الصين والهند تواجهان ضغوطاً لتمويل الخسائر والأضرار المناخية

الصين تُصدّر انبعاثات 11.5 مليار طن متري من ثاني أكسيد الكربون المكافئ سنوياً بينما تنتج الهند 2.7 مليار طن

 الصنادل تبحر بجوار محطة وانغتينغ للطاقة في وانغتينغ، مقاطعة جيانغسو، الصين.
الصنادل تبحر بجوار محطة وانغتينغ للطاقة في وانغتينغ، مقاطعة جيانغسو، الصين. المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تواجه الصين والهند، وهما اثنتان من أكبر ثلاث دول مُصدّرة للانبعاثات الكربونية في العالم، ضغوطاً متزايدة من الدول النامية، للتعهد بمساهمتهما في آلية تهدف إلى تعويض أفقر دول العالم عن الكوارث المناخية.

تأتي موريشيوس وجامايكا وغانا ضمن الدول النامية الراغبة في توسيع مجموعة الممولين المحتملين لمرفق الخسائر والأضرار الذي تتم مناقشته في قمة المناخ "كوب 27" بمصر، ليتجاوز الدول الصناعية الغربية التي كانت مسؤولة تقليدياً عن ظاهرة الاحتباس الحراري.

هذه الدعوات تُعد خروجاً ملحوظاً عن التضامن السابق الذي شهد وقوف الصين والهند في الماضي بجانب أفقر دول العالم في المطالبة بتمويل المناخ من الولايات المتحدة وأوروبا الغربية. إضافة إلى أنها تمثل انقساماً داخل صفوف الدول الأقل نمواً والدول الجزرية الصغيرة وبعض الدول متوسطة الدخل التي ترتبط اقتصاداتها وسياساتها ارتباطاً وثيقاً بالقوى الاقتصادية الآسيوية.

اقرأ أيضاً: هل يصعد استهلاك الطاقة عالمياً ويقل نصيب الفرد من الانبعاثات؟

قال هنري كوكوفو، رئيس وكالة حماية البيئة في غانا والمبعوث الخاص لرئاسة غانا لمنتدى قابلية التأثر بالمناخ، الذي يمثل 58 دولة كثافتها السكانية تبلغ 1.5 مليار نسمة: "يتعلق الأمر بكمية الانبعاثات، إذا كنت دولة نامية وتصدر كثيراً من الانبعاثات، فلماذا لا.. نحن نستهدف مصادر الانبعاثات الكثيفة".

تُصدّر الصين انبعاثات قدرها 11.5 مليار طن متري من ثاني أكسيد الكربون المكافئ سنوياً، بينما تنتج الهند 2.7 مليار طن، بحسب مشروع الكربون العالمي. وتبلغ انبعاثات الولايات المتحدة 5 مليارات طن، وتعتبر الدول الصناعية مسؤولة عن الجزء الأكبر من الانبعاثات التاريخية المسؤولة بشكل تراكمي عن ارتفاع درجة حرارة الكوكب اليوم. مع ذلك، فإن تطور الصين السريع المدفوع بالفحم جعلها بالفعل ثاني أكبر مصدر تاريخي للانبعاثات.

الصين تستهدف استهلاك الطاقة غير الأحفورية بأكثر من 80% في 2060

ضرورة المساهمة في التمويل

يتوافق موقف كوكوفو مع رأي ماثيو سامودا، الوزير الجامايكي ورئيس وفد "كوب 27" للدولة الجزرية، الذي قال: "أولئك الذين يصدرون انبعاثات كربونية يجب أن يساهموا في التمويل"، بجانب وزير البيئة الموريشي كافيداس رامانو الذي يريد من "كل الدول الكبرى المُصدّرة للانبعاثات" توفير أموال.

مع ذلك، فإن الممثلين الآخرين لتلك الدول التي تضغط من أجل مرفق الخسائر والأضرار، الذي تمت إضافته الأسبوع الماضي إلى جدول أعمال مؤتمر "كوب 27" لأول مرة بعد عقود من النقاش، أكثر اعتدالاً في نهجهم تجاه الصين والهند.

دعا سيني نافو، رئيس وفد مالي، وسيث أوسافو، المستشار القانوني لمجموعة المفاوضين الأفارقة، أن تقدم البلدين الآسيويين مساهمات طوعية.

كانت باربرا كريسي، وزيرة البيئة بجنوب أفريقيا، مُصرة على أن الهند والصين، باعتبارهما دولتين ناميتين، ليسا بحاجة لإجبارهما على المساهمة. تُعد جنوب أفريقيا جزءاً من التحالف الاقتصادي "بريكس" مع البرازيل وروسيا، وتعتمد بشكل كبير على الصين كسوق تصدير.

رئيس "كوب 27": قد نتوصل إلى اتفاق بشأن الخسائر والأضرار هذا الأسبوع

الانقسامات بين الدول الفقيرة حول الخسائر والأضرار تتجاوز من يجب أن يساهم في أي صندوق. يريد كريسي مساعدة فورية لأولئك الذين تضرروا من كوارث المناخ، كما يقول سامودا إن هناك حديثاً عن صندوق وسيط للتعامل مع المساعدة المالية للأزمات مثل الفيضانات في باكستان أو الأعاصير في منطقة البحر الكاريبي.

رداً على ذلك، قال متحدث باسم وفد الهند في "كوب 27" إن المساهمات الإلزامية في الخسائر والأضرار لا ينبغي أن تنطبق على بلدهم لأن حصتها من الانبعاثات الكربونية التراكمية التاريخية من فترة ما قبل الصناعة حتى عام 2019 كانت أقل من 4%.

لم يرد متحدثون باسم الصين على الفور على طلب للتعليق. مع ذلك، الملاحظات السابقة لمبعوث المناخ للبلاد شي زينهوا دفعت إلى احتساب المسؤولية التاريخية ضمن حسابات تمويل الخسائر والأضرار.