خواصر ضعيفة في بنية الطاقة التحتية الأوروبية

تفجيرات نورد ستريم كشفت مواطن ضعف في شبكات الطاقة في أوروبا التي تسعى لتعزيز أمنها

كلايبيدا
كلايبيدا المصدر: غيتي إيمجز
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

رصد علماء الزلازل في 26 سبتمبر سلسلة انفجارات وتتبعوها ليجدوا أنها وقعت في قاع بحر البلطيق واتضح لهم سريعاً أنها قطعت خطي أنابيب الغاز نورد ستريم 1 و2 الممتدين بين روسيا وألمانيا. اتهم كثيرون من القطاع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالمسؤولية عن الانفجارات، وقد نفى الكرملين ذلك متهماً "الأنغلو ساكسون".

ألقت التفجيرات الضوء على هشاشة شبكات الطاقة في أوروبا وزاد التركيز عليها بشكل كبير خلال الأسابيع التالية بعد قطع الخطوط التي يعتمد عليها الإرسال اللاسلكي في ألمانيا معطلاً خدمة السكك الحديدية لساعات، واكتشاف النرويج نشاط طائرات مسيّرة "مكثفاً بشكل غير طبيعي" قرب منشآت توليد الكهرباء في البحر.

قال إيفانغيلوس أوزونيس، رئيس تطوير السياسات بوكالة الأمن السيبراني التابعة للاتحاد الأوروبي: "شهدنا عدداً من الهجمات الغريبة للغاية، فشبكة الطاقة ممتدة ولا يمكنك حمايتها بالكامل".

رقابة مكثفة

ازداد الضغط في 15 نوفمبر مع سقوط صاروخ على قرية في بولندا، أحد أعضاء حلف شمال الأطلسي (الناتو) ما أثار مخاوف من اتساع دائرة الصراع.

كثّف أعضاء الناتو منذ هجمات نورد ستريم المراقبة باستخدام الأقمار الصناعية والطائرات والسفن والغواصات وأنشأوا ما يشبه درعاً مضاداً للطائرات المسيّرة فوق بحري الشمال والبلطيق. كما أعلنت المملكة المتحدة عن استثمارها في سفن خاصة تساعد في تأمين خطوط الأنابيب وكابلات البيانات التي فوق قاع البحر.

طوارئ في أوروبا لتأمين البنية التحتية للطاقة بعد انفجار "نورد ستريم"

قالت كريستين بيرزينا من صندوق مارشال الألماني في واشنطن: "تريد روسيا زيادة الضغط والتجاوزات لاختبار عزم الناتو".

المنشآت الأكثر عرضة للخطر

  • خط أنابيب البلطيق

يمكن لهذا الخط نقل ما يصل إلى 10 مليارات متر مكعب من الغاز سنوياً من النرويج إلى بولندا مروراً بالدنمارك، حيث افتتح الخط في يوم تفجيرات نورد ستريم، ويعين بولندا ودول البلطيق المعارضة بشدة للغزو الروسي لأوكرانيا على تنويع إمدادات الطاقة. رغم أن سعته لا تتجاوز 10% من سعة نورد ستريم إلا أنه يبقى مهماً في ظل ارتفاع أسعار الطاقة في أوروبا إلى 4 أضعاف مستوياتها القياسية تاريخياً رغم ارتفاع درجات الحرارة فوق المتوسط مؤخراً ما حد من الطلب. أي انقطاع في الخط سيكون ضربة قاسية لبولندا، التي تملك مخزوناً ضئيلاً من الغاز وضربة غير مباشرة للأوكرانيين، الذين لجأ نحو مليون منهم إلى بولندا.

  • كابلات إيست لينك ونورد بالت

يحمل قطع كابلات الكهرباء التي تمر بقاع البحر ضرراً وأمراً رمزياً مهماً، حيث يعزل جمهوريات البلطيق السوفييتية السابقة عن الشبكة الأوروبية في فنلندا والسويد، التي تخطط للانضمام إلى "الناتو" بعد عقود من التزامها بسياسة عدم الانحياز. يربط "نورد بالت" السويد وليتوانيا بطاقة 700 ميغاواط. كما يربط اثنان من كابلات إي إس تي لينك بطاقة إجمالية تبلغ 1000 ميغاواط كلاً من إستونيا وفنلندا، التي تتوقع انقطاعات في التيار الكهربائي هذا الشتاء بعد وقف واردات الكهرباء من روسيا.

  • محطات الغاز الطبيعي المسال

أصبح الغاز الطبيعي المسال ركيزة أساسية ضمن رد المنطقة على قطع الكرملين إمدادات الغاز، حتى أطلقوا على مرفق استيراد الغاز في ليتوانيا في كلايبيدا المقابل لساحل مقاطعة كالينينغراد الروسية اسم "الاستقلال". تعمل ألمانيا على تشغيل نحو 7 سفن لنقل الوقود لشبكة الغاز على أن تبدأ بثلاث سفن قبل نهاية العام، واحدة منها بميناء لوبمين الساحلي عند نقطة التقاء خط نورد ستريم بالبر. قررت فنلندا وإستونيا تشغيل محطة عائمة للغاز الطبيعي المسال على رصيف بلدة إنكو الساحلية في الجنوب هذا الشتاء تحسباً لحدوث اعتداء.

  • خطا أنابيب يوروبايب الثاني ولانغليد

تتعرض خطوط الأنابيب التي تحمل الغاز الطبيعي النرويجي إلى ألمانيا وبريطانيا بشكل خاص للخطر لأن أغلب مسارها الذي يمتد لأكثر من 1609 كيلومترات يمر عبر مياه قاسية جداً. قالت آن صوفي كوربو، الباحثة بمركز سياسة الطاقة العالمية في جامعة كولومبيا: "المقلق في أحداث نورد ستريم أنها وقعت في منطقة الحركة فيها نشطة جداً".

  • جزيرة بورنهولم للطاقة

لن يدخل مركز طاقة الرياح البحرية لكل من ألمانيا والدنمارك، الذي تبلغ تكلفته 9 مليارات يورو (9.3 مليار دولار) التشغيل قبل بضعة أعوام، لكن هناك صعوبة في تأمين الموقع، وأي حادث يقع فيه سيمثل ضربة قاسية لجهود استقلال أوروبا في مجال الطاقة. اتهم في مايو كل من الاتحاد الأوروبي وبريطانيا والولايات المتحدة موسكو بالضلوع في هجمات إلكترونية على شبكة الأقمار الصناعية وإعاقة السيطرة على آلاف من عنفات الرياح الألمانية. قالت باتريشيا شوكر، محللة الطاقة بمعهد باين للسياسة العامة في كولورادو: "مزرعة الرياح لا تعمل من تلقاء نفسها... يوجد رابط اتصال معها وتستكشف روسيا الآن نقاط دخوله ومواضع ضعفه".