6 شركات تطلق مشروعاً ضخماً لزراعة ملياري شجرة في البرازيل

يجري تمويل المشروع من خلال بيع ائتمانات تعويض الكربون

إزالة الغابات في منطقة محمية بيئياً بالقرب من ساو فيليكس دو زينغو في ولاية بارا، البرازيل
إزالة الغابات في منطقة محمية بيئياً بالقرب من ساو فيليكس دو زينغو في ولاية بارا، البرازيل المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

منطقة تعادل مساحتها مساحة سويسرا، وكلها من الأشجار المحمية.

هذه هي الخطة التي وضعتها مجموعة تضم 6 شركات، تشمل "سوزانو"، أكبر شركة منتجة للب الخشب في العالم، والبنك الإسباني العملاق "سانتاندر" (Santander) المتخصص في خدمات الصيرفة للأفراد.

تقترح هذه الشركات، بشكل أكثر تحديداً، استزراع وحماية 4 ملايين هكتار (15 ألف ميل مربع) من الأشجار، في المناطق التي أزيلت فيها الغابات فيالبرازيل، عبر تمويل المشروع من خلال بيع ائتمانات تعويض الكربون في السوق التطوعية.

الشركات المساهمة في المشروع، وهي "سوزانو"، و"سانتاندر"، وبنك "إيتاو" (Itaú) البرازيلي، و"رابوبنك" (Rabobank) الهولندي، وشركة "فالي" (Vale) البرازيلية للتعدين، وشركة "مارفريغ" (Marfrig) البرازيلية لتعليب اللحوم، تُنشئ شركة جديدة اسمها "بايوماس" (Biomas)، التي ستبدأ بتحديد المناطق التي عانت من تدمير الغابات، ومن بينها مناطق في غابات الأمازون، وغابة "ماتا أتلانتيكا" المطيرة، ومنطقة السافانا في سيرادو. وسيستثمر كل شريك، 20 مليون ريال برازيلي (3.8 مليون دولار).

تنامي أراضي التنقيب عن النفط والغاز في أفريقيا يهدد الغابات

زراعة ملياري شجرة

تخطط "بايوماس" للاعتماد على خبرة الشركات البرازيلية التي تدير بالفعل مزارع الأوكالبتوس الضخمة. تزرع "سوزانو" ونظيراتها، على سبيل المثال، أكثر من مليون شجرة أوكالبتوس يومياً، رغم أن الكثير منها يجري حصاده لاحقاً.

بحلول عام 2025، تتوقع المجموعة أن تبدأ تعيين عمال، وتؤسس حضانات الأشجار، حيث ستُزرَع الشتلات قبل نقلها إلى الحقول. تهدف الشركات إلى زراعة أكثر من ملياري شجرة أصلية على مساحة مليوني هكتار، فيما تستثمر في المحافظة على مليوني هكتار أخرى من الغابات الأصلية. من المتوقع أن يستغرق المشروع 20 عاماً.

دراسة: تأثير الغابات على تبريد المناخ يزيد بكثير عما كان يُعتقد سابقاً

تكرر موضوع تدمير الغابات كثيراً خلال الأسبوع الأول من قمة المناخ "كوب27" في مصر، إذ تطالب بعض الدول الأكثر عرضة للتأثر بتغير المناخ، بفرض قيود على المنتجات التي تتسبب في إزالة الغابات، فيما تسعى دول أخرى إلى الحصول على تعويضات من أجل حماية غاباتها. غابات الأمازون، التي سجلت عمليات التدمير فيها رقماً قياسياً في النصف الأول من 2022، تمثل إحدى نقاط التحول الرئيسية للمناخ في العالم، ما يولِّد ضرورة ملحة للتعامل مع المشكلة.

مبادرات ضخمة

يقول العلماء إن زراعة تريليون شجرة أخرى على الكوكب، قد يحد من الانبعاثات بشكل كبير، وهناك تعهدات عديدة لتحقيق ذلك الهدف، من بينها مبادرة من المنتدى الاقتصادي العالمي لزراعة تريليون شجرة، و"تحدّي بون" (Bonn Challenge)، وهو التزام من دول وشركات عدة بزراعة 350 مليون هكتار من الأشجار بحلول عام 2030.

لكن استزراع هذه الغابات والتحقق من أنها تصنع فرقاً في مكافحة تغير المناخ، لن يكونا أمراً سهلاً. بعض الأشجار لا تكبر أبداً، أو حتى إنها لا تصل إلى مرحلة تضرب فيها بجذورها في الأرض. تتطلب المبادرات كبيرة النطاق، المزيج السليم من الفصائل القابلة للتكيف، والحماية المطلوبة ضد الحراجة الزراعية، بالإضافة إلى اختيارات عادلة للمواقع.

حاول آخرون وفشلوا في تجنب هذه التحديات، وفي بعض الحالات قوضوا سلامة تعويضات الكربون على النطاق الأوسع. على سبيل المثال، وجدت إحدى دراسات "تحدّي بون" أن معظم المنطقة التي شملتها التعهدات، سيُستخدَم للغابات أحادية النوع أو للحراجة الزراعية بدلاً من إعادة التشجير.

تتوقع "بايوماس" تمويل مشروعها من خلال بيع ائتمانات الكربون، وتسعى إلى تحقيق ربح على مشروعات الحراجة. لم تتضح بالضبط تكلفة المبادرة التي تتوقعها المجموعة. وفقاً لدراسة قام بها معهد "دبليو آر آي برازيل" (WRI Brasil)، ومشروع "ذا نيو كلايمت إيكونومي" (The New Climate Economy)، فإن تكلفة إعادة 12 مليون هكتار من الغابات إلى ما كانت عليه، في أكثر مناطق البرازيل تدهوراً، ستبلغ 19 مليار ريال (3.5 مليار دولار) على الأقل. حسب المناطق التي تختارها "بايوماس"، قد يجعل ذلك تكلفة أهداف الزراعة وحدها تقترب من 500 مليون دولار.