زيادة الطلب عالمياً على الوقود الحيوي يمنح أستراليا فرصة كبيرة

نمو نباتات الكانولا في حقل زراعي، أستراليا
نمو نباتات الكانولا في حقل زراعي، أستراليا المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

زيادة الطلب عالمياً على الوقود المتجدد بمعدلات قوية يقدم فرصة كبيرة للموردين في أستراليا، ثانية أكبر الدول المُصدّرة لبذور الكانولا الزيتية، وفق واحدة من كبرى شركات تصدير المحاصيل في البلاد.

قال روبرت سبورواي، الرئيس التنفيذي لشركة "غرين كورب" (GrainCorp Ltd)، في مقابلة: رغم أن الولايات المتحدة هي أكبر الأسواق، "فإننا نشهد نمواً قوياً للغاية في الأسواق الآسيوية وفي الصين خاصةً، وأعتقد أن ذلك يوفر فرصة كبيرة لأستراليا نظراً للقرب الجغرافي".

لا تعتبر شركة "غرين كورب" (GrainCorp) واحدة من أكبر مصدري القمح في أستراليا فحسب، بل إنها أكبر شركة لتكسير بذور الكانولا في أستراليا لإنتاج الزيوت النباتية التي يمكن استخدامها في صناعة الوقود الحيوي المتجدد، كما قال سبورواي، مُشيراً إلى أن إنتاج هذه الزيوت ومعالجتها، بما في ذلك إعادة تدوير الزيوت المستعملة، يشهد نمواً وهوامش أرباح قوية.

الوقود الأخضر يثير المخاوف من تضخم أسعار الغذاء

الوقود ونقص الغذاء

ارتفاع الطلب على المحاصيل التي تدخل في صناعة الوقود الحيوي حالياً موضوع ساخن، بينما يشهد العالم أزمة نقص الغذاء وارتفاع معدلات التضخم. يقول بعض الخبراء إنه في حال قللت الحكومات من الطلب على استخدام الوقود النباتي، سيتوفر المزيد من المحاصيل الزراعية للغذاء. بينما يجادل آخرون بأن الأمر يتعلق فقط بضرورة زيادة الإنتاج.

فعلى سبيل المثال، يشير ديفيد ماكلينان، الرئيس التنفيذي لشركة "كارغيل" (Cargill Inc)، إلى أن الأمر لا يتعلق بضرورة الاختيار بين الغذاء أو الوقود لأن الممارسات الزراعية المتجددة والغلال الأفضل والتكنولوجيا الجديدة تسمح بزيادة الإنتاج بما يكفي لتلبية طلب كلا القطاعين.

بالنسبة إلى سبورواي، يتلخص الأمر في العلاقة التفاعلية بين "الأكل والتدفئة". مضيفاً: "يمكنك الاستحمام بمياه باردة لبضعة أيام، لكن لا يمكنك قضاء يومك بلا غذاء". مؤكداً: "الغذاء هو الرابح دائماً وسيحدد السوق سعر ضمان الأمن الغذائي في العالم أولاً وقبل أي شيء".

استشهد سبورواي ببيانات صادرة عن وكالة الطاقة الدولية تُظهر زيادة الطلب على وقود الطيران المستدام والديزل المتجدد بأكثر من الضعف بحلول عام 2026. مشيراً إلى استجابة المزارعين لزيادة الاستهلاك هذه من خلال زيادة مساحة إنتاجهم وغلة وأصناف الكانولا التي يزرعونها.

على الرغم من ارتفاع الأسعار إلى مستويات تاريخية، رأى سبورواي طلباً عالمياً قوياً على الحبوب، مع تزايد عدد سكان العالم، وزيادة التركيز على الأغذية النباتية، والتحضر، وتجديد المخزونات العالمية المنخفضة التي تُحفز الطلب.