العملات المشفرة تهوي مع تزايد شكوك صفقة "بينانس– إف تي إكس"

"بتكوين" تخسر 15% وتقترب من أدني مستوياتها منذ نوفمبر 2020

مجموعة من عملات "بتكوين" و"ليتكوين" و"إيثر".
مجموعة من عملات "بتكوين" و"ليتكوين" و"إيثر". المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

هوت العملات المشفرة مجدداً إذ بدأت الأنباء حول صفقة استحواذ شركة "بينانس" المحتملة على البورصة المنافسة "إف تي إكس" (FTX) في الانحسار وتجدد مخاوف المضاربين من وجود مشكلة داخل القطاع وحول بعض كبار لاعبيه.

صعق تشانغبنغ جاو، الرئيس التنفيذي لـ"بينانس"، عالم العملات المشفرة أمس الثلاثاء بكشفه عن أن شركته كانت بصدد الاستحواذ على منافستها شركة "إف تي إكس"، والتي قال إنها تتعرض لأزمة سيولة. ربط مراقبو السوق المخاوف بتغريدة تشاو حول أن خطاب النوايا بين الطرفين غير ملزم.

انهيار الأسعار

تراجعت "بتكوين"، أكبر عملة مشفرة من حيث القيمة السوقية، حوالي 15% الثلاثاء ليجري تداولها حول 17684 دولاراً، وهو أدنى مستوى منذ يونيو الماضي. دفع الهبوط العملة المشفرة إلى ما دون بعض مستويات التداول الأساسية التي كان المستثمرون يعتبرونها في السابق نقاط دعم. وخسرت كافة العملات المشفرة تقريباً حيث تراجعت كل من "إيثر" و"بولكادوت" و"أفالانش" بما يفوق 14%، بينما هبطت عملات "سولانا" و"دوج كوين" بما يزيد على 28% أثناء التعاملات.

انهار رمز "إف تي تي"، الرمز الخاص بشركة "إف تي إكس" العملاقة لتداول العملات المشفرة، بما تجاوز 75% ليصل إلى 5.50 دولار تقريباً عند الساعة 2:30 مساء بتوقيت نيويورك، بحسب موقع "كوين ماركت كاب".

خسائر العملات المشفرة والانتخابات النصفية تدفعان الأسهم الأميركية إلى الصعود

قال ستراهينجا سافيتش، رئيس قسم البيانات والتحليلات في "فرنت فاينانشال" (FRNT Financial): "يتعلق الأمر قطعاً بتجدد هذه الأزمة التي أحدثتها (إف تي إكس)، وهي أزمة ملاءة مالية متجددة، وما زلنا لا ندري ما إذا كان هذا الأمر انتهي بالنسبة لـ (إف تي إكس) والطريقة التي سينتهي بها".

غير ملزم

جاء خطاب النوايا من شركة "بينانس هولدينغز" المملوكة لتشاو الخاص بصفقة الاستحواذ عقب خلاف مضني بين الرجلين برز علانية، إذ عمل تشاو على التشكيك بالأمور المالية لـ"إف تي إكس" وساهم في إطلاق موجة نزوح للمستخدمين من بورصة "إف تي إكس" التي يصل عمرها إلي 3 أعوام. وقبل يوم واحد من التوصل لاتفاق، قال بانكمان فريد على منصة "تويتر" إن الأصول على منصة تداول "إف تي إكس" بحالة جيدة.

كانت بنود صفقة الاستحواذ الطارئة ضئيلة، إذ كشفت "بينانس" عن أن الاتفاق جاء عقب حدوث "أزمة سيولة هائلة" تعرضت لها "إف تي إكس" وطلبت مساعدتها.

هونغ كونغ تدرس تقنين تداول الأفراد للعملات المشفرة

سجل سعر "سول"، الرمز الأصلي لـ"سولانا بلوكتشين"، المرتبط بكل من "إف تي إكس" وشركة تداول العملات المشفرة "ألاميدا ريسيرش" (Alameda Research)، وغيرها من الرموز الخاصة بمشروعات "سولانا" هبوطاً كبيراً.

قال تنغ يان، الباحث في شركة أبحاث الأصول المشفرة "ديلفي ديجيتال" (Delphi Digital)، على منصة "تويتر": "كان سام بانكمان فريد و(إف تي إكس) أكبر راعيين لـ(سولان). انتهى هذا العهد. فقد استحوذت (بينانس) على المشهد، وسيفضلون سلسلة (بي إن بي) بطريقة كبيرة عن (سولانا). كان لدى "ألاميدا" ما يقارب مليار دولار أميركي من عملة (سولانا) المقومة بالدولار مغلقة وغير مغلقة والتي سيتوجب عليها بيعها إذا تعثرت. يضع هذا الموقف ضغوطاً بيعية هائلة على عملة (سولانا) المقومة بالدولار".

مصير الصفقة

أعادت معاناة "بينانس– إف تي إكس" لبعض المضاربين ذكريات الماضي للأزمة التي تعرضت لها "سلزيوس" (Celsius)، مقرضة العملات المشفرة التي انهارت بوقت سابق من العام الجاري، وكذلك المشكلات التي عانت منها الشركات الأخرى التي ابتلعها انهيار السوق.

قال ديفيد مورينو داروكاس، باحث متعاون في شركة "كريبتو كومبير" (CryptoCompare): "يعتبر خطاب النوايا غير ملزم، مما يعني أنه ما زال من الممكن بروز مشكلات أخرى في حالة قرر تشاو أو بينانس التراجع عن إتمام الصفقة".

من جهته، ألمح تيونغ هنغ، الرئيس التنفيذي لشركة "ساتوري ريسيرش" ( Satori Research) للاستثمار في العملات المشفرة، إلى أن خطاب النوايا غير الملزم هو السبب في انهيار الأسعار. أوضح هنغ قائلاً: "ما يزال الموقف غير واضح تماماً، لكنني واثق من أن هذين العملاقين بمجال العملات المشفرة سيقومون بالأمر الصحيح لحماية المستثمرين والقطاع".