تشكيك كندي وأسترالي في جدوى إنشاء منظمة للنيكل مثل "أوبك"

إندونيسيا صاحبة أكبر احتياطيات من معدن النيكل في العالم طرحت خلال قمة مجموعة العشرين فكرة إقامة تكتل للمنتجين

حفارات في منجم للنيكل تديره "بي تي تكنيك ألوم سيرفس" في ريجنسي مورووالي بسولاوسي الوسطى، إندونيسيا
حفارات في منجم للنيكل تديره "بي تي تكنيك ألوم سيرفس" في ريجنسي مورووالي بسولاوسي الوسطى، إندونيسيا المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

أثار اقتراح إندونيسي بإنشاء منظمة شبيهة بـ"أوبك" لموردي النيكل، الاستغراب بين شركات التعدين الأسترالية.

طرح وزير الاستثمار الإندونيسي، بهليل لحداليا، فكرة إنشاء تحالف، قال عنه خلال اجتماع قمة مجموعة العشرين الأسبوع الجاري في بالي، إنه سيساعد في توحيد السياسات الحكومية الخاصة بالمعدن المطلوب لصناعة البطاريات، ويساهم في تطوير صناعة المصب. وقد نوقشت الخطة مع كل من كندا وأستراليا.

لن يدعم مجلس المعادن في أستراليا، وهو الهيئة الرئيسية للتعدين في البلاد، تشكيل تكتلات تحد من العرض، وفقاً للرئيسة التنفيذية، تانيا كونستابل.

أكبر مخزونات النيكل

قالت كونستابل، إنه "من المفيد للغاية أن تعمل الدول معاً لحل المشكلات التي نواجهها في إمداد المعادن الأساسية". وأضافت أنه على الرغم من ذلك، "سنحرص دوماً أننا نفي بكل التزاماتنا التجارية الدولية، ولم نرَ تكتلات تتشكل".

إندونيسيا تقترح إنشاء منظمة شبيهة بـ"أوبك" للنيكل

تُظهِر بيانات هيئة المسح الجيولوجي الأميركية، أن إندونيسيا هي أكبر منتج للنيكل بفارق كبير، كما تضم قرابة 20% من مخزونات العالم من المعدن. ولدى أستراليا مستوى مشابه من المخزونات، لكن أقل من خُمس إنتاج جارتها.

يتماشى اقتراح جاكرتا للنيكل، المُستخدَم، في صناعة بطاريات السيارات الكهربائية، مع استراتيجية الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو بأن تصبح الدولة مركزاً للمزيد من تنقية المعادن وحتى إنتاج السيارات الكهربائية. تأمل إندونيسيا في الاستفادة من مخزونها من المعدن، لتستحوذ على مكانة أكبر في سلسلة الإمداد، في الوقت الذي يتجه فيه العالم نحو التخلص من الكربون.

تردّد كندا

قال لحداليا إن إندونيسيا تتواصل مع كندا، التي تملك أيضاً مخزونات كبيرة من النيكل، بشأن الخطة، وناقشت تسريع اتفاقية تجارة محتملة بين البلدين الأسبوع الجاري.

كندا تقرر وضع عوائق أمام الاستثمارات الأجنبية الموجهة للمعادن الأساسية

على الرغم من ذلك، ليس من المرجح أن توقّع كندا على اقتراح إنشاء تحالف للنيكل، وفقاً لمسؤول حكومي كندي مطلع على الأمر. لم توافق وزيرة التجارة، ماري نغ، على التعاون لتنفيذ الفكرة خلال لقائها بنظيرها الإندونيسي، وفقاً للمسؤول، الذي تحدث في معرض مناقشة اجتماع خاص، بشرط عدم الإفصاح عن هويته.

لم ترد الحكومة الأسترالية فوراً على طلب للتعليق على فكرة وزير الاستثمار.

صعوبات تشكيل تكتل

يعد منتجو النيكل الأكبر في العالم والدول الرئيسية التي تملك احتياطيات كبيرة منه، مجموعة متنوعة، على المستويين الجغرافي والسياسي، ما قد يجعل من الصعب تشكيل تكتل. بعد إندونيسيا وأستراليا، تملك البرازيل أكبر المخزونات، تليها روسيا والفلبين والصين وكندا. من ناحية الإنتاج، إندونيسيا هي الأكبر بفارق كبير، إذ تتفوق على الفلبين وروسيا وكاليدونيا الجديدة.

سيضيف اقتراح إندونيسيا إلى التعقيدات المتزايدة في سلاسل إمداد مواد البطاريات التي لا تزال نسبياً في المهد. يأتي اقتراح جمع الدول المنتجة في علاقة أكثر تقارباً، في وقت تسعى فيه الاقتصادات الرئيسية، ومن بينها الولايات المتحدة، إلى تطوير مصادر إمداد أكثر استقراراً.

قال كونراد ملهيرين، مدير قسم تحول الطاقة في شركة "برايس ووترهاوس كوبرز" (PwC) في أستراليا، إن قانون خفض التضخم للرئيس الأميركي جو بايدن، يتطلب من صنّاع السيارات تصنيع أغلب مواد البطاريات التي يحتاجونها محلياً أو في دولة لديها اتفاقية تجارة حرة مع واشنطن، إذا أرادوا الحصول على خصومات ضريبية.

لا تملك الولايات المتحدة وإندونيسيا اتفاقية تجارة حرة فيما بينهما.

أضاف ملهيرين، أنه وعلى الرغم من ذلك، فإن مخزون إندونيسيا الضخم يمنحها قوة تفاوضية. وأضاف: "الحقيقة هي أنه لا يوجد ما يكفي من النيكل في دول اتفاقيات التجارة الحرة لإمداد صناعة السيارات في الولايات المتحدة".