بتحقيق التكافؤ في برامج ماجستير إدارة الأعمال للخريجين، حتى مع تفوق عدد النساء على الرجال في برامج الماجستير عموماً لعقود، على حد قوله.

المديرات يواجهن تمييزاً مستجداً آتياً من مرؤوسيهن

بيّنت أن الرجال الحاصلين على درجة علمية في الأعمال ما يزالون يكسبون دخلاً أكبر مما تجنيه النساء ذوات المؤهلات الموازية، مستشهدة بتقرير صدر يونيو 2022 عن مركز التعليم والقوى العاملة. وفقاً لذلك التقرير كان نصيب النساء 43% من شهادات الماجستير بين المشاركين في الدراسة، لكنهن حصلن على متوسط أجر ​​75,600 دولار سنوياً، أي أقل من 90 ألف دولار هي وسطي ما يجنيه الرجال. يحاكي ذلك فجوة الأجور بين الجنسين التي يعانيها 83% من قوة العمل النسائية في الولايات المتحدة، ويرجع ذلك جزئياً إلى أن النساء أكثر عرضة للتوظيف في وظائف رواتبها أدنى من رواتب الرجال.

عامل إحباط

قال فان دير ويرف: "إنه لأمر متعب أن تحصل امرأة على ماجستير في إدارة الأعمال، ويصبح الأمر محبطاً عندما تحصل عليها وتجني أقل من رجل مؤهل يحمل المؤهلات نفسها. يمكن أن يثني ذلك الناس عن متابعة الحصول هذه الدرجات العلمية". لم يغب هذا عن أليخاندرا كاستانيو، وهي كما بوغارين تدرس في دورة 2023 في وارتون. عملت كوينز التي وُلدت في نيويورك في مجموعة "بوسطن كونسلتينغ" (Boston Consulting Group) خلال الصيف وتخطط للعودة للعمل هناك حاملة ماجستير في إدارة الأعمال. لكن كاستانو لا تتوقع أن تجد تكراراً للتكافؤ بين الجنسين كما الذي وجدته في وارتون في عالم الأعمال الخارجي في أي وقت قريب.

قالت كاستانو: "لن يكون الأمر مماثلاً"، لكنها أشارت إلى أنها حصلت على كثير من الدعم في "بوسطن كونسلتينغ" وهي تتطلع قُدماً لوظيفتها الجديدة. أضافت: "نسيت بعض الشيء خلال وجودي هنا في هذه الفقاعة، حيث يتمتع الجميع بفرص متساوية وحظ متكافئ، لكن ليس هذا ما يبدو عليه العالم الحقيقي".