مصطلحات حاسمة لنجاح أو فشل قمة المناخ COP27 في مصر

أبرزها: البصمة الكربونية، صافي الانبعاثات الصفري، التحوُّل العادل، الاقتصاد الأخضر، 1.5 درجة، تمويل المناخ وتعويضات الدول الغنية للفقيرة

الدول الصناعية الكبرى لا تقوم بما يكفي من إجراءات للحدّ من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري
الدول الصناعية الكبرى لا تقوم بما يكفي من إجراءات للحدّ من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري المصدر: بلومبرغ
المصدر: الشرق
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

مع انطلاق قمة المناخ COP27 بمدينة شرم الشيخ في مصر، والتي تستمر حتى 18 نوفمبر، يجري تداول مجموعة من المصطلحات، من المهم الوقوف على تعريفاتها، ومدى تأثيرها في القرارات التي يُؤمل اتخاذها خلال الحدث الذي يحظى بمتابعة العالم، بحيث يجري تقييم نجاح القمة من فشلها بمقياس تقدّمها في حلّ أكبر عدد من هذه المصطلحات/التحدّيات.

نستعرض فيما يلي تعريفاً مختصراً لأبرز هذه المصطلحات:

COP

مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ هو الهيئة العليا لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية حول تغير المناخ، ويتألف من ممثلين عن كل دولة وقعت على اتفاق باريس ويجتمعون كل عام.

تغيّر المناخ

يُقصد بمصطلح تغيّر المناخ حدوث تحولات طويلة المدى في أنماط المناخ ودرجات الحرارة على سطح الأرض.

رغم أن تلك التغيّرات والتحوّلات قد تأتي مدفوعة بأسباب طبيعية، فإن تغيّر الأنماط الإنتاجية بين البشر بفعل الثورة الصناعية في القرن التاسع عشر، والاعتماد على الوقود الأحفوري كالفحم والنفط والغاز الطبيعي، أدّى إلى تصاعد المسؤولية البشرية المباشرة عن ذلك التغيّر في درجات الحرارة.

الاحترار العالمي

يعبّر مصطلح الاحترار العالمي عن ارتفاع درجات الحرارة على سطح الأرض على المدى الطويل، بالمقارنة مع مستويات ما قبل الثورة الصناعية، وذلك نتيجة للأنشطة البشرية المُخلّفة للغازات الدفيئة.

يبلغ متوسط الزيادة لدرجات الحرارة حوالي 0.78 درجة مئوية، وفقاً للبيانات المجموعة خلال الفترة ما بين عامي 1880 و2012.

البصمة الكربونية

تعني البصمة الكربونية حجم الانبعاثات التي تخلّفها أنشطة كيان محدد، سواء كان بشرياً أم مؤسسة.

تتضمّن البصمة كافة انبعاثات الكربون التي أُطلقت لصالح الشخص أو المؤسسة، سواء عن طريق الاحتكاك والتفاعل الشخصي أو أثناء العمليات الإنتاجية التي تستفيد من نتائجها.

غازات الاحتباس الحراري

يُعدُّ ثاني أكسيد الكربون المنبعث من حرق الوقود الأحفوري، مثل الفحم والديزل والبنزين والكيروسين والغاز الطبيعي، هو "غاز الاحتباس الحراري" الرئيسي المسؤول عن ارتفاع درجة حرارة الغلاف الجوي للكوكب.

لكن هناك غازات أخرى مثل الميثان، الذي ينتج عن تربية الأبقار والنفايات، وهو أقوى بكثير من ثاني أكسيد الكربون لكنه يعيش في الغلاف الجوي لفترة أقصر.

في السياق الطبيعي، تستقبل الأرض الطاقة من الشمس ويمتص الغلاف الجوي منها ما يصل إلى 23% فقط، بينما تنعكس بقية الطاقة مرة أخرى إلى الفضاء. غير أن الطاقة المنتجة الناجمة عن النشاط الإنساني المتمثلة في الغازات الدفيئة، لا تتمكن من النفاذ إلى الفضاء، أي يُعاد امتصاصها مرةً أُخرى على سطح الأرض خالقةً تأثير ارتفاع درجات الحرارة الشبيه بتقنية الصوبة الزجاجية (بيوت الزراعة البلاستيكية)، التي تكتسب منه تلك الغازات اسمها الآخر "غازات الصوبة الزجاجية" أو GHG اختصاراً.

الحياد الكربوني

يعني الحياد الكربوني تحقيق التوازن التام ما بين انبعاثات الكربون ومعدلات امتصاصه في الغلاف الجوي، ما يستدعي بالضرورة خفض معدلات انبعاثات الكربون لأقصى درجة واللجوء لأنشطة عزله وتخزينه.

10 أشياء للمراقبة بقمة المناخ COP27 في مصر

إزالة الكربون

تعنى إزالة الكربون تقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي، من خلال العزوف عن إنتاج الطاقة عبر عملية احتراق الوقود، واللجوء بدلاً عن ذلك إلى مصادر الطاقة المتجددة كالشمس والرياح، والاعتماد عليها في مختلف مناحي وقطاعات الحياة كاستخدام السيارات، والإضاءة المنزلية، الأنشطة الصناعية المعقّدة وغيرها من العمليات المؤثرة على الأنشطة الاقتصادية حول العالم.

وتستهدف عملية إزالة الكربون القدرة على تحقيق أهداف اتفاقية باريس للمناخ.

اتفاق باريس للمناخ

تمّ اعتماد "اتفاق باريس للمناخ" بعد "بروتوكول كيوتو"، وهي معاهدة المناخ الدولية التي أُقرّت في مدينة كيوتو اليابانية وانتهت عام 2020.

يهدف اتفاق باريس، الذي جرت الموافقة عليه في ديسمبر 2015، إلى الحدّ من ارتفاع متوسط درجة حرارة سطح الأرض.

لتحقيق هذه الغاية، تعهدت الدول التي وقعت على الاتفاق بتقليل تأثير النشاط البشري على المناخ، وهي التعهدات التي يُفترض أن تصبح أكثر طموحاً بمرور الوقت.

صافي الانبعاثات الصفري

يعني التمكُّن من خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري كافةً إلى أقرب مستوى للصفر، مع إعادة امتصاص باقي الانبعاثات من خلال البيئة.

من المفترض أن يتحقق ذلك الهدف من خلال عمليات تحول كبرى في السلوك الإنساني الإنتاجي والاستهلاكي على حد سواء، خاصةً فيما يتعلق بعمليات إنتاج الطاقة والانتقال إلى مصادر الطاقة المتجددة بديلاً عن الوقود الأحفوري.

ميثاق جلاسكو

تمّ التوصل إلى هذا الاتفاق في قمة الأمم المتحدة للمناخ لعام 2021 بمدينة جلاسكو في اسكتلندا، ويتميز بأنه لأول مرّة يُذكر هدف تقليل استخدام الوقود الأحفوري في قمة الأمم المتحدة للمناخ.

يمثل الميثاق انفراجاً في الجهود المبذولة للبتّ في القواعد التي تنظم التجارة الدولية للكربون من أجل التخلص من الانبعاثات.

مع نفاد الوقت لتحقيق خفض كبير في الانبعاثات، يحث الميثاق أيضاً الدول على وضع خطط مناخية أكثر طموحاً.

هل تنضم COP27 شرم الشيخ إلى قمم المناخ القليلة الناجحة؟

1.5 درجة

يُلزم اتفاق باريس للمناخ الموقّعين عليه قانوناً بالحدّ من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري لإبقاء الارتفاع في درجات الحرارة أقل من درجتين مئويتين هذا القرن.

غير أن الدول تعهدت أيضاً "بمواصلة جهود" الإبقاء على ارتفاع درجة الحرارة دون 1.5 درجة مئوية، وهو ما يقول العلماء إنه سيساعد في تجنب بعض الآثار الكارثية.

من المثير للقلق أن العالم ارتفعت حرارته بالفعل بما يزيد قليلاً على درجة مئوية واحدة منذ بداية الثورة الصناعية، بينما ذكر تقرير للأمم المتحدة أنه حتى لو تمّ الوفاء بجميع التعهدات التي التزمت بها الدول حتى الآن، فإن متوسط درجات الحرارة في طريقه للزيادة بواقع 2.7 درجة مئوية هذا القرن.

مساهمات محددة وطنياً

المساهمات المحددة وطنياً هي التعهدات التي يقدّمها كل بلد لخفض انبعاثاته والتكيّف مع تغير المناخ اعتباراً من عام 2020 فصاعداً.

ويتعيّن على البلدان تحديث وتوسيع المساهمات المحددة وطنياً الخاصة بها كل 5 سنوات. وقدم جميع الموقّعين على اتفاق باريس تعهدات جديدة في جلاسكو.

باختصار، فإن تعهدات الدول ليست قريبة بما يكفي من المأمول، والهدف الرئيسي للمؤتمر هو استخدام عملية التفاوض لزيادة هذه المساهمات.

تحوُّل عادل

يُستخدم هذا المصطلح لوصف التحول إلى اقتصاد منخفض الكربون يُبقي الاضطراب الاجتماعي والاقتصادي الناجم عن الابتعاد عن الوقود الأحفوري عند الحد الأدنى، مع تعظيم الفوائد للعمال والمجتمعات والمستهلكين.

تمويل المناخ

وافقت الدول الغنية عام 2009 على المساهمة معاً بإجمالي 100 مليار دولار كل عام بحلول 2020 لمساعدة البلدان الفقيرة على تكييف اقتصاداتها، وتقليل تأثير ارتفاع منسوب البحار أو العواصف والجفاف الأكثر حدّةً وتكراراً. وفي 2015، وافقت الدول الغنية على تمديد هذا الهدف حتى عام 2025، لكنه لم يتحقق بعد.

لوضع الأمور في نصابها، قدّر مسؤول في وزارة الطاقة الأميركية أن الولايات المتحدة وحدها تحتاج إلى استثمار تريليون دولار سنوياً لتحقيق أهدافها الجديدة المتعلقة بالمناخ.

مبدأ المسؤوليات المشتركة لكن المتباينة

جرى تكريس مبدأ "المسؤوليات المشتركة لكن المتباينة" في اتفاقية كيوتو. وينص على أن الدول المتقدمة، التي أنتجت المزيد من الانبعاثات في الماضي في أثناء قيامها ببناء اقتصاداتها، يجب أن تأخذ زمام المبادرة في مكافحة تغير المناخ.

هذه القضية إحدى أكثر القضايا الشائكة في محادثات المناخ دائماً. وسعى اتفاق باريس إلى ربط الاقتصادات الرئيسية سريعة النمو، مثل الصين والبرازيل، بالجهود العالمية لخفض الانبعاثات عن طريق إضافة عبارة "في ضوء الظروف الوطنية المختلفة".. مع ذلك، ليس مطلوباً منهم تقديم أي تعهدات فورية تتعلق بخفض الانبعاثات.

الخسائر والأضرار

رغم أن الدول الأغنى وافقت على تزويد البلدان الفقيرة بالتمويل اللازم لمعالجة تأثير تغير المناخ، تواصل الأخيرة الضغط من أجل التوصل إلى أساس متفق عليه لتقييم المسؤولية عن الخسائر والأضرار الناجمة عن تغير المناخ وحساب التعويضات.

الاقتصاد الأخضر

يُعرّف الاقتصاد الأخضر، وفقاً لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، بأنه اقتصاد يستهدف تحسين جودة حياة الإنسان وتحسين حالة العدالة الاجتماعية، مع الحد من إمكانية حدوث مخاطر بيئية أو الندرة البيئية بشكل فارق.

كما أنه اقتصاد منخفض الكربون وكفء في موارده وشامل اجتماعياً.

تمويل المناخ

يشير تمويل المناخ إلى المبالغ المالية المستغلة لتحقيق أهداف تخفيف الانبعاثات والتكيّف مع الآثار المترتبة على أزمة التغير المناخي. ويدعو اتفاق باريس ومؤتمر المناخ إلى تقديم الأطراف ذات الموارد المالية الكبيرة الدعم المالي للدول الأقل حظاً، فيما اتُفق خلال مؤتمر المناخ في كوبنهاجن عام 2009 على أن تلتزم الدول المتقدمة بتقديم 100 مليار دولار سنوياً بشكل مشترك لتوفير احتياجات الدول النامية بحلول العام 2020، غير أن هذا الالتزام لم يتحقق.