"وول ستريت" تحت ضغط مخاوف الركود.. وترقب أرقام الوظائف

الجنيه الإسترليني ينخفض بعدما طلب "بنك إنجلترا" من المستثمرين كبح جماح توقعاتهم بشأن رفع أسعار الفائدة

بيانات المؤشرات والأسهم كما تظهر على زجاج واجهة مقر بورصة ناسداك في نيويورك، الولايات المتحدة
بيانات المؤشرات والأسهم كما تظهر على زجاج واجهة مقر بورصة ناسداك في نيويورك، الولايات المتحدة المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

أغلقت مؤشرات الأسهم الأميركية على انخفاض في نهاية تعاملات اليوم الخميس، بضغط من المخاوف من حدوث ركود اقتصادي أكثر عمقاً في الولايات المتحدة، في ظل التوقُّعات بأن يبقي الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة عند مستوى أعلى ولفترة زمنية أطول، لترويض التضخم.

انخفض مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" لليوم الرابع على التوالي متأثراً بهبوط أسهم شركات التكنولوجيا الكبيرة مع ارتفاع عوائد سندات الخزانة. وانخفض سهم "أبل" بأكثر من 4% فيما سجل سهم "أمازون" أطول سلسلة من الخسائر منذ عام 2019.

"الفيدرالي الأميركي" يرفع أسعار الفائدة 75 نقطة أساس للمرة الرابعة

وفي أسواق العملات، انخفض الجنيه الإسترليني بعد أن طلب بنك إنجلترا من المستثمرين كبح جماح توقُّعاتهم بشأن رفع أسعار الفائدة.

بنك إنجلترا يقر أكبر زيادة بأسعار الفائدة منذ 33 عاماً

في أسواق السندات، لامس المنحنى المقلوب للعائد على سندات الخزانة، والذي يوضح العلاقة بين العوائد على سندات الخزانة بآجالها المختلفة، مستوى غير مسبوق منذ الثمانينيات، عندما كان الاحتياطي الفيدرالي يعمل على تشديد سياسته النقدية بشكل حاد، علماً أنَّ تقلبات المنحنى ترتبط تاريخياً بحالة من الانكماش الاقتصادي.

ذروة جديدة للفائدة

تشير صفقات عقود المقايضة بناءً على اجتماعات بنك الاحتياطي الفيدرالي المستقبلية إلى معدل ذروة متوقَّع لأسعار الفائدة أعلى من 5.1% في منتصف عام 2023، مع الإشارة إلى أنَّ التقديرات انخفضت لفترة وجيزة إلى أقل من 5% يوم الأربعاء، فيما يتراوح السعر المعياري حالياً في نطاق بين 3.75% و4%.

كتب مات مالي، كبير استراتيجيي السوق في شركة "ميلر تاباك بلس كو" (Miller Tabak + Co): "هل تتذكرون مقولة (أقل لفترة أطول) في عام 2021 من حيث بيئة سعر الفائدة؟ الآن لدينا: (أعلى لفترة أطول)، و(أبطأ لكن أعلى). قد يستغرق رفع أسعار الفائدة على المدى القصير وقتاً أطول، لكنَّهم يتجهون إلى مستوى أعلى من ذاك الذي كانت الأسواق تفكر فيه".

لهذه الأسباب سوق العمل الأميركية أكثر تراخياً مما تبدو

من المتوقَّع أيضاً أن يظهر تقرير الوظائف الذي يصدر الجمعة أنَّ سوق العمل ما تزال ضيقةً للغاية، وهو ما لا يرضي بنك الاحتياطي الفيدرالي. ففي الوقت الذي تشير فيه التوقُّعات إلى أنَّ نمو الوظائف الجديدة التي أضيفت إلى جداول الرواتب قد تباطأ في أكتوبر إلى 198,000 وظيفة؛ فإنَّ هذه الزيادة ستظل أعلى من الوتيرة الشهرية الخجولة البالغة 100,000 التي يعتقد الاقتصاديون أنَّها ليست قوية جداً ولا ضعيفة جداً بالنسبة إلى الاقتصاد على المدى الطويل. إلى جانب ذلك؛ فإنَّ طلبات الحصول على تأمين ضد البطالة تتراوح حالياً قرب أدنى مستوياتها تاريخياً، الأمر الذي يعزز النظرة إلى سوق العمل بأنَّها "سوق محمومة"، كما وصفها رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول.

تباطؤ الاقتصاد قد يستمر

قال مارك هيفيل، كبير مسؤولي الاستثمار في "يو بي إس غلوبال ويلث مانجمنت": الأسواق مهتمة بشكل أكبر بالمستوى النهائي لأسعار الفائدة بدلاً من وتيرة التضييق، مشيراً إلى أنَّه لا يعتقد أنَّ الظروف مهيأة لارتفاع مستدام في سوق الأسهم.

أضاف هيفيل: "من المرجح أن يواصل الاحتياطي الفيدرالي، إلى جانب البنوك المركزية الرئيسية الأخرى، التشديد ورفع أسعار الفائدة حتى الربع الأول من عام 2023. ومن المرجح أن يستمر النمو الاقتصادي في التباطؤ مع بداية العام الجديد، في حين أنَّ الأسواق المالية العالمية عرضة للضغط في ظل استمرار تشديد السياسة النقدية. لم تظهر آثار هذه الرياح المعاكسة بالكامل في تقديرات الأرباح أو تقييمات الأسهم".

في غضون ذلك، حذرت رئيسة البنك المركزي الأوروبي، كريستين لاغارد، من احتمال حدوث "ركود معتدل"، لكنَّه لن يكون كافياً في حد ذاته لوقف رفع أسعار الفائدة. وتعتبر تعليقات لاغارد، جزءاً من مجموعة من التصريحات العلنية لمسؤولي البنك المركزي الأوروبي، حيث يفكر المستثمرون والمحللون في التحدي المزدوج المتمثل في نمو الأسعار القياسي والانكماش الاقتصادي المحتمل، والذي يرجع في جزء كبير منه إلى غزو روسيا لأوكرانيا.

في أخبار الشركات، قدّمت شركة "بيلوتون إنتراكتيف" (Peloton Interactive) تقديراً أضعف للربع الحالي مما توقَّعته "وول ستريت" ، حتى مع إعلان إدارة الشركة أنَّها تجاوزت الجدول الزمني الخاص بها لتحسين أداء شركة اللياقة البدنية. كذلك، رسمت "موديرنا" (Moderna) صورة وردية لأرباحها في مراجعتها لمبيعات لقاحات "كوفيد – 19" المستقبلية. أما شركة "كوالكم" (Qualcomm)، أكبر صانع لمعالجات الهواتف الذكية، فأشارت إلى تقديرات أقل من المتوقَّع.

الأحداث الرئيسية لهذا الأسبوع

  • تقرير الوظائف غير الزراعية في الولايات المتحدة، البطالة، يوم الجمعة

فيما يلي، بعض التحركات الرئيسية في السوق:

الأسهم

هبط مؤشر "ستاندر آند بورز 500" بنسبة 1.1% عند الإغلاق.

هوى مؤشر "ناسداك المركب" بنسبة 2%.

انخفض مؤشر "داو جونز الصناعي" بنسبة 0.5%.

انخفض مؤشر "إم إس سي آي العالمي" بنسبة 1.3%.

العملات

ارتفع مؤشر "بلومبرغ" للدولار الفوري بنسبة 0.6%.

هبط اليورو بنسبة 0.7% إلى 0.9750 دولار.

انخفض الجنيه الإسترليني بنسبة 2% إلى 1.1163 دولار.

انخفض الين الياباني بنسبة 0.2% إلى 148.23 ين للدولار.

العملات المشفرة

ارتفعت عملة "بتكوين" 0.4% إلى 20,259.51 دولار.

ارتفعت عملة "إيثر" 2.1% إلى 1,543.45 دولار.

السندات

ارتفع العائد على سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات 4 نقاط أساس إلى 4.14%.

ارتفع عائد السندات الألمانية لأجل 10 سنوات 10 نقاط أساس إلى 2.25%.

ارتفع العائد على السندات البريطانية لأجل 10 سنوات 12 نقطة أساس إلى 3.52%.

السلع

انخفض سعر خام غرب تكساس الوسيط 2.1% إلى 88.09 دولار للبرميل.

انخفضت العقود الآجلة للذهب 1% إلى 1,633.40 دولار للأونصة.

مؤشرات Bloomberg