صناع السياسة الفيدرالية يقدرون تجاوز سعر الفائدة النهائي 5%

مستثمرون يراهنون على رفع البنك 50 نقطة أساس في ديسمبر ليصل إلى 5.1% بحلول منتصف 2023

 رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، جيروم باول
رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، جيروم باول المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

أدّى إعلان رئيس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، أنّ أسعار الفائدة القصوى يجب أن تكون أعلى مما كان يُعتقد سابقاً، إلى جعل وول ستريت تطلق التكهنات بشأن المستوى النهائي للأسعار.

قدّرت اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة في سبتمبر بلوغ النطاق المستهدف من 4.5% إلى 4.75% في عام 2023. إلا أنّ باول استشهد بالتضخم المرتفع وسوق العمل الضيقة للغاية وأخبر المراسلين يوم الأربعاء أن البيانات الواردة منذ اجتماعنا الأخير تشير إلى أن المستوى النهائي لأسعار الفائدة سيكون أعلى مما كان متوقعاً في السابق.

"الفيدرالي الأميركي" يرفع أسعار الفائدة 75 نقطة أساس للمرة الرابعة

التشديد الأكثر عدوانية

جاء كلامه بعد أن رفع المسؤولون أسعار الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس للمرة الرابعة على التوالي إلى نطاق يتراوح بين 3.75% و4%، ليوسع حملة تشديد البنك المركزي الأكثر عدوانية منذ الثمانينيات.

أشار أربعة من صانعي السياسة الفيدراليين الذين تحدثوا منذ الاجتماع إلى ارتفاع أسعار الفائدة دون إعطاء توقعات دقيقة. ومن جانبه قال رئيس الاحتياطي الفيدرالي في ريتشموند، توماس باركين، يوم الجمعة على قناة "سي إن بي سي" إنه من الممكن تصور أن البنك المركزي قد يحتاج إلى رفع أسعار الفائدة فوق 5%، على الرغم من أن هذه ليست الخطة الحالية.

مع توفر القليل من المعلومات التي تزيد عن تصريحات باول وبيان الاحتياطي الفيدرالي يوم الأربعاء، رفع الاقتصاديون في "نومورا هولدينغز" (Nomura Holdings) بعد الاجتماع تقديراتهم للمستوى الذي ستبلغ عنده الأسعار ذروتها إلى نطاق من 5.5% إلى 5.75%. في حين أكّد آخرون التوقعات التي كانت بنسبة 5% أو أعلى في العام المقبل.

"الاحتياطي الفيدرالي" يمتلك سلاحاً سرياً لمكافحة التضخم

إعادة التضخم إلى 2%

كما قال باول إن الهدف هو أن يكون مقيداً بدرجة كافية، لإعادة التضخم إلى هدف الاحتياطي الفيدرالي البالغ 2%. تتمثل إحدى الوسائل في تحديد أسعار فائدة أعلى من التضخم أو التضخم المتوقع، على الرغم من أنه أشار إلى عدة طرق يمكن من خلالها قياس التضخم الأساسي أو توقعات التضخم. قال حول كيفية قياس التضخم "ليس لدي رقم محدد لكم".

الجدير بالذكر أن الأسعار الأساسية للولايات المتحدة، باستثناء المواد الغذائية والطاقة، ارتفعت بنسبة 5.1% في 12 شهراً حتى سبتمبر، وفقاً للمقياس الذي يفضله الاحتياطي الفيدرالي.

أسعار العقارات التجارية الأميركية تهبط 13% من ذروتها

قال جوناثان ميلار، كبير الاقتصاديين في "باركليز" (Barclays) في نيويورك: "وجهة نظرنا بشأن سعر الفائدة النهائي هي تقدير مباشر أكثر من كونها عملية علمية".

كما يُقدر ميلار نسبة 5% إلى 5.25% كسعر فائدة نهائي، بينما يشير إلى وجود مستوى عالٍ من عدم اليقين. وقال: "إن الافتقار إلى الوضوح يعكس حقيقة أنه ليس لديهم الكثير من الاقتناع في أي من الأساليب القياسية، مما قادهم إلى نهج أكثر تخصصاً يكون حُكمياً بطبيعته".

تهدئة سوق العمل

كما ناقش باول الحاجة إلى تهدئة سوق العمل في الولايات المتحدة.

حيث أظهر تقرير التوظيف لشهر أكتوبر، والذي صدر يوم الجمعة، تقدماً طفيفاً فقط في هذا الاتجاه. وعززت الشركات التوظيف الشهر الماضي بأكثر من الرقم المتوقع والبالغ 261,000، كما تسارع متوسط ​​الدخل في الساعة من سبتمبر، في حين ارتفعت البطالة إلى 3.7%.

"الفيدرالي الأميركي": أسعار المنازل المرتفعة عرضة لانخفاضات حادة

قالت ليديا بوسور، كبيرة الاقتصاديين في "إي واي بارثينون" (EY Parthenon)، التي تتوقع سعر فائدة نهائي من 4.5% إلى 4.75%: "ما زلنا نشهد سوق عمل ضيقة وما تزال ضغوط الأجور مرتفعة؛ ويجب أن يستمر الاحتياطي الفيدرالي في ذلك".

فضلاً عن ذلك، وفي تصريحات منفصلة يوم الجمعة، قالت سوزان كولينز، رئيسة الاحتياطي الفيدرالي في بوسطن، إن نظرتها لذروة أسعار الفائدة قد ارتفعت منذ سبتمبر، لكنني أعتقد أنه من السابق لأوانه أن نكون أكثر تحديداً بشأن الشكل الذي قد يبدو عليه الأمر في الواقع لأن الأمور ما تزال تتطور.

"وول ستريت" تنتعش.. والدولار يسجل أسوأ أداء له منذ 2020

توقعات أعلى للفائدة

توقع رئيس الاحتياطي الفيدرالي في مينيابوليس، نيل كاشكاري، لوكالة أسوشييتد برس، إصدار توقعات أعلى لذروة أسعار الفائدة في العام المقبل عما كانت عليه في سبتمبر، بينما رفض تحديد هذا الرقم الآن. رجح تشارلز إيفانز، رئيس الاحتياطي الفيدرالي في شيكاغو، لرويترز، أن يرفع الاحتياطي الفيدرالي في نهاية المطاف أسعار الفائدة أعلى قليلاً من توقعات سبتمبر.

علاوةً على ذلك، توقع الاقتصاديون الذين استطلعت آراءهم بلومبرغ قبل الاجتماع أن سعر الفائدة النهائي هو 5%. ويراهن المستثمرون على أنّ الاحتياطي الفيدرالي سيرفع 50 نقطة أساس في ديسمبر ويصل إلى ذروة تبلغ حوالي 5.1% بحلول منتصف عام 2023.

بيانات الوظائف الأميركية تربك مستثمري الأسهم والدولار يتراجع بأكبر قدر منذ مارس 2020

ما تقوله بلومبرغ إيكونوميكس:

"أرسل باول رسالة واضحة إلى الأسواق في اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة في 2 نوفمبر: لا تتوقعوا منا مواصلة رفع أسعار الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس في كل مرة، لكننا لا نتخذ موقفاً معاكساً أيضاً. نتوقع أن يُبطئ الاحتياطي الفيدرالي وتيرة زيادات أسعار الفائدة إلى 50 نقطة أساس في اجتماع ديسمبر ويصدر مخططاً نقطياً جديداً يشير إلى سعر نهائي يبلغ حوالي 5%".

- آنا وونغ، وأندرو هوسبي، وإليزا وينغر (اقتصاديون)

في توقعاتها "النقطية"، راجعت اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة نظرتها لأعلى سعر فائدة في كل من التوقعات الفصلية الثلاثة هذا العام استجابةً للتضخم الذي استمر في أعلى التوقعات. وسيكون هناك تقريران لأسعار المستهلك قبل قرار اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة في ديسمبر، بما في ذلك بيانات أكتوبر الصادرة في 10 نوفمبر.

واستخدم باول مؤتمره الصحفي بعد الاجتماع لتحويل التركيز من حجم الارتفاع التالي، والذي كان محور التركيز الرئيسي لوول ستريت، إلى أسعار الفائدة وذروتها الأعلى والبقاء هناك لفترة كافية لتهدئة التضخم.

"الفيدرالي" العدو الأول لمتداولي وول ستريت المهتمين بالسندات

في حين قال فينسينت راينهارت، كبير الاقتصاديين في "دريفوس وميلون" (Dreyfus and Mellon)، الذي قدّر سعر الفائدة النهائي عند 5% إلى 5.25%: "القضية في المستقبل هي رفع الأسعار إلى مستوى ثابت، وأن نكون واثقين نسبياً من أنها مقيدة، وبالتالي الحفاظ على سعر الفائدة ثابتاً للمدة التي يستغرقها ذلك حتى نتأكد من أن التضخم في طريق عودته إلى الهدف".

تتمثل إحدى الطرق القياسية لتقييم أسعار الفائدة الحقيقية الإيجابية التي يرغب باول في تحقيقها في أسعار الفائدة التي تزيد عن التضخم المتوقع خلال العام المقبل، والتي ستكون 5% باستخدام تقديرات العام المقبل الواردة في مسح جامعة ميشيغان، أو حوالي 3.5% للتضخم الأساسي لعام 2023، باستثناء الغذاء والطاقة، وفقاً لتوقعات الاقتصاديين المحترفين.

كذلك قال جوناثان رايت، أستاذ الاقتصاد بجامعة جونز هوبكنز: "هذا يعني أن أسعار الفائدة الحقيقة على الأموال تقارب الصفر أو حتى تظل سالبة، مما يعني أن أمامنا طريقاً طويلاً لتحقيق الموقف التقييدي المطلوب".