الجنيه الإسترليني ينخفض 2.1% بعد رفع الفائدة 75 نقطة أساس

علم الاتحاد البريطاني فوق بنك إنجلترا في مدينة لندن، المملكة المتحدة، يوم الإثنين 17 أكتوبر 2022.
علم الاتحاد البريطاني فوق بنك إنجلترا في مدينة لندن، المملكة المتحدة، يوم الإثنين 17 أكتوبر 2022. المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تكبّد الجنيه الإسترليني أكبر خسارة له منذ أوائل أكتوبر، بعد أن أشار بنك إنجلترا إلى أن ذروة معدل الفائدة من المرجح أن تكون أقل مما تتوقع الأسواق، مما أثار المخاوف من أن توجّه البنك للتشديد النقدي لن يكون كافياً لخفض التضخم.

انخفض الجنيه الإسترليني 2.1% إلى 1.1157 دولار، في حين ارتفع العائد على السندات لأجل 30 عاماً- وهي من أكثر الأوراق المالية حساسية لتوقعات الأسعار في الاقتصاد- بأكثر من 20 نقطة أساس في لحظة معينة. رفع بنك إنجلترا سعر الفائدة الرئيسي بمقدار 75 نقطة أساس يوم الخميس إلى 3% كما هو متوقع، لكنه قال إن المملكة المتحدة من المحتمل أن تكون بالفعل في ركود قد يستمر حتى منتصف عام 2024.

رهان أسواق المال على ذروة أسعار الفائدة استمر دون تغيير إلى حد كبير عند 4.75% في النصف الثاني من 2023، في إشارة إلى أن المتعاملين يعارضون موقف بنك إنجلترا الأكثر حذراً.

بالنسبة للمستثمرين، أكدت رسائل يوم الخميس على المأزق الذي يواجه المسؤولين عن السياسة النقدية، حيث يوازنون بين الحاجة إلى تشديد السياسة النقدية في مواجهة التضخم المتفشي في ظل احتمال حدوث تباطؤ اقتصادي.

يتعارض القرار أيضاً مع التزام بنك الاحتياطي الفيدرالي برفع أسعار الفائدة بقدر ما يتطلبه الأمر لتهدئة ضغوط الأسعار في الولايات المتحدة، ما يمثل ضغطاً على الجنيه الإسترليني خلال العام الجاري.

الدفاع عن الإسترليني.. خيارات محفوفة بالمخاطر أمام بنك إنجلترا

توقعات النمو والتضخم

قال فالنتين مارينوف، رئيس استراتيجية عملات مجموعة العشرة لدى "كريدي أجريكول":"رفع بنك

إنجلترا سعر الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس، لكنه خفض توقعاته للنمو والتضخم، مما أرسل إشارة واضحة أن مسار سعر الفائدة لدى البنك المتوقع من جانب الأسواق قبل اجتماع السياسة النقدية مرتفع للغاية".

"النتيجة تتناقض بشكل حاد مع رسالة التشديد التي وضحها رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول الأربعاء ويمكن أن تؤدي إلى مزيد من الانخفاض في هامش الفارق بين سعر الجنيه الإسترليني مقابل الدولار".

جيروم باول: الصورة ضبابية والحديث عن خفض الفائدة سابق لأوانه

لا تزال أسواق المملكة المتحدة تبدو أكثر استقراراً مما كانت عليه في الأسابيع الأخيرة بعدما تخلت الحكومة عن خطط لإقرار تخفيضات ضريبية كبيرة دون توفير مصادر تمويلها أدت إلى تحركات تاريخية في كل من السندات والعملة. وفي حين أن ذلك قد يخفف الضغط لأن يرفع بنك إنجلترا أسعار الفائدة بشكل أكثر حدة في الأشهر المقبلة، يتطلع المتعاملون إلى البيان الاقتصادي للحكومة الجديدة المقرر طرحه في وقت لاحق من نوفمبر لمعرفة مزيد من التفاصيل.

قال هيو جيمبر، استراتيجي السوق العالمية لدى "جيه بي مورغان آسيت مانجمنت": "لم يكن لدى بنك إنجلترا خيار كبير سوى الوفاء بتوقعات السوق برفع سعر الفائدة 75 نقطة أساس في اجتماع اليوم".

"قد يبدو رفع الفائدة بمعدل كبير غير مبرر بالنظر إلى علامات على أن نشاط الاقتصاد البريطاني ينكمش بالفعل، ولكن هناك أدلة واهية حتى الآن أن التباطؤ كافٍ لخفض التضخم".