تباطؤ اقتصادي متفاقم في شرق الاتحاد الأوروبي مع صعود التضخم

أزمات في المجر وبولندا والتشيك ورومانيا بسبب تكاليف المعيشة والجفاف

كشك بيع اليانصيب في وارسو، بولندا.
كشك بيع اليانصيب في وارسو، بولندا. المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تباطأت اقتصادات دول شرق الاتحاد الأوروبي في الربع الثالث، حيث تضرر المستهلكون من تكاليف الطاقة المتزايدة التي نجمت عن الحرب التي شنتها روسيا على جارتها أوكرانيا، ومن ارتفاع أسعار الفائدة.

البيانات التي نُشرت، أمس الثلاثاء، أظهرت أن الناتج المحلي الإجمالي في بولندا، أكبر اقتصادات المنطقة، نما 3.5% في الفترة بين يوليو وسبتمبر منخفضاً من 5.5 في الربع السابق. الناتج في رومانيا والمجر تباطأ على حد سواء إلى 4%، هابطاً من 5.1% و6.5% على التوالي.

بينما تقترب منطقة اليورو من الركود، تعاني دول شرق أوروبا بشكل خاص من تضخم يفوق 10%، وهو ما أجبر البنوك المركزية على الشروع بتطبيق سلسلة من الزيادات السريعة لأسعار الفائدة منذ العام الماضي. تفاقمت الاضطرابات في شرق الاتحاد الأوروبي بسبب أزمة تكاليف المعيشة في بولندا، والجفاف الحاد في كل من رومانيا والمجر، التي تعاني أيضاً من ضائقة مالية.

تعتمد هذه البلدان الثلاثة مجتمعة، إلى جانب جمهورية التشيك، بشكل كبير على التجارة مع الكتلة الأوروبية، التي تضم 19 دولة تتعامل جميعاً بعملة اليورو، وتعاني المنطقة الآن من الانكماش الاقتصادي، ويتوقع أن تواصل تراجعها خلال الربع الأول من العام المقبل، حسبما أظهرته توقعات المفوضية الأوروبية.

آفاق ركود المجر والتشيك

تقاوم الحكومة المجرية أزمات متعددة، ووضعت سقفاً لأسعار بعض المواد الغذائية الأساسية لترويض ارتفاعاتها، في بلدٍ قد يواجه الآن احتمال انكماش الناتج الاقتصادي لربعين متتاليين. من جانبها، قالت وزارة المالية في جمهورية التشيك إن الاقتصاد ربما دخل فعلياً في ركود سطحي، بعدما انكمش في الربع الثالث للمرة الأولى في عام ونصف.

للسيطرة على الأسعار.. المجر تطلق في نوفمبر خطة لتعزيز كفاءة الطاقة

يانوس ناغي المحلل في بنك "إرست" (Erste Bank Hungary) في بودابست بالمجر كتب بمذكرة: "التوقعات قصيرة الأجل تبدو متشائمة. يمكن أن تشهد الأرباع المقبلة تباطؤاً أكبر في النشاط الاقتصادي، على أن يحدث تراجع بداية العام المقبل تظهر بوادره حالياً".

أسعار الفائدة وزيادات الرواتب

أدت حملة زيادة أسعار الفائدة التي استمرت لعام كامل إلى انهيار الطلب على قروض الرهن العقاري في بولندا. وأبقى البنك المركزي الأسبوع الماضي على تكاليف الاقتراض كما هي للاجتماع الثاني على التوالي، في ظل تسارع التضخم ليصل أعلى مستوياته منذ 26 عاماً.

دعا محافظ البنك المركزي التشيكي أليس ميشل، يوم الإثنين الماضي، إلى وضع سقف للزيادات في الرواتب، وحث الحكومة على الالتزام بالتقشف المالي، بعد ثلاثة اجتماعات للبنك خلصت إلى الامتناع عن رفع أسعار الفائدة.

نمو رومانيا رغم المخاوف

لكن كانت هناك مفاجآت أيضاً، حيث أفلتت رومانيا من شبح الانكماش الفصلي وحققت نمواً بلغ 1.3% في الربع الثالث، مما قلل مخاوف التقلص الوشيك.

موغور ايسارسكو، محافظ البنك المركزي الروماني، يتوقع طلباً محلياً أكبر يتزامن مع نشر مزيد من مساعدات الاتحاد الأوروبي بشكل أفضل العام المقبل لدعم الاقتصاد والمساعدة في تجنب الركود التقني.

مخالفة التوقعات.. بولندا تُبقي على أسعار الفائدة دون تغيير بسبب مخاوف النمو

قال ايسارسكو، في مؤتمر عُقد ببوخارست أول أمس، إنه رغم الوضع القاتم، إلا أن الاستهلاك "الكبير" يدعم الاقتصاد الروماني، والدليل هو "الازدحام في كل مكان".

واختتم: "لا يمكنك القول إن هناك عدداً هائلاً من السيارات، فالأمر غير مؤكد بشكل قاطع، لكنك إذا رفعت رأسك ستصاب بالعمى من أضواء هذه السيارات".