عمالقة التكنولوجيا تقود هبوط الأسهم الأميركية بعد قرارات باول

متعاملون في قاعة التداول في بورصة نيويورك، يوم الجمعة 26 أغسطس 2022. يوم جديد من المكاسب القوية شهدته الأسهم الأميركية الجمعة 21 أكتوبر 2022
متعاملون في قاعة التداول في بورصة نيويورك، يوم الجمعة 26 أغسطس 2022. يوم جديد من المكاسب القوية شهدته الأسهم الأميركية الجمعة 21 أكتوبر 2022 المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

شهدت أسهم شركات التكنولوجيا العملاقة موجة عنيفة من البيع في أعقاب قرار الاحتياطي الفيدرالي يوم الأربعاء رفع الفائدة 75 نقطة أساس، وفقدت أسهم شركتي "أبل" و "تسلا" ما يزيد على 3.5% من قيمتها وسط جلسة من التقلبات العاصفة. ومع نهاية التعاملات، انخفضت أسهم شركة "كوالكوم" (Qualcomm)، أكبر شركة لصناعة معالجات أجهزة الهاتف المحمول في العالم، بسبب توقعات سلبية لنتائج الأعمال.

انخفضت الأسهم الأميركية مع استمرار لهجة التشدد القاطعة لرئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول الذي يواصل حملة تقشفية هي الأشد عنفاً في السياسة النقدية منذ ثمانينيات القرن الماضي بهدف مواجهة ارتفاع مستوى التضخم.

"الفيدرالي الأميركي" يرفع أسعار الفائدة 75 نقطة أساس للمرة الرابعة

في جلسة شهدت تقلبات مستمرة صعوداً وهبوطاً، اتجه مؤشر "ستاندرد أند بورز 500" بقوة وثبات إلى الانخفاض بعد إعلان رئيس الاحتياطي الفيدرالي أن البنك "ما يزال أمامه مسافة أخرى يقطعها" في دورة تشديد السياسة النقدية، وأضاف أن الوقت مازال مبكراً جداً للتفكير في وقف الزيادة في أسعار الفائدة والتي قد تبلغ ذروة أعلى مما كان يعتقد سابقاً.

وقد ارتفعت أسعار الأسهم لفترة وجيزة عندما قال رئيس البنك المركزي إن وتيرة رفع الفائدة قد تتباطأ في وقت مبكر بحلول شهر ديسمبر.

ارتفاع السندات والدولار

ومع هبوط أسهم "أبل" و"تسلا" وسط موجة بيع عنيفة، ارتفعت عوائد سندات الخزانة الأميركية لأجل عامين – والتي تتسم بحساسية شديدة لإجراءات الاحتياطي الفيدرالي – وتحركت في عكس اتجاهها الهبوطي سابقاً، بينما ارتفعت أسعار الدولار الأميركي.

ورجحت اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة استمرار الحاجة إلى "زيادة أسعار الفائدة" حتى تبلغ مستوى "على درجة من الارتفاع تكفي لإعادة معدل التضخم إلى مستوى 2% مع مرور الوقت" بحسب ماورد في بيانها. وقرر مسؤولو اللجنة بالإجماع رفع أسعارالفائدة المعيارية بمقدار 75 نقطة أساس أخرى إلى نطاق 3.75% حتى 4%، وهو أعلى مستوى للفائدة منذ عام 2008.

قال رونالد تمبل، رئيس قطاع الأسهم الأميركية لدى شركة "لازارد أسيت مانجمنت" لإدارة الأصول: "هذه ليست بيئة تشي بأن الاحتياطي الفيدرالي سوف يغير سياسته أو يلمح إلى تغييرها. ولو فعل ذلك فهي ممارسة سيئة، والبنك المركزي يعرف ذلك. وفي ديسمبر القادم، سوف يصبح عند الاحتياطي الفيدرالي تقريران عن مستوى التضخم وآخران عن سوق العمل. وعندذاك، ربما تستطيع لجنة السوق المفتوحة أن تلمح إلى إبطاء وتيرة تشديد السياسة النقدية، ولكن ليس قبل ذلك"

جيروم باول: الصورة ضبابية والحديث عن خفض الفائدة سابق لأوانه

"سانتابوز لن يزور المدينة"

وكتب إيان لينغن وبن جيفري، المحللان لدى شركة "بي إم أو كابيتال ماركتس": "في لهجة الاحتياطي الفيدرالي يظهر أمر واحد بوضوح: (إن سانتابوز لن يزور المدينة)"، كناية على أن وقف الزيادة في أسعار الفائدة مازال بعيداً.

أما إدوارد مويا، محلل أول الأسواق لدى شركة "أواندا"، فيقول: "إن الأسهم قد تعاني معاناة شديدة هنا مع استمرار مخاطر رفع الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة إلى أعلى من 5% مطروحة على الطاولة".

قال سام ستوفال، كبير محللي الاستثمار لدى شركة "سي إف آر إيه": "بطبيعة الحال سوف تقرر الأرقام والبيانات إلى حد كبير مسار السياسة النقدية في الفترة المقبلة، وفي أفضل تكهناتنا، نرى أن الاحتياطي الفيدرالي سوف يستمر في سياسته المتشددة".

أضاف كوينسي كروسبي، كبير محللي الأسهم العالمية لدى "إل بي إل فايننشال": "استناداً إلى تقديرات أسواق السندات، أصبحت الأسواق مقتنعة إلى درجة كبيرة أن الطريق إلى سعر الفائدة الحيادي سوف يمر عبر الركود".

كشفت الأرقام الصادرة يوم الأربعاء أن عملية التوظيف في شركات الولايات المتحدة ارتفعت في شهر أكتوبر بنسبة تجاوزت النسبة المتوقعة، مؤكدة على قوة الطلب على العمل رغم جهود الاحتياطي الفيدرالي الرامية إلى تبريد النشاط الاقتصادي. وقد نتج عن قوة سوق العمل زيادة سريعة في نمو الأجور، بما يساهم في ارتفاع معدل التضخم ويزيد الضغوط على البنك المركزي حتى يشدد سياسته النقدية بوتيرة أعنف.

ارتفاع مفاجئ في عدد الوظائف الشاغرة بأميركا يزيد الضغوط على "الفيدرالي"

أوقفت وزارة الخزانة أطول سلسلة من تخفيض مبيعاتها الفصلية من الديون طويلة الأجل منذ ما يقرب من ثمانية أعوام، كاشفة عن نهاية فترة من التخفيض التاريخي في عجز الموازنة.