طفرة النفط الأميركي قد تكون بلغت ذروتها للأبد وسط تباطؤ محتمل

تراجع إنتاج النفط الصخري للمرة الخامسة على التوالي إلى 12.3 مليون برميل يومياً في 2023

مضخات حفر واستخراج النفط في موناهانز، تكساس، أميركا
مضخات حفر واستخراج النفط في موناهانز، تكساس، أميركا المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

قلّصت الولايات المتحدة تقديراتها لنمو إنتاجها من النفط العام المقبل، متوقِّعة أن ينخفض ​​من أعلى مستوى له على الإطلاق في أحدث إشارة إلى أنَّ طفرة النفط الصخري قد تكون بلغت ذروتها إلى الأبد.

وفقاً للبيانات الشهرية من إدارة معلومات الطاقة؛ تفيد التقديرات الحالية بأن يصل إنتاج النفط الخام في أميركا إلى 12.31 مليون برميل يومياً في عام 2023، فيما تعد مراجعة بالهبوط للمرة الخامسة على التوالي. ووفقاً لأحدث تقرير للإدارة صدر أمس الثلاثاء؛ كان من المتوقَّع أن يتجاوز الإنتاج في العام الجديد الرقم القياسي 12.315 مليون برميل يومياً الذي سُجّل في عام 2019.

النفط ينخفض مع زيادة المخزون الأميركي وتحديات كورونا في الصين

يعد ذلك واحداً ضمن العديد من المؤشرات على أنَّ الإنتاج من الحقول الصخرية، وهي من أحد المصادر القليلة في العالم لنمو كبير بإنتاج النفط في السنوات الأخيرة، يتباطأ ولن ينتعش أبداً إلى المستويات المرتفعة التي حققها ما قبل الوباء. تشكّل هذه ضربة للسوق العالمية التي تحتاج إلى براميل أميركية للمساعدة في تعويض تخفيضات إنتاج "أوبك" وانتكاسة الإمدادات بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا.

"إنرجي أسبكتس": مخاطر بشأن بلوغ إنتاج النفط الصخري الذروة في 2024

انعدام الثقة

تعتبر هذه التوقُّعات أيضاً آخر ما يريد أن يراه الرئيس جو بايدن بينما يتوجه الناخبون إلى صناديق الاقتراع في انتخابات التجديد النصفي الحاسمة التي ستحدد السيطرة على مجلسي النواب والشيوخ.

الجهود اليائسة من جانب الإدارة لممارسة الضغط من أجل ترويض أسعار الوقود، بما في ذلك التهديدات بفرض ضريبة غير متوقَّعة على أرباح منتجي النفط، أدت مراراً وتكراراً إلى أن تسود حالة من انعدام الثقة وتأجيج التوترات مع صناعة الوقود الأحفوري.

نتائج أولية: 22 مقعداً إضافياً للجمهوريين لحسم أغلبية مجلس النواب (تغطية مستمرة)

قال الرئيس التنفيذي لشركة "إي أو جي ريسورسز" (.EOG Resources Inc) المنتجة في "بيرميان" الأسبوع الماضي إنَّ الزيادات في إمدادات النفط في عام 2023 ستكون محدودة بسبب نقص العمالة وارتفاع تكاليف المعدات وقيود سلسلة التوريد. جاءت تصريحاته هذه متوافقة مع التحذيرات الأخيرة التي أطلقها رايان لانس، الرئيس التنفيذي لشركة "كونوكو فيليبس" (ConocoPhillips) بشأن النمو المحدود للإنتاج بالولايات المتحدة العام المقبل.

ماذا يعني الإفراج عن احتياطي البترول الاستراتيجي الأميركي؟

تعهدات ضبط الإنفاق

التزم المنتجون إلى حد كبير بتعهدات ضبط الإنفاق، ولم يرفعوا الإنتاج إلا بشكل متواضع على الرغم من أسعار النفط التي تحوم حول 90 دولاراً للبرميل، حيث يطالب المستثمرون بعائدات أعلى مع ارتفاع نفقات العمالة والمعدات والمواد الخام.

نفط

قال هانتر كورنفايند، محلل سوق النفط في "رابيدان إنرجي غروب" (Rapidan Energy Group): "سيكون انضباط رأس المال هو العائق الرئيسي للإنتاج. هناك مخاطر للهبوط، بسبب الضغط التضخمي والمزيد من الانضباط الرأسمالي. لا أرى أنَّ هذا سينحسر في العام المقبل".

منذ بداية يوليو الماضي؛ ارتفع عدد حفارات التنقيب عن النفط الخام في الولايات المتحدة بوتيرة أبطأ، حيث تؤثر التكاليف القياسية وأسعار النفط المنخفضة على شركات الحفارات. في الوقت نفسه، يتراجع عدد الآبار المتراكمة التي تم حفرها بالفعل، ولكن لم يتم ضخ النفط الخام بعد، مما يعني أنَّ المنتجين سيستغرقون وقتاً أطول لتعزيز الإنتاج.

في غضون ذلك، رفعت إدارة معلومات الطاقة تقديراتها لإنتاج هذا العام إلى 11.83 مليون برميل يومياً، وهي أول زيادة لها منذ يونيو الماضي.