أكبر مشروع اندماج نووي يواجه تأخيرات بسبب تشقق أحد المكونات

تشارك 35 دولة في تمويل المفاعل النووي الحراري التجريبي الدولي (ITER)، الذي ما زال قيد الإنشاء في جنوب فرنسا
تشارك 35 دولة في تمويل المفاعل النووي الحراري التجريبي الدولي (ITER)، الذي ما زال قيد الإنشاء في جنوب فرنسا المصدر: صور غيتي
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تتسبب تشققات في مكون رئيسي مبطن بالفضة في تأخيرات جديدة وتجاوز التكاليف في مشروع تبلغ تكلفته 23 مليار دولار لإثبات ما إذا كان الاندماج النووي قادراً على إنتاج طاقة نظيفة بلا حدود.

يمول الاتحاد الأوروبي ومعه دول تشمل الصين والهند واليابان وروسيا وكوريا الجنوبية المفاعل النووي الحراري التجريبي الدولي (ITER) الذي ما يزال قيد الإنشاء في جنوب فرنسا. وتهدف هذه التجربة الأكبر في العالم إلى إظهار أنَّ محاكاة الطاقة التي تجعل النجوم تلمع، يمكنها إنتاج طاقة نظيفة من شأنها إبطاء ظاهرة الاحتباس الحراري على الأرض.

لكنَّ المدير العام الجديد للمفاعل، بييترو باراباشي، حذر الأعضاء هذا الأسبوع من أنَّ المشروع يواجه مشكلات من المحتمل أن تكون "واسعة النطاق"، بالإضافة إلى متطلبات جديدة من الوقت والمال "لن تكون ضئيلة".

واجه المشروع تحديات غير متوقَّعة على مدى الـ12 شهراً الماضية. بمجرد أن بدأ المشروع بترتيب اللوجستيات التي تأثرت بالجائحة، تسبب غزو موسكو لأوكرانيا في تعقيد إمداد مكونات مهمة مُصنَّعة في روسيا. في مايو، مات مدير المشروع برنارد بيغو الذي كان مسؤولاً عنه لفترة طويلة. كانت أول مهمة لخليفته، المهندس الإيطالي باراباشي، تتمثل في تحري المشكلات التي ستحول دون تشغيل المفاعل في عام 2025.

داخل المفاعل النووي التجريبي في فرنسا
داخل المفاعل النووي التجريبي في فرنسا المصدر: بلومبرغ

مشاكل في المكونات

المشكلة في مُكوِّنين مصنوعين في كوريا الجنوبية وهما: الدروع الحرارية التي تصنّعها شركة "إس إف إيه إنجنيرينغ" (SFA Engineering)، وقطاعات حجرات التفريغ التي تصنّعها شركة "هيونداي هيفي إندستريز" (Hyundai Heavy Industries). لم ترد الشركتان على طلب "بلومبرغ" للتعليق خارج ساعات العمل الرسمية.

موجات "كوفيد-19" تؤخّر المشروع العلمي الأكبر في العالم

ذكر بيان من المفاعل أنَّ هناك تشققات ظهرت في أنابيب التبريد بالدرع الحراري، المبطن بـ5 أطنان من الفضة الخالصة، والمصمم لتحمّل حرارة تفوق حرارة الشمس 10 مرات. تُظهِر قطاعات حجرات التفريغ، التي يزن كل منها ما يعادل 300 سيارة ويصل ارتفاعها إلى عمود الهاتف، اختلافات بسيطة في التصنيع، مما يُعقِّد عملية اللحام التي تدمجها معاً.

حتى الآن، تعامل مجلس إدارة المفاعل مع العقبات بهدوء. طلب المجلس من باراباشي في اجتماع استثنائي عُقِد هذا الشهر تحديد ميزانية وجدول جديدين لتقديمهما العام المقبل.

البحث عن حلول

قال المتحدث باسم المفاعل، لابان كوبلنتز، الجمعة في مقابلة: "ما كان يُذهل في اجتماع مجلس المفاعل النووي الحراري التجريبي الدولي، هو عدم الإشارة بأصابع الاتهام. كانت المناقشة موجهة للبحث عن حلول".

سيتطلب الأمر إزالة أنابيب على امتداد أكثر من 10 كيلومترات (6.2 ميل)، وإعادة تجميعها في الموقع، كما سيضطر المهندسون إلى العثور على طرق جديدة لتركيب المفاعل المعقد للغاية. صدرت طلبيات بأكثر من مليون قطعة منفردة في المشروع، الذي يُقدِّر مجلس الإدارة أنَّه استُكمِل بنسبة 70%، قبل اكتشاف العيوب.

اللحاق بالقطاع

سيوفر التأخير في المفاعل النووي الحراري التجريبي الدولي وقتاً للشركات الناشئة الموجودة لدى عدد محدود في قطاع الاندماج للحاق بالصناعة. يسعى بيل غيتس وجيف بيزوس وبيتر ثيل من بين مجموعة من المليارديرات للوصول إلى تكنولوجيا الاندماج دون ضجة. دعت الأكاديمية الوطنية للعلوم الولايات المتحدة، العام الجاري، إلى تسريع خطط بناء مفاعل اندماج تجريبي قادر على توليد الطاقة بحلول 2035.

أشار كوبلنتز الذي رفض التلميحات إلى أنَّ التأخيرات قد تثبط الحماس: "تتعلم الشركات بشكل كبير من هذا المشروع الأول من نوعه. الهدف هنا ليس بناء آلة واحدة، بل إظهار أنَّ طاقة الاندماج يمكن الوصول إليها وتحقيق ذلك".