"أبل" تعتمد مورداً جديداً لأجهزة "أيفون 14" في الهند

تأتي الخطوة بعد الحظر الذي فرضته السلطات في الصين على مركز تصنيع أجهزة "أيفون برو" عملاً بسياسة "صفر كوفيد"

أحد العملاء يستعرض هاتف "أيفون 14" في متجر تابع لشركة "أبل" في سيدني، أستراليا، يوم 16 سبتمبر 2022.
أحد العملاء يستعرض هاتف "أيفون 14" في متجر تابع لشركة "أبل" في سيدني، أستراليا، يوم 16 سبتمبر 2022. المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

بدأت شركة "بيغاترون" (Pegatron Corp) التايوانية المتعاقدة مع شركة "أبل"، تجميع هواتف "أيفون 14" الأحدث، في الهند.

من شأن هذه الخطوة أن تجعل "بيغاترون" ثاني شركة موردة لأجهزة "أبل"، تقوم بتجميع أجهزة "أيفون 14" في البلاد، وفقاً لما قاله أشخاص مطلعون على الأمر لـ"بلومبرغ نيوز"، والذين رفضوا الكشف عن هوياتهم نظراً لسرية الخطة.

تأتي هذه الخطوة بالتزامن مع الإغلاق المفاجئ لمركز تصنيع أجهزة "أيفون برو" (iPhone Pro) الرئيسي لشركة "أبل" في مدينة تشنغتشو في الصين -الذي تديره مجموعة "فوكسكون تكنولوجي" (Foxconn Technology)- لترويض تفشي فيروس كورونا من قبل السلطات. كما أشارت المصادر إلى أن هذا الوضع سلط الضوء على مدى اعتماد "أبل" على الصين، على الرغم من أن التوسع في الهند يتماشى مع خطط التنويع الموضوعة سابقاً.

في هذا الإطار، امتنع ممثلون عن شركتي "أبل" و"بيغاترون"، عن التعليق.

الصين تقيد حركة مليون شخص بالقرب من مصنع "أيفون" بسبب "صفر كوفيد"

بدأت "فوكسكون" في صنع أجهزة "أيفون 14" في الهند في سبتمبر، بعد أسابيع فقط من الكشف عنها عالمياً، وبالتزامن تقريباً مع بدء الإنتاج في الصين، حيث تُصنع غالبية أجهزة "أيفون". ولا يزال شريك الإنتاج الرئيسي لشركة "أبل"، يتمتع بالتفرد في صناعة أجهزة "أيفون برو"، التي تقوم الشركة بتجميعها في تشنغتشو.

كان مصنع "بيغاترون" الذي يقع في ولاية تاميل نادو جنوب الهند، والذي يعمل فيه أكثر من 7,000 موظف كما في نهاية سبتمبر، قد بدأ في صنع هواتف "أيفون 12" في وقت سابق من هذا العام، علماً أن شركة "بيغاترون" تحصل بشكل عام على طلبات لنماذج "أبل" الأولية.

مراكز إنتاج بديلة

في هذا الإطار، تبحث شركة "أبل" التي تتخذ من كوبرتينو مقراً لها في ولاية كاليفورنيا الأميركية، عن مراكز إنتاج بديلة وسط حرب تجارية قائمة بين واشنطن وبكين، وفي ظل تطبيق مشدد لسياسة "صفر كوفيد" التي فرضها الرئيس الصيني شي جين بينغ في البلاد. في الوقت ذاته، تجعل نيودلهي من الهند، منافساً للصين في براعة التصنيع. ارتفعت قيمة أسهم شركة "ريدينغتون" (Redington) الموردة لمنتجات شركة "أبل"، منذ ظهور عرقلات في مصنع "فوكسكون" ناجمة عن تفشي فيروس كورونا خلال الأسبوع الماضي.

قال إيفان لام، كبير محللي "كاونتر بوينت" (Counterpoint)، إن إحدى العقبات الكبيرة التي يواجهها تحول الإنتاج إلى خارج الصين، تتمثل في أن غالبية المكونات التي تدخل في إنتاج أجهزة "أيفون" لا تزال مبنية في الصين، ويجب شحنها إلى أي مكان يتم فيه تجميع الأجهزة.

كثفت أكبر الشركات التايوانية الموردة لأجهزة "أبل" –"فوكسكون" و"بيغاترون" و"ويسترون كورب" (Wistron Corp)- تجميع أجهزة "أيفون" في الهند، مدعومة ببرنامج الحوافز المالية الذي أقره رئيس الوزراء ناريندرا مودي. وقد ساعد ذلك أيضاً على زيادة صادرات "أيفون" من الدولة الواقعة جنوب آسيا.

بدأت شركة "أبل" تجميع أجهزة "أيفون" للمرة الأولى في الهند في عام 2017، عبر شركة "ويسترون" (Wistron)، بعد جهد استمر لسنوات طويلة في بناء قدرات التصنيع في البلاد. وعلى الرغم من اعتبار الهند سوقاً استهلاكية صغيرة لشركة "أبل" حالياً، إلا أن البلد الذي يبلغ عدد سكانه 1.4 مليار نسمة، يوفر للشركة الأميركية العملاقة مساحة واسعة لتحقيق النمو، في ظل نمو الدخل والاتصال بالإنترنت الذي تشهده البلاد.