هل تنضم COP27 شرم الشيخ إلى قمم المناخ القليلة الناجحة؟

المؤتمرات السابقة لم تترك بصمة على خفض "بصمة الكربون" باستثناء "اتفاق باريس" و"بروتوكول كيوتو"

شعار قمة المناخ COP27 على أحد أهرامات الجيزة، مصر، 5 نوفمبر
شعار قمة المناخ COP27 على أحد أهرامات الجيزة، مصر، 5 نوفمبر المصدر: أ.ف.ب
المصدر: الشرق
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

انطلقت اليوم فعاليات مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ COP27، الذي يُعقد بمدينة شرم الشيخ في مصر، تحت شعار "معاً نحو التنفيذ لتحقيق نتائج عادلة وطموحة"، سعياً لاتخاذ إجراءات حاسمة للحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، وبناء القدرة على مجابهة الآثار الحتمية لتغير المناخ، وإقرار التزامات تمويل العمل المناخي في البلدان النامية.

فيما يلي نظرة على أبرز ما تحقق خلال القمم السابقة:

عام 1992، وأثناء قمة الأرض المنعقدة في مدينة "ريو دي جانيرو" البرازيلية، أعلنت الأمم المتحدة التوصل لاتفاقية دولية مبدئية بشأن التغير المناخي، تهدف للحد من انبعاث الغازات الضارة بالبيئة، بما يتيح للنظام البيئي التكيف بشكل طبيعي مع التغيرات التي تطرأ على المناخ وتضمن عدم تعرض إنتاج الأغذية للخطر.

بعد حوالي 3 أعوام على قمة الأرض، تم إنشاء مؤتمر الأطراف باعتباره هيئة عُليا للاتفاقيات المناخية، وكرابط بين جميع الدول الأعضاء الموقعة على اتفاقية كيوتو.

10 أشياء للمراقبة بقمة المناخ COP27 في مصر

منذ ذلك الوقت، تنعقد اجتماعات سنوية منتظمة يحضرها رؤساء الدول والوزراء والمنظمات غير الحكومية تُعرف باسم "قمة المناخ".

المؤتمر الأول للأطراف عُقد عام 1995، واستضافته العاصمة الألمانية برلين، واتفقت الدول فيه على سلسلة من المبادرات لتقليل الاحتباس الحراري، لكنها لم تكن ملزمة على الإطلاق.

في مؤتمر الأطراف الثاني، الذي انعقد في مدينة جنيف بسويسرا، وضعت الدول "أهدافاً كمية ملزمة" تحد من انبعاثات غازات الدفيئة من قبل البلدان الصناعية.

بروتوكول كيوتو

في كيوتو اليابانية عام 1997، تمّ تحديد أهداف ملزمة للغازات الدفيئة لـ37 دولة، ما أدى لإنشاء ما عُرف لاحقاً باسم "بروتوكول كيوتو"، الذي دخل حيز التنفيذ في عام 2008. ونص على إلزام الدول المتقدمة بخفض الانبعاثات بنسبة 5% مقارنة بعام 1990. لكن رفضت اثنتان من أكبر الدول المسببة للانبعاثات، وهما الصين والولايات المتحدة، التصديق على الاتفاقية.

تلى ذلك 9 مؤتمرات للأطراف بين عامي 1998 و2006 غير أنه لم يصدر عنها أية مبادرات أو إجراءات تُذكر.

عام 2007، اجتمع مؤتمر الأطراف الـ13 بجزيرة بالي في إندونيسيا، حيث اتُخذت خطوات مهمة لاستبدال بروتوكول كيوتو الذي فشل بتحقيق المطلوب، دون تفعيل معاهدة جديدة فعلياً.

في ضوء الأدلة المتزايدة حينها بأن الاحترار العالمي بات أمراً واقعاً، وضعت خطة عمل "بالي" خارطة طريق لمدة عامين نحو اتفاقية ملزمة، يتم التوصل إليها في مؤتمر المناخ الـ15 في كوبنهاغن عاصمة الدنمارك، الذي مثّل أملاً كبيراً بالوصول إلى "إبرام اتفاقية مناخية ملزمة قانوناً، صالحة للعالم بأسره، والتي سيتم تنفيذها اعتباراً من عام 2012".

لكن في الاجتماع الذي عقد في تايلاند قبل 3 أسابيع من مؤتمر كوبنهاغن، اتفقت الصين والولايات المتحدة على أن أي اتفاق يتم التوصل إليه لن يكون ملزماً، وبالتالي فإن أي شيء يتم تحقيقه في المؤتمر سيولد ميتاً.. فوصفت القمة بالفشل المرير والكارثة من قِبل المنظمات البيئية والحكومات على حد سواء.

استضافت المكسيك مؤتمر المناخ الـ16 في مدينة كانكون، واتفقت الدول على تمويل صندوق المناخ الأخضر، لمساعدة البلدان النامية في التخفيف من آثار تغير المناخ.

في 2012، ومع وصول الانبعاثات إلى ضف ما كانت عليه عام 1990، استضافت العاصمة القطرية الدوحة المؤتمر الـ18، وبعد حوالي أسبوعين من المفاوضات تمكّنت الدول من الاتفاق على سلسلة من القرارات لدفع العملية إلى الأمام وحفظ بروتوكول كيوتو، من حيث المبدأ على الأقل.

أمّا بالمؤتمر الـ19 في وارسو، فكان الهدف الوصول لاتفاق على خفض الانبعاثات بحلول 2015، لكنه واجه معارضة شرسة، ليس أقلّها من الدولة المضيفة بولندا، التي لا تزال حتى يومنا هذا تمتلك صناعة قوية قائمة على الفحم.

اتفاق باريس

حملت النسخة الـ21 من مؤتمر المناخ تقدّماً كبيراً، إذ تبنّت 197 دولة اتفاق باريس في 12 ديسمبر 2015. ودخل حيز التنفيذ بعد أقل من عام، وكان يهدف إلى الحد بشكلٍ كبير من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية، والحد من زيادة درجة الحرارة العالمية في هذا القرن إلى درجتين مئويتين، مع السعي إلى الحد من الزيادة إلى 1.5 درجة.

خلال المؤتمرات التي تلت مؤتمر باريس؛ زادت قناعة العالم بضرورة الالتزام بجميع بنود الاتفاق الباريسي.

قمة المناخ في مصر لن تكون "نقطة تحول" نحو هدف 1.5 درجة مئوية

جمع مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ في جلاسكو، العام الماضي، عدداً كبيراً من قادة العالم، واعترفت فيه كافة الدول بوجود "حالة طوارئ مناخية"، ودعوا لتسريع العمل والابتعاد عن الوقود الأحفوري وتحقيق التمويل المتعلق بالمناخ.

لافتة تحمل شعار COP27 على الطريق المؤدي إلى منطقة المؤتمرات في شرم الشيخ المطلة على البحر الأحمر في مصر
لافتة تحمل شعار COP27 على الطريق المؤدي إلى منطقة المؤتمرات في شرم الشيخ المطلة على البحر الأحمر في مصر المصدر: رويترز

الآن؛ ينعقد مؤتمر المناخ الـ27 في مدينة شرم الشيخ المصرية؛ بهدف التأكيد على نتائج دورة جلاسكو، ولاتخاذ إجراءات بشأن مجموعة من القضايا الحاسمة لمعالجة حالة الطوارئ المناخية؛ انطلاقاً من الحد بشكلٍ عاجل من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، وبناء القدرة لدى الدول على الصمود والتكيف مع الآثار الحتمية لتغير المناخ، وصولًا إلى حث الدول المتقدمة المسببة، بشكلٍ أساسي، للتغير المناخي، على الوفاء بالتزامات تمويل العمل المناخي في البلدان النامية.. فهل تنجح قمة شرم الشيخ بالانضمام إلى قمم COP27 القليلة التي تركت بصمة بمواجهة تغير المناخ وتخفيض الانبعاثات وتحديد بصمة الكربون؟