بريطانيا يمكن أن تحرز فوزاً "اقتصادياً" في كأس العالم

زائرون يلتقطون صوراً بجانب شارة لكأس العالم 2022 لكرة القدم على كورنيش الدوحة، قطر
زائرون يلتقطون صوراً بجانب شارة لكأس العالم 2022 لكرة القدم على كورنيش الدوحة، قطر المصدر: بلومبرغ
Andrea Felsted
Andrea Felsted

Andrea Felsted is a Bloomberg Opinion columnist covering the consumer and retail industries. She previously worked at the Financial Times.

تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

عادة ما تقدم بطولة كأس العالم في كرة القدم دفعة كبيرة لاقتصاد المملكة المتحدة. ومع قليل من الحظ، يمكن أن تشرق الشمس لتجد إنجلترا بذلك سبيلاً مناسباً يشجع الناس على التدفق إلى الحانات واستضافة حفلات المشاهدة في المنزل. ولكن حتى قبل انطلاق المباراة الأولى من بطولة هذا العام، ستفتقد البلاد أحد هذه المكونات.

ستكون المسابقة التي تنطلق اليوم الأحد، هي الأولى التي تقام خلال فترة الخريف البريطاني. وحتى الآن، تجري البطولة في الأشهر الأكثر دفئاً، الأمر الذي يؤدى تلقائياً إلى زيادة الشعور بالسعادة وتدفق الأموال إلى الخزائن. التقويم بشأن مثل هذه الفترة من السنة والجدل المحيط بالمسابقة في قطر، كل ذلك يطرح تفسيراً حول ما الذي قد يجعل بطولة عام 2022 أكثر صمتاً بالنسبة إلى شركات التجزئة والضيافة.

بالنظر إلى الأيام الأقصر مدة ودرجات الحرارة المنخفضة، سوف يُضطر المشجعون بشكل أساسي إلى مشاهدة المباريات في الداخل. سيحدّ ذلك من عدد الأشخاص الذين يمكن أن تستضيفهم الحانات، حسبما أشار المحللون في "شور كابيتال" (Shore Capital). حتى إن العديد من أولئك الذين يشاهدون المباريات في المنزل، من المحتمل أن يكون لديهم عدد أقل من الضيوف مما لو كانت البطولة في الصيف، حيث كان بإمكانهم استخدام شرفاتهم والحدائق الخلفية لمنازلهم.

التضخم لن يمنع الجماهير الإنجليزية عن التدفق إلى كأس العالم

مرافق "كوفيد"

قد تتمكن بعض الحانات من إعادة الاستفادة من المرافق التي كانت تُستخدم خلال فترة "كوفيد"، والتي استثمرت فيها لإتاحة الفرصة للزبائن بالشرب وتناول الطعام في الهواء الطلق. سيعود ذلك بالفائدة على أقوى المشغلين، مثل "بروري" (Brewery Plc) التابعة لـ"يونغ آند كو" (.Young & Co)، التي تضم أكثر من 100 حانة بها خيام وسخانات خارجية، و"فولر سميث آند تيرنر" (Fuller Smith & Turner Plc)، حيث تبلغ نسبة المساحة الخارجية للعقار 70% يمكن استخدامها لعرض المباريات. وبالإضافة إلى ذلك، لن تُضطر هذه المرافق إلى اتباع إجراءات التباعد الاجتماعي.

تُقام البطولة أيضاً وسط أزمة غلاء معيشة، والتي قد تقضي على بعض الوفرة أيضاً.

بالتالي، يشير بحث أجرته "غلوبال داتا فور فاوتشر كودز" (GlobalData for VoucherCodes) إلى أن الإنفاق على التجزئة سيكون أقل بنسبة 19% من كأس العالم 2018، وأقل بنسبة 41% من بطولة كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم التي أقيمت في عام 2021. وسيكون الإنفاق على الضيافة أقل بـ10% مما كان عليه في 2018، وأقل من نصف الإنفاق في عام 2021.

لدى شركة "كوريز" (Currys Plc) لبيع الإلكترونيات بالتجزئة، مجموعة من العروض الترويجية لزيادة مبيعات أجهزة التلفاز، لكن الخلفية الاقتصادية ربما تقلّص الطلب على الأجهزة باهظة الثمن. مباراة المنتخب الإنجليزي أمام نظيره الأميركي المقرر إقامتها في 25 نوفمبر، على الرغم من أنها حدث واعد بالنسبة إلى الحانات، إلا أنها تقام أيضاً في نفس يوم "بلاك فرايداي" (Black Friday). لذلك ليس من الواضح تأثير ذلك على ما سيكون عادة يوماً كبيراً للتسوق عبر الإنترنت. طرح العديد من تجار التجزئة عروضهم الترويجية ليوم "بلاك فرايداي".

مع ذلك، فإن بطولة "كأس العالم" توفر فرصة لبعض المبيعات الإضافية لمحلات السوبر ماركت وشركات الضيافة.

كأس العالم في قطر مؤهل لتحدي المنتقدين وتحقيق إيرادات عالية

أداء المنتخب الإنجليزي

إلى جانب الطقس، فإن المحدد الرئيسي الآخر لمقدار إنفاق المستهلكين هو أداء المنتخب الإنجليزي. فلحسن الحظ، حظيت بطولة كأس العالم 2018 بكلا العنصرين، وهما أن ذلك لم يتزامن مع موجة الحر فحسب، ولكن إنجلترا وصلت أيضاً إلى الدور نصف النهائي. وجاء الفوز ببطولة كأس الأمم الأوروبية للسيدات 2022 وسط صيف حار وطويل. وحتى مع ارتفاع درجات الحرارة الموسمية قبل عام، حظيت المبيعات بدفعة مع وصول إنجلترا إلى نهائيات بطولة الأمم الأوروبية. يعد فصل الخريف حتى الآن دافئاً، ما قد يرفع الروح المعنوية.

التضخم في المملكة المتحدة يقفز لأعلى مستوى منذ أكثر من أربعة عقود

إذا ابتسم الحظ وتقدمت إنجلترا أو ويلز، ولم تتأهل اسكتلندا ولا ايرلندا الشمالية، يمكن دمج المباريات مع اللقاءات الاحتفالية لرفع حركة التجارة.

يمكن لمحلات السوبر ماركت أن تشهد انطلاقاً قوياً من عيد "الهالوين" خلال عطلة عيد الميلاد. وفي حين أن مشجعي كرة القدم قد يشترون كميات أقل من الطعام الطازج، مثل اللحوم المشوية والسلطات ذات الهامش الأعلى، إلا أنهم سيخزنون وجبات خفيفة أخرى، مثل البيتزا وأطعمة الحفلات ومبيعات تناول الطعام. أما مبيعات النبيذ فهي رائجة بشكل دائم.

توقعات متفائلة

بالنسبة إلى الحانات، فقد تحظى بزيادة في المبيعات اعتباراً من أواخر نوفمبر. وقد يشهد هذا الوقت الهادئ عادة المزيد من النشاط، لا سيما يومي الاثنين والثلاثاء عندما تقام بعض مباريات إنجلترا وويلز المبكرة. يمكن أن يتداخل ذلك بشكل جيد في صفقات عيد الميلاد، والتي من المقرر بالفعل تعزيزها من خلال عودة الاحتفالات المكتبية. تشير تقديرات "يونغ" إلى أن حجوزات مباريات إنجلترا وويلز في دور المجموعات يمكن أن تحقق مبيعات تصل إلى 400 ألف جنيه إسترليني (474.360 دولار). ومن المفترض أن تؤدي الزيارات غير المتوقعة إلى زيادة الإيرادات بشكل أكبر.

بالطبع ستكون هناك تحديات أخرى. وستقام المباراة النهائية يوم الأحد الموافق 18 ديسمبر، لذا فإن المراحل الأخيرة من البطولة قد تتعارض مع حجوزات عشاء عيد الميلاد. وقد تُضطر المطاعم والحانات إلى إرضاء المشجعين والعائلات على حدٍ سواء. وفي الوقت ذاته، سيتعين على محلات البقالة تحمل المطالب المزدوجة فيما يتعلق بمبيعات عيد الميلاد وكرة القدم، وهو الأمر الذي وصفه كين مورفي، الرئيس التنفيذي لشركة "تيسكو" (Tesco Plc)، بأنه "أشبه بالموقف المفاجئ".

هناك شيء آخر مشترك بين أداء إنجلترا والطقس البريطاني، وهو أن هناك دائماً مجالاً كبيراً للشعور بالإحباط. ولكن مع التأثير الكامل لأزمة تكلفة المعيشة التي لم تنتشر بعد، فإن متاجر التجزئة ومرافق الضيافة سوف تتشبث بأي قدر ولو ضئيل من الراحة.