"تينسنت" تعتزم بيع أغلب حصتها في "ميتوان" لتوصيل الوجبات

البيع يأتي بعد تقلص الإيرادات للربع الثاني على التوالي

عامل توصيل لدى شركة "ميتوان" في شنغهاي، الصين.
عامل توصيل لدى شركة "ميتوان" في شنغهاي، الصين. المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تعهدت شركة "تينسنت هولدينغز" ( Tencent Holdings) ببيع غالبية أسهمها في عملاقة توصيل الوجبات "ميتوان" (Meituan)، إذ تواصل عملاقة وسائل التواصل الاجتماعي خفض حيازاتها الكبيرة في صناعة الإنترنت بالصين.

ستوزّع "تينسنت"، التي أعلنت عن خططها لتخفيض حصتها في شركة التجارة الإلكترونية العملاقة " جيه دي دوت كوم"(JD.com)، أكثر من 958 مليون سهم من الفئة "بي" في "ميتوان" كأرباح خاصة للمساهمين الحاليين.

كشفت "تينسنت" عن هذه الخطوة بعدما أعلنت عن تقلص الإيرادات للربع الثاني على التوالي، مما يؤكد مدى تأثير الاقتصاد الصيني المتدهور على أكبر شركاته الخاصة.

انخفضت الإيرادات بنسبة 2% إلى 140.1 مليار يوان (19.8 مليار دولار)، مقارنة بأوسط ​​توقعات المحللين البالغة 141.4 مليار يوان. كما حققت الشركة صافي دخل 39.9 مليار يوان، مقابل تقديرات 25.2 مليار يوان.

تنسجم صناعة الإنترنت في الصين مع حقبة جديدة من النمو المتوازن، وتُحوّل التركيز إلى تعزيز الربحية من اقتناص الحصة السوقية، بعد أن قضت حملة بكين على أكثر من تريليون دولار من قيمتها السوقية المجمعة في عام 2021.

في حين خفف المنظمون من حملتهم ضد شركات التكنولوجيا، لا يزال القطاع الذي كان يتمتع بالتحرّر من قبل مثقلاً بضعف الإنفاق الاستهلاكي وقيود كوفيد الصارمة.

تعافت أسهم شركات التكنولوجيا الصينية من بعض خسائرها خلال نوفمبر، بعد أن بدأ الحزب الشيوعي في التراجع عن نهجه لتطبيق سياسة "صفر كوفيد" وقدم المزيد من الحوافز لإدارة بايدن للعمل معاً.

صعد مؤشر "هانغ سنغ" للتكنولوجيا يوم الثلاثاء لليوم الثالث على التوالي بفضل التفاؤل بشأن عودة الأمور إلى طبيعتها، متجاوزاً مبيعات التجزئة التي جاءت أسوأ من المتوقع خلال أكتوبر في ثاني أكبر اقتصاد بالعالم.

مبيعات "تينسنت" تنخفض للمرة الأولى تزامنا مع تدهور اقتصاد الصين

لا تزال "تينسنت" عرضة للصعوبات التي تواجه الاقتصاد الكلي.

تقلل ميزانيات التسويق الأكثر إحكاماً في جميع أنحاء العالم، والمنافسة المتزايدة من جانب "بايت دانس" المالكة لتطبيق "تيك توك"، من أرباح الإعلانات الرقمية. ففي مجال الحوسبة السحابية، انخفضت الإيرادات منذ بداية 2022 حيث تعمل الشركة على وقف العقود التي سببت خسائر.

على صعيد عملياتها بمجال ألعاب الفيديو الأساسية، لم تجد "تينسنت" نجاحها الكبير التالي لتتغلب على فترة الركود التي واجهت لعبة "هونر أوف كينغز" ( Honor of Kings)، التي تم إصدارها لأول مرة في عام 2015.

لم تتم الموافقة لـ "تينسنت" إلا لإطلاق لعبة واحدة محلياً منذ أن استأنفت الرقابة في بكين منح التراخيص في أبريل.

النموذج الصيني.. الهدف الحقيقي للحملة على شركات التكنولوجيا

تعمل "تينسنت" بالشراكة مع شركة "كابكوم" (Capcom) على تطوير لعبة جديدة للهاتف المحمول من سلسلة "مونستر هانتر" (Monster Hunter) التي أنتجتها شركة تصميم الألعاب اليابانية، في محاولة من مطورة الألعاب الرائدة في الصين لإعادة تقديم نفسها في السوق الدولية.

تتزايد شهية الشركة لأصول الألعاب الأجنبية في حين تتخارج من الأصول الأخرى وتنفق بطريقة أكثر رشداً في موطنها. في سبتمبر، أنفقت "تينسنت" ومقرها شنزن حوالي 300 مليون دولار لمضاعفة حصتها في "يوبي سوفت إنترتينمنت" (Ubisoft Entertainment).

في حين رحب المستثمرون بخفض "تينسنت" التكاليف مؤخراً، يطالب البعض بإصلاحات أسرع لزيادة الإيرادات أكثر من الرهان على الألعاب طويلة المدى. ينصب الاهتمام على النمو في تطبيق "وي تشات" للدردشة عبر الفيديو، والذي لم يستثمر محتواه بالكامل بعد من خلال عروض التجارة الإلكترونية والإعلان.