تباطؤ التضخم يشعل فتيل الشراء في "وول ستريت" ويقفز بمؤشراتها

مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" قفز بأكثر من 5.5%.. ومكاسب "ناسداك 100" تجاوزت 7%

أحد المشاة يمر أمام مقر بورصة نيويورك للأوراق المالية، نيويورك، الولايات المتحدة، يوم الأربعاء 9 نوفمبر 2022. رغم الارتفاع الحاد الذي سجلته اليوم، تتجه مؤشرات الأسهم الأميركية إلى تسجيل أسوأ أداء سنوي لها منذ عام 2008
أحد المشاة يمر أمام مقر بورصة نيويورك للأوراق المالية، نيويورك، الولايات المتحدة، يوم الأربعاء 9 نوفمبر 2022. رغم الارتفاع الحاد الذي سجلته اليوم، تتجه مؤشرات الأسهم الأميركية إلى تسجيل أسوأ أداء سنوي لها منذ عام 2008 المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

سجلت مؤشرات الأسهم الأميركية يوم الخميس قفزة كبيرة بعد موجة شراء شملت معظم الأسهم، وذلك بعدما أثار نمو الأسعار الذي جاء أبطأ مما كان متوقَّعاً، الرهانات على أنَّ بنك الاحتياطي الفيدرالي قد يغير مساره المتشدد في رفع أسعار الفائدة.

ارتفعت أكثر من 90% من الأسهم المدرجة على مؤشر "ستاندرد آند بورز 500"، مما دفع المؤشر إلى تسجيل أفضل استجابة له على تقرير مؤشر أسعار المستهلكين في اليوم الأول لصدوره، منذ عام 2008. ودفع ذلك أسهم الشركات الكبرى إلى الارتفاع ليجد البائعون على المكشوف أنفسهم في موقف محرج. كما ساعد تحول المعنويات في استقرار أسواق العملات المشفَّرة، على الرغم من الاضطرابات المحيطة ببورصة العملات المشفَّرة "إف تي إكس" (FTX).

تباطؤ التضخم

بلغ معدل التضخم العام 7.7%، وهو أدنى مستوى له منذ يناير، قبل أن تدفع الحرب الروسية في أوكرانيا أسعار السلع الأساسية إلى الارتفاع. والأهم من ذلك بالنسبة إلى الاحتياطي الفيدرالي، هو أنَّ المؤشر الأساسي الذي يستبعد الغذاء والطاقة، تباطأ بأكثر من المتوقَّع.

وتيرة نمو التضخم الأميركي تتباطأ وتفسح المجال لتهدئة التشديد النقدي

أدى الارتفاع الحاد في "وول ستريت" اليوم الخميس إلى التعويض بشكل جزئي فقط عن الخسائر الحادة التي تكبّدتها الأصول الخطرة جراء تضررها هذا العام من سياسة التشديد النقدي التي يتبعها بنك الاحتياطي الفيدرالي، إذ ما يزال مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" منخفضاً بنسبة 17% تقريباً عن مستواه في بداية العام، في حين أنََّ مؤشر "ناسداك 100" منخفض بنسبة 30% تقريباً، مع اتجاه المؤشرين إلى تسجيل أسوأ أداء سنوي لهما منذ عام 2008.

ارتفعت سندات الخزانة الأميركية مما أدى إلى تراجع العائد على سندات الخزانة لأجل عامين، الأكثر حساسية تجاه السياسة النقدية، بمقدار 27 نقطة أساس. وقلص المتداولون رهاناتهم بشأن رفع الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة، إذ تشير العقود الآجلة لسعر فائدة التمويل لدى الاحتياطي الفيدرالي إلى تسعير الزيادة على أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس في ديسمبر، وهذه أكثر ترجيحاً من زيادة بمقدار 75 نقطة أساس.

رئيس "الاحتياطي الفيدرالي" في نيويورك يتوقع استقرار التضخم

كتبت سيما شاه، كبيرة المحللين الاستراتيجيين العالميين في "برنسيبال أسيت مانجمنت" (Principal Asset Management): "من الطبيعي أن تستقبل سوق الأسهم أول انخفاض مفاجئ للتضخم في أشهر عدة بالتصفيق. من الواضح أنَّه من المحتمل أن يتم رفع الفائدة بنسبة 0.5% بدلاً من 0.75% في ديسمبر. لكن، قبل أن نرى المزيد من تقارير التضخم المماثلة؛ سيظل وقف مسار رفع أسعار الفائدة أمراً مستبعداً".

يبدو أنَّ مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي يؤيدون التحول نحو الحد من رفع أسعار الفائدة، بعد أربع زيادات كبيرة الحجم. لكنَّهم في الوقت ذاته، أكدوا على ضرورة الإبقاء على التشدد في السياسة النقدية.

قال لوري لوغان، رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في دالاس، إنَّه قد يكون من المناسب قريباً، إبطاء الوتيرة لتقييم الظروف الاقتصادية بشكل أفضل، في حين قالت ماري دالي من سان فرانسيسكو، إنَّ تباطؤ التضخم كان "خبراً ساراً"، لكنَّها أشارت إلى أنَّ "شهراً واحداً من هذه البيانات الإيجابية، "لا يعد انتصاراً". كما قالت إنَّ "التوقف المؤقت عن رفع أسعار الفائدة ليس مطروحاً حتى للمناقشة".

تخلّت أسواق المقايضات عن الرهانات بأن تبلغ ذروة معدل الفائدة مستوى 5% في النصف الأول من العام المقبل، كما كانت عليه قبل بيانات مؤشر أسعار المستهلكين، لتصبح الآن أقل بقليل من 4.9%.

رد فعل السوق على تقرير التضخم

ريك ريدر، كبير مسؤولي الاستثمار في الدخل الثابت العالمي في شركة "بلاك روك فاينانشال مانجمنت" (BlackRock Financial Management):

"أظهر تقرير مؤشر أسعار المستهلكين اليوم بعض التحسن المعتدل، إذ بدأت بعض العوامل التي تسببت في ارتفاع التضخم بشكل سريع سابقاً، مثل أسعار السيارات المستعملة، في الانخفاض بوتيرة أسرع".

مايكل لاندسبرغ، كبير مسؤولي الاستثمار في شركة "لاندسبرغ بينيت برايفت ويلث مانجمنت" (Landsberg Bennett Private Wealth Management):

"نستعد الآن لبيئة تظل فيها أسعار الفائدة أعلى لفترة أطول. يجب أن يهتم المستثمرون أكثر بتأثير ارتفاع الأسعار في الاقتصاد المتباطئ على قيم محافظهم المالية بدلاً من المستوى الحالي للتضخم".

ماكس غوكمان، رئيس الاستثمارات في "ألفا تي آر ايه آي" (AlphaTrAI):

"توقَّعنا أن يكون هناك تباطؤ في أسعار السلع الأساسية، لكنَّ رؤية تراجع الخدمات كانت أيضاً مكافأة أكبر مما سيحصل عليه أي مصرفي هذا العام. مع ذلك؛ فإنَّ هذا لن يدفع بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى إعادة التفكير في زيادة قدرها 50 نقطة أساس في ديسمبر، وهذا يحد من حماسة المتداولين الأولية".

إيبيك أوزكاردسكايا، كبيرة المحللين لدى "سويس كوت" (Swissquote):

"الحمد لله! لقد رأينا أخيراً فوزاً قوياً فيما يتعلق بالتضخم في الولايات المتحدة. جاء كل من العنوان الرئيسي والأرقام الأساسية أقل من المتوقَّع. هذا الأمر ساعد في تقليص التوقُّعات بشأن تشدّد بنك الاحتياطي الفيدرالي، ودفع الدولار الأميركي وعوائد السندات إلى الانخفاض. كان تراجع التضخم بمثابة نفحة من الهواء النقي للسوق بأكملها".

غييرمو هيرنانديز سامبير، رئيس التداول في إدارة الأصول لدى "إم بي بي إم" (MPPM):

"التحول في السياسة النقدية يبدأ الآن. الضغط القصير سيشعل هذه المسيرة، إذا وصلت الأموال المتبقية إلى السوق. فقد شهدنا أدنى مستوياتها لفترة من الوقت".

جيمس آثي، مدير الاستثمار في "أبردين أسيت مانجمنت" (Aberdeen Asset Management):

"ستتفاعل الأسهم إيجاباً مع هذا الأمر، ومن المرجح أن تلتقط أنفاسها وتبدأ بالارتفاع. بالطبع قد يجعل ذلك بنك الاحتياطي الفيدرالي غير مرتاح في هذه المرحلة المبكرة من عملية مكافحة التضخم، ولذا احترس من تعليقات الفيدرالي إذا ارتفعت الأسهم بشكل حاد".

تحركات رئيسية في الأسواق

الأسهم

سجل مؤشر "ستاندر آند بورز 500" ارتفاعاً بنسبة 5.3% عند الإغلاق.

قفز مؤشر "ناسداك المركب" بنسبة 7.1%.

قفز مؤشر "داو جونز الصناعي" بنسبة 3.5%.

ارتفع مؤشر "إم إس سي آي العالمي" بنسبة 4.4%.

العملات

انخفض مؤشر "بلومبرغ" للدولار الفوري بنسبة 2%.

ارتفع اليورو بنسبة 1.8% إلى 1.0196 دولار.

ارتفع الجنيه الإسترليني بنسبة 3.1% إلى 1.1713 دولار.

ارتفع الين الياباني بنسبة 3.6% إلى 141.26 ين للدولار.

العملات المشفرة

ارتفعت عملة "بتكوين" 15% إلى 18,080.76 دولار.

ارتفعت عملة "إيثر" 21% إلى 1,336.02دولار.

السندات

قفز العائد على سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات 27 نقطة أساس إلى 3.82%.

ارتفع عائد السندات الألمانية لأجل 10 سنوات 16 نقطة أساس إلى 2.01%.

انخفض العائد على السندات البريطانية لأجل 10 سنوات 16 نقطة أساس إلى 3.29%.

السلع

ارتفع سعر خام غرب تكساس الوسيط 0.5% إلى 86.27 دولار للبرميل.

ارتفعت العقود الآجلة للذهب 2.6% إلى 1,756.90 دولار للأونصة.

مؤشرات Bloomberg