خفض "أوبك+" الإنتاج قد يدفع النفط إلى 100 دولار للبرميل

تهدد ذروة الطلب الموسمي أن تتزامن مع عقوبات إضافية على الإمدادات الروسية ما قد يصعد بالأسعار

زوار يدخلون مبنى الأمانة العامة لمنظمة أوبك قبل الاجتماع الثالث والثلاثين للمنظمة والدول غير الأعضاء فيها في فيينا، النمسا في أكتوبر 2022.
زوار يدخلون مبنى الأمانة العامة لمنظمة أوبك قبل الاجتماع الثالث والثلاثين للمنظمة والدول غير الأعضاء فيها في فيينا، النمسا في أكتوبر 2022.
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

يكشف ارتفاع سعر النفط نحو 100 دولار للبرميل عن بعض المخاطر الناتجة عن قرار "أوبك+" المثير للجدل لخفض الإنتاج.

بدا أن قرار التحالف طيلة شهر تقريباً يحقق هدفه المعلن المتمثل في استقرار أسواق النفط، مع استقرار أسعار الخام في ظل تدهور الطلب على الوقود.

والآن، في منتصف الفترة بين اجتماع تحالف "أوبك+" في الخامس من أكتوبر والاجتماع المرتقب في ديسمبر، اقتربت الأسعار من مستوى 100 دولار مرة أخرى إذ تهدد ذروة الطلب الموسمي أن تتزامن مع عقوبات إضافية على الإمدادات الروسية.

قال هيلغ أندريه مارتينسن، كبير محللي النفط في مصرف "دي إن بي بنك" (DNB Bank): في أوسلو: "أعتقد أن تحالف (أوبك+) سعيد للغاية باستقرار خام برنت فوق 90 دولاراً. لكن هناك خطر حقيقي من التشديد المفرط في الأشهر الثلاثة إلى الخمسة المقبلة".

ارتفع خام برنت إلى أعلى مستوى في شهرين عند 99.56 دولار للبرميل أمس الإثنين قبل أن يقلص مكاسبه. وتراجعت العقود الآجلة لشهر يناير 1% إلى 96.90 دولار للبرميل اعتباراً من الساعة 11:15 صباحاً في لندن اليوم الثلاثاء.

يهدد ارتفاع أسعار النفط، بالتزامن مع بدء التصوت في انتخابات التجديد النصفي بالولايات المتحدة، بمزيد من تأجيج العلاقات بين جو بايدن والمملكة العربية السعودية، زعيمة التحالف النفطي. انتقد الرئيس الأميركي بشدة المملكة بسبب كبح الإمدادات، واتهم الدولة الحليفة لبلاده لفترة طويلة بمساعدة روسيا، العضو بالتحالف النفطي التي تشن حرباً على أوكرانيا.

الأكبر منذ كورونا.. "أوبك+" يُخفّض إنتاج النفط مليوني برميل يومياً

ضعف اقتصادي

في الأسابيع التي أعقبت قرار منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" وحلفائها بخفض الإنتاج بمقدار مليوني برميل يومياً، كانت التداعيات السياسية شديدة. لكن الاتجاهات الأولية في أسعار الخام والطلب منحت بعض التبرير للاستراتيجية التي قادها وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان.

أثبت الطلب على النفط أنه "أقل بكثير" من التوقعات، وفقاً لراسل هاردي الرئيس التنفيذي لــ"فيتول غروب"، أكبر شركة مستقلة لتجارة النفط في العالم.

أضاف هاردي في مقابلة على تلفزيون بلومبرغ إنه لا يُرجّح أن يتعافى الطلب في الصين، أكبر مستورد للنفط في العالم، من عمليات الإغلاق الصارمة للوباء حتى النصف الثاني من عام 2023.

من جهته، قال إد مورس، رئيس أبحاث السلع في "سيتي غروب": "نحن في عالم يتراجع فيه الطلب. وهناك معروض وافر في السوق".

بدلاً من النقص المحتمل الذي كان متوقعاً قبل بضعة أشهر، تواجه الأسواق العالمية الآن فائضاً خلال الربع الجاري، وفقاً للأمين العام لمنظمة "أوبك" هيثم الغيص.

تدهورت فروق الأسعار بالأسواق الآسيوية الرئيسية مع إعادة تأكيد الصين على استكمال تنفيذ إجراءاتها الصارمة لمكافحة كوفيد. حذّر صندوق النقد الدولي من أن "الأسوأ لم يأت بعد" بالنسبة للاقتصاد العالمي.

عمل خفض "أوبك+" الإنتاج بداية من نوفمبر على استقرار سعر الخام بالقرب من 95 دولاراً للبرميل، وهو مرتفع بما يكفي لدعم إيرادات أعضاء التحالف البالغ عددهم 23 دولة، لكن ليس الارتفاع المفرط الذي توقعه العديد من السياسيين.

صندوق النقد: الأسوأ لم يأتِ بعد للاقتصاد العالمي

ظل فارق العقود الزمني لخام برنت مستقراً، وهو فرق الأسعار بين العقود الآجلة الشهرية التي يُنظر إليها على أنها مقياس للعرض والطلب.

قال بول هورسنيل، رئيس أبحاث السلع الأساسية في بنك "ستاندرد تشارترد": "من وجهة نظر شخص ما يريد أن يكون استباقياً بشأن الأرصدة، فمن المحتمل أن تكون سعيداً لأنك خفضت عندما فعلت ذلك".

خام برنت يغازل مستوى 100 دولار

صعدت أسعار النفط في الأيام الأخيرة، حيث أدت الإشارات الأولية على إعادة فتح اقتصاد الصين إلى ارتفاع الأسعار يوم الجمعة، واستمر الصعود أمس الإثنين.

تقل مخزونات النفط بكثير عن المستويات المتوسطة، وتستعد الأسواق العالمية لمزيد من التشديد خلال الأشهر المقبلة مع تخطيط الاتحاد الأوروبي لفرض عقوبات على صادرات النفط الروسية.

قد يؤدي الحظر إلى خفض إنتاج روسيا بنسبة 20% تقريباً بحلول بداية 2023، وفقاً لوكالة الطاقة الدولية.

قال كريستوف روهل، كبير المحللين في مركز سياسة الطاقة العالمية التابع لجامعة كولومبيا: "برنت يغازل مستوى 100 دولار من جديد.. وهذا هو السعر الذي لم يرغب أحد بالبلدان المستهلكة -سواء البنوك المركزية التي تكافح التضخم أو وزارات المالية التي تمنع حدوث الركود والأفراد الذين يدعمون أوكرانيا ضد روسيا- في رؤيته".

حذّرت وكالة الطاقة الدولية من أن تقييد إنتاج النفط في التوقيت الحالي قد يدفع تكاليف الوقود إلى مستويات تؤدي في النهاية إلى حدوث ركود عالمي.

النفط يغلق عند أعلى مستوى في شهرين مع توقع تخفيف الصين قيود كورونا

من المقرر أن يجتمع تحالف "أوبك+" في الرابع من ديسمبر أي قبل يوم من سريان الحظر الذي يفرضه الاتحاد الأوروبي على النفط الروسي. قد يهمين التوتر بين القوتين اللتين تدفعان في اتجاهين معاكسين المتمثل في ضعف الطلب وتشديد العرض على الإجراءات التي يجري اتخاذها في سوق النفط.

قال جيف كوري، رئيس أبحاث السلع في "غولدمان ساكس": "يعتقد أكثر من 90% من الرؤساء التنفيذيين الأميركيين أن الركود يلوح في الأفق. في الوقت نفسه يحاول "أوبك+" استباق انخفاض الطلب لأول مرة في تاريخه ولديه خيار عكس المسار حال عدم تحققه".