تواجه عجزاً بـ8 مليارات دولار .. "إف تي إكس" على وشك الإفلاس

بانكمان-فريد يحذر من أنه بدون ضخ سيولة في الشركة فسيتم تقديم طلب حماية من الإفلاس

سام بانكمان-فريد، المؤسس والرئيس التنفيذي لبورصة "إف تي إكس" لتداول مشتقات العملات المشفرة، يتحدث أثناء اجتماع العضوية السنوي لمعهد التمويل الدولي في واشنطن العاصمة، الولايات المتحدة، يوم الخميس الموافق 13 أكتوبر 2022
سام بانكمان-فريد، المؤسس والرئيس التنفيذي لبورصة "إف تي إكس" لتداول مشتقات العملات المشفرة، يتحدث أثناء اجتماع العضوية السنوي لمعهد التمويل الدولي في واشنطن العاصمة، الولايات المتحدة، يوم الخميس الموافق 13 أكتوبر 2022 المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

حذر سام بانكمان-فريد مؤسس بورصة "إف تي إكس" (FTX.com) أمس الأربعاء من أنَّه بدون ضخ سيولة في الشركة، فستحتاج إلى تقديم طلب حماية من الإفلاس، بحسب ما ذكر شخص على دراية بالموضوع.

أوضح الشخص الذي طلب عدم ذكر اسمه لسرية المناقشات، أنَّه خلال اتصال هاتفي قبل أن تعدل "بينانس" عن رأيها بطريقة مفاجئة، وتتخلى عن عرضها للاستحواذ، أبلغت "إف تي إكس" المستثمرين أنَّ بورصتها لتداول العملات المشفرة واجهت عجزاً في السيولة يبلغ 8 مليارات دولار، وأنَّها بحاجة لـ4 مليارات دولار لتستمر في الوفاء بالتزاماتها.

أضاف أنَّ "إف تي إكس" تسعى لجمع تمويل بغرض الإنقاذ في صورة ديون أو حصة ملكية أو خليط من الاثنين.

قال بانكمان-فريد للمستثمرين في المكالمة الهاتفية، بحسب أشخاص مطلعين على المحادثة: "أشعر أنَّني محطم". ثم تابع قائلاً: إنَّه سيكون "ممتناً بشدة وبطريقة غير معقولة" في حال استطاع المستثمرون تقديم المساعدة.

رفض ممثل عن "إف تي إكس" التعليق على الموضوع.

العملات المشفرة تهوي مع تزايد شكوك صفقة "بينانس– إف تي إكس"

تحول صادم للطفل المعجزة

يعد الاعتراف بالمشكلات العميقة التي تتعرض لها شركته وخياراتها المحدودة تحولاً صادماً بالنسبة لشخص كان بمثابة الطفل المعجزة في عالم التشفير في وقت من الأوقات، والذي بلغت ثروته الصافية ذات يوم 26 مليار دولار، وشُبِّه بجون بيربونت مورغان. كما أنَّه يؤكد حالة من عدم اليقين المحيطة بـ"إف تي إكس" وعملائها وأسواق العملات المشفَّرة.

"سيكويا كابيتال" تشطب كامل حصتها في "إف تي إكس"

مع ترنح بورصة التداول؛ لا يعد مصير المستثمرين والمقرضين مجهولاً فقط، بل يشمل أي شخص لم يستطع استرداد أصول العملاء منذ أن أوقفت البورصة بعض عمليات الاسترداد في وقت سابق من الأسبوع الحالي. وأصبحت مليارات الدولارات من أموال العملاء عالقة في إجراءات إفلاس بعد انهيار شركتي العملات المشفَّرة "سلزيوس" (Celsius) و"فوييجير" (Voyager).

برغم ذلك، بقي بانكمان-فريد شجاعاً أثناء فترة مضنية دامت 24 ساعة تقريباً، والتي انطوت على تكهنات متنامية حول أنَّ "بينانس" لن تخوض الاتفاق.

قال الشخص إنَّه كرر كثيراً خلال المكالمة التي جرت بعد ظهر الأربعاء القول إنَّه ببساطة ليس صحيحاً أنَّ تشانغبنغ جاو بصدد التخلي عن صفقة الاستحواذ.

عقب ساعة تقريباً، أعلنت "بينانس" تخليها عن الصفقة فعلاً.

الرئيس التنفيذي: "بينانس" لم تخطط مسبقاً للاستحواذ على "إف تي إكس"

"بينانس" تعجز عن المساعدة

قالت شركة منصة تداول العملات المشفَّرة "بينانس" التي أسسها تشاو في بيان: "كنّا نأمل في أن تكون لدينا القدرة على مساندة عملاء "إف تي إكس" وتوفير السيولة المالية، لكنَّ المشكلات خارجة عن سيطرتنا أو تفوق قدرتنا على تقديم المساعدة".

قال الرئيس التنفيذي لشركة "بينانس" تشانغبنغ جاو في تغريدة عبر "تويتر": "يوم حزين. حاولت لكن" في إشارة إلى عجز المنصة عن تقديم المساعدة لشركة "إف تي إكس".

علاوة على الضغوطات المالية؛ بدأت "إف تي إكس" تسترعي انتباه المسؤولين الأميركيين.

بدأت لجنة الأوراق المالية والبورصات ولجنة تداول العقود الآجلة للسلع التحقيق حول ما إذا كانت الشركة قد تعاملت بصورة ملائمة مع أموال العملاء، بالإضافة إلى بحث علاقتها بأجزاء أخرى من إمبراطورية بانكمان-فريد للعملات المشفَّرة، بما فيها شركة التجارة "ألاميدا ريسيرش" (Alameda Research)، وفقاً لما ذكره تقرير لـ"بلومبرغ نيوز" الأربعاء.

أشار أحد الأشخاص إلى أنَّ مسؤولين من وزارة العدل الأميركية يتعاونون أيضاً في هذا الشأن مع محامين من لجنة الأوراق المالية والبورصات.

وزارة العدل الأميركية تفتح تحقيقاً حول بورصة "إف تي إكس"

أوضح تشاو في رسالة في وقت سابق من يوم الأربعاء أنَّه لا توجد "خطة أساسية" للاستحواذ على "إف تي إكس"، وأنَّ "ثقة المستخدم تعرضت لهزة عنيفة".

مخاطر انتشار العدوى

يظهر القلق مجدداً إزاء مخاطر انتشار العدوى من خلال تراجع أسعار الأصول المشفَّرة، وهبط سعر عملة "بتكوين" إلى ما دون 16 ألف دولار، وهو أدنى مستوى خلال سنتين، عقب بيان "بينانس".

قال الرئيس التنفيذي لشركة "كوين بيس"، براين أرمسترونغ، الثلاثاء الماضي أثناء مقابلة مع محطة تلفزيون "بلومبرغ"، إنَّه في حال الإخفاق بالتوصل إلى اتفاق مع "بينانس"، فعلى الأرجح سيتعرض عملاء "إف تي إكس" للخسائر.

أضاف أنَّ هذا: "ليس جيداً لأي إنسان".