الصين تزيح الكآبة عن أسواق السلع رغم تأخر التعافي

ورشة الدرفلة على الساخن في منشأة إنتاج باوشان التابعة لشركة "باوو ستيل غروب" في شنغهاي، الصين. يوم الجمعة، 16 سبتمبر، 2022.
ورشة الدرفلة على الساخن في منشأة إنتاج باوشان التابعة لشركة "باوو ستيل غروب" في شنغهاي، الصين. يوم الجمعة، 16 سبتمبر، 2022. المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

أدت جهود الصين التي أعلنت عنها في الآونة الأخيرة لدعم الاقتصاد إلى إزالة الكآبة عن أسواق السلع على الرغم من أن التعافي المستمر في الطلب قد يأتي بعد أشهر.

أدى إعلان بكين المزدوج للتعامل مع أكبر عقباتها أمام النمو - سوق العقارات التي تواجه أزمة، والضوابط الساحقة لمواجهة الفيروس- إلى إذكاء الآمال في أن تحول الحكومة اهتمامها إلى انتشال الاقتصاد من حالة فقدان الأمل التي استمرت لأكثر من عام. كما أدى ذوبان الجليد في العلاقات الأميركية إلى رفع المعنويات.

سيستفيد الطلب على الطاقة والمواد على نطاق واسع من أي زيادة في النشاط الصناعي. تعد الصين أكبر مستخدم في العالم للمعادن مثل الصلب والنحاس، والتي تعتمد بشكل كبير على البناء، في حين أن تخفيف القيود على السفر سيكون داعماً لاستهلاك الوقود.

على الرغم من أن التعديلات على سياسة "صفر كوفيد" التي تضمنتها خطة الحكومة المكونة من 20 نقطة الأسبوع الماضي لا تعني إنهاء فورياً لعمليات الإغلاق - فمن المرجح أن تستمر، وإن كان ذلك بطريقة أكثر استهدافاً، إذا تفاقم تفشي "أوميكرون" خلال فصل الشتاء - قد تشير إلى الاستعداد لإعادة فتح أوسع للاقتصاد في 2023.

قال تشو مي، المحلل في "كايوس ريسيرش انستيتيوت" (Chaos Research Institute) في شنغهاي، التابع لـ "كايوس تيرناري فيوتشرز كو" (Chaos Ternary Futures Co)، إن الضوابط الأكثر مرونة لمواجهة الفيروس يمكن أن ترفع الطلب الصيني على النفط بمقدار مليون برميل يومياً العام المقبل. والصين هي ثاني أكبر مستخدم للنفط بعد الولايات المتحدة وفي أكتوبر استهلكت حوالي 15 مليون برميل يومياً.

قفزة في أسعار كافة السلع الرئيسية بعد تخفيف الصين قيود كورونا جزئياً

قال تشو: "مع ذلك، فإننا نرى عقبات على المدى القصير، إذ ستجبر التدابير العشرين الجديدة بشكل أساسي الدولة على التعايش السلبي مع الفيروس.. يمكن أن يؤدي ذلك إلى اتساع نطاق التفشي، مما يعني اندلاع الفوضى بعد بضعة أشهر".

دعم السوق العقاري

في الوقت نفسه، فإن الإجراءات الـ 16 لقطاع العقارات تتعلق أكثر باستقرار السوق وتقليل فرص الانهيار، عوضاً عن إدارة انتعاش تام يتعارض مع حملة بكين الأصلية على ما تعتبره فقاعة. ويرتبط نجاح تلك الإجراءات ارتباطاً وثيقاً بكيفية تطور سياسات الصين المتعلقة بمكافحة الفيروس.

أبرز العوامل تأثيراً على أسواق السلع في الربع الأخير من العام

تتوقف عودة الطلب على السكن على انتعاش معنويات مشتري المساكن وآفاق التوظيف، وفقاً لمذكرة بحثية أصدرتها وكالة "فيتش" للتصنيفات الائتمانية، وذلك "يعتمد على التخفيف المستدام لضوابط الصين المتعلقة بالوباء".

قال بنك "يو بي إس" إن الإجراءات المتعلقة بالقطاع العقاري قد تكون نقطة تحول لتلك السوق، في حين أن الإجراءات الجديدة لمواجهة الفيروس تتماشى مع التوقعات الخاصة بحدوث تحول أوسع في السياسات خلال الربع الثاني من 2023.

على هذا النحو، قال البنك إنه يتوقع أن تضعف أساسيات السوق على المدى القريب قبل ظهور فرصة شراء أفضل للسلع وأسهم التعدين في غضون ثلاثة إلى ستة أشهر.

مبيعات السيارات

أعلنت الصين اليوم الأربعاء عن بيانات مبيعات السيارات الكهربائية خلال أكتوبر، وتستمر الأرقام في تخطي الأرقام القياسية. حيث تم بيع ما مجموعه 722 ألف سيارة ركاب ومركبة تجارية. وشكلت السيارات الكهربائية التي تعمل بالبطاريات 22% من سوق سيارات الركاب، في حين استحوذت السيارات الهجينة التي تعمل بالكهرباء والوقود على 9% أخرى.