"وول ستريت" تنتعش.. والدولار يسجل أسوأ أداء له منذ 2020

بيانات الوظائف قدّمت صورة متباينة عن سوق العمل: توظيف أعلى من المتوقع مقابل زيادة في البطالة

متعاملون في قاعة التداول في بورصة نيويورك للأوراق المالية، نيويورك، الولايات المتحدة، يوم 31 مايو 2022.
متعاملون في قاعة التداول في بورصة نيويورك للأوراق المالية، نيويورك، الولايات المتحدة، يوم 31 مايو 2022. المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

أنهت مؤشرات الأسهم الأميركية تعاملات اليوم الأخير من هذا الأسبوع على ارتفاع، مع تقييم المستثمرين أرقام الوظائف في الولايات المتحدة التي صدرت اليوم الجمعة، وترقبهم لبيانات التضخم الأسبوع المقبل، وذلك للحصول على مزيد من الإشارات بشأن الفترة الزمنية التي سيستغرقها الاحتياطي الفيدرالي في تشديد سياسته النقدية، قبل أن يصبح قادراً على إبطاء وتيرة رفع أسعار الفائدة.

الاقتصاد الأميركي يخالف التوقعات مضيفاً المزيد من الوظائف ورافعاً معدل البطالة

أوقف مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" سلسلة من الانخفاضات استمرت أربعة أيام، في وقت سجل الدولار الأميركي أكبر انخفاض له منذ مارس الماضي. أما في سوق السندات، فقد انخفض العائد على سندات الخزانة الأميركية لأجل سنتين، عاكساً اتجاهه الصاعد.

ارتفاع مفاجئ في عدد الوظائف الشاغرة بأميركا يزيد الضغوط على "الفيدرالي"

تميل العقود الآجلة لسعر فائدة التمويل لدى الاحتياطي الفيدرالي، إلى تسعير زيادة على أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس في ديسمبر ، لكنها تشير إلى أن المعدلات قد تبلغ ذروتها قرب 5.1% العام المقبل. وكان مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي قد رفعوا أسعار الفائدة هذا الأسبوع بمقدار 75 نقطة أساس للمرة الرابعة على التوالي، ما أوصلها إلى نطاق مستهدف بين 3.75% و4%.

سجل مؤشر التقلب (VIX) في "وول ستريت" مستويات أقل بكثير من تلك التي سجلها خلال جائحة كوفيد أو خلال أزمة عام 2008، إلا أن تقلباته مع ذلك، تبقى هي السمة الغالبة لعام 2022.

تذكير بعام 1993

سجل مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" بالفعل هذا العام، خمس تحركات شهرية تجاوزت 7%، سواء في الاتجاه الصعودي أو الهبوطي. وباستثناء الاضطرابات التي شهدتها الأسواق خلال الأزمة المالية العالمية عام 2008، فإن تقلبات هذا العام غير مسبوقة منذ عام 1993- أيام الكساد الكبير.

قال مارك هاكيت، رئيس أبحاث الاستثمار في "نيشن وايد": "هذا الأسبوع هو تذكير بأن التقلبات الحادة والتداولات الانفعالية معظم أيام هذا العام، ستستمر على الأرجح. التعاملات قرب القاع نادراً ما تكون سلسة ونظيفة. فحتى لو كانت قوى السوق الصاعدة هي المسيطرة، فإن اختبار مناطق ضعف، أمر لا مفر منه".

إلى ذلك، أظهرت البيانات تسجيل الشركات الأميركية زيادة قوية في التوظيف والأجور خلال شهر أكتوبر، على الرغم من ارتفاع معدل البطالة.

هل يبطئ الاحتياطي الفيدرالي وتيرة رفع الفائدة؟ سوق السندات لديها الجواب

في أول تصريحات لمسؤولي السياسة النقدية في الاحتياطي الفيدرالي الأميركي بعد قرار رفع الفائدة هذا الأسبوع، قال اثنان منهم إنه يجب المضي قدماً في رفع تكاليف الاقتراض.

فقد قالت سوزان كولينز، رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في بوسطن، إن السياسة النقدية تدخل مرحلة جديدة قد تتطلب رفع أسعار الفائدة بمقدار أقل، لكنها لم تستبعد زيادة أخرى بمقدار 75 نقطة أساس، في حين قال نظيرها في ريتشموند، توماس باركين في تصريح لشبكة "سي إن بي سي"، إن بنك الاحتياطي الفيدرالي ربما يحتاج إلى رفع أسعار الفائدة فوق مستوى 5%، على الرغم من أنه قد يبطئ وتيرة الزيادات.

تتجه أنظار الأسواق إلى أحدث قراءة للتضخم في الولايات المتحدة يوم الخميس المقبل، بعدما ارتفع مؤشر أسعار المستهلك الأساسي في سبتمبر بأكثر من المتوقع، ليسجل أعلى مستوى له في 40 عاماً. لكن، حتى لو ظهرت بوادر للسيطرة على ارتفاع الأسعار، فإن مؤشر أسعار المستهلكين يظل أعلى بكثير من المنطقة التي تُعتبر مريحة بالنسبة إلى بنك الاحتياطي الفيدرالي.

المزيد من تعليقات المحللين:

· كريس سينيك من "ولف ريسيرش" (Wolfe Research): "لن يغيّر هذا التقرير من سردية الاحتياطي الفيدرالي المتمثلة في مقولة (أعلى لفترة أطول). ربما لن نرى أرقام وظائف ضعيفة حقاً حتى يدخل الاقتصاد الأميركي بالفعل في ركود عميق نسبياً".

· جيسون برايد من "غلينميد" (Glenmede): "من المحتمل ألا يدفع تقرير الوظائف هذا الاحتياطي الفيدرالي بعيداً عن مساره لرفع أسعار الفائدة بمقدار 50-75 نقطة أساس في ديسمبر. لكن مع ذلك، فإن التقرير الاقتصادي الكبير التالي الذي يمكن أن يحدث فرقاً لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي، هو تقرير مؤشر أسعار المستهلكين، الأسبوع المقبل".

· بيتر أسيل من "كومنويلث فاينانشال نتوورك" (Commonwealth Financial Network): "إذا ظل نمو سوق العمل قوياً، وتباطأ نمو الأرباح، سيكون ذلك مفيداً للجميع، حيث سيكون هناك ضغط أقل على الاحتياطي الفيدرالي لرفع أسعار الفائدة. قد تكون النتيجة هبوطاً سلساً وناعماً للاقتصاد، بدلاً من الهبوط الحاد".

· مايك لوينغارت من مكتب الاستثمار العالمي في "مورغان ستانلي": "رغم أن الرقم قد يكون مخيباً بالنسبة إلى المستثمرين الذين يأملون في تغيير مسار بنك الاحتياطي الفيدرالي المتشدد عاجلاً وليس آجلاً، لا بد أن نأخذ في الاعتبار أن هذه كانت أدنى قراءة في ما يقرب من عامين. لذلك قد تكون هناك علامات على تباطؤ سوق العمل".

· تشارلي ريبلي من "أليانز إنفستمنت مانجمنت" (Allianz Investment Management): "لم تكن الإشارة الأبرز في بيانات التوظيف اليوم أنها جاءت أفضل من المتوقع، بل هي تلك العلامات الدقيقة التي بدأت تظهر على تباطؤ الاقتصاد. يبحث المستثمرون عن أي إشارات على أن بنك الاحتياطي الفيدرالي سوف يتراجع عن تشديد سياسته النقدية".

من جهتهم، يقول المحللون الاستراتيجيون لدى "بنك أوف أميركا"، إن المستثمرين يلجأون إلى صناديق الاستثمار التي توفر لهم الأمان في ظل التشديد الحاد الذي يمضي به الاحتياطي الفيدرالي. وقد شهدت هذه الفئة من الأصول تدفقات داخلة بلغت 62.1 مليار دولار في الأسبوع المنتهي في 2 نوفمبر، وفقاً لمذكرة أصدرها البنك نقلاً عن بيانات "إي بي إف آر غلوبال" (EPFR Global). وساهم ذلك في تسجيل تدفقات نقدية بقيمة 194 مليار دولار منذ بداية أكتوبر، وهي أسرع بداية فترة ربع سنوية منذ عام 2020.

الصين وقيود "كوفيد"

في أخبار الشركات، قفزت الأسهم الصينية المدرجة في الولايات المتحدة وسط تفاؤل جديد بشأن تخفيف قيود "كوفيد" في الصين. وأفصحت شركة "دور داش" (DoorDash) عن تحقيقها إيرادات تجاوزت التقديرات، في إشارة إلى أن العملاء ما زالوا يطلبون وجبات سريعة باهظة الثمن، على الرغم من الضغط الناجم عن ارتفاع التضخم.

فيما يلي، بعض التحركات الرئيسية في السوق:

الأسهم

ارتفع مؤشر "ستاندر آند بورز 500" بنسبة 1.4% عند الإغلاق.

ارتفع مؤشر "ناسداك المركب" بنسبة 1.6%.

صعد مؤشر "داو جونز الصناعي" بنسبة 1.3%.

ارتفع مؤشر "إم إس سي آي العالمي" بنسبة 1.9%.

العملات

انخفض مؤشر "بلومبرغ" للدولار الفوري بنسبة 1.7%.

ارتفع اليورو بنسبة 2.2% إلى 0.9960 دولار.

ارتفع الجنيه الإسترليني بنسبة 1.9% إلى 1.1373 دولار.

ارتفع الين الياباني بنسبة 1.1% إلى 146.70 ين للدولار.

العملات المشفرة

ارتفعت عملة "بتكوين" 4.2% إلى 21,087.44 دولار.

ارتفعت عملة "إيثر" 6.8% إلى 1,645.86 دولار.

السندات

ارتفع العائد على سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات نقطتي أساس إلى 4.17%.

ارتفع عائد السندات الألمانية لأجل 10 سنوات 5 نقاط أساس إلى 2.30%.

ارتفع العائد على السندات البريطانية لأجل 10 سنوات نقطتي أساس إلى 3.54%.

السلع

ارتفع سعر خام غرب تكساس الوسيط 5.1% إلى 92.64 دولار للبرميل.

ارتفعت العقود الآجلة للذهب 3.3% إلى 1,684.10 دولار للأونصة.

مؤشرات Bloomberg