صعود أسهم الصين المدرجة بأميركا رهاناً على تغيير سياسة صفر كوفيد

شركات القطاعات المتوقع تحسنها مع إعادة فتح الاقتصاد تقود الارتفاعات

شاشة تعرض شعار شركة "علي بابا هولدينغ" بقاعة بورصة نيويورك في الولايات المتحدة.
شاشة تعرض شعار شركة "علي بابا هولدينغ" بقاعة بورصة نيويورك في الولايات المتحدة. المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

صعدت الأسهم الصينية المدرجة في الولايات المتحدة يوم الإثنين وسط تفاؤل بأن الاحتجاجات في أنحاء البلاد قد تسرّع تخلي الحكومة عن سياسات صفر كوفيد التي تضع عبئاً كبيراً على كاهل اقتصادها.

أغلق مؤشر "ناسداك غولدن دراغون تشاينا" مرتفعاً 2.8% بعد صعوده في قت سابق 4.7%. ساهمت أسهم الشركات التي من المنتظر أن تجني مكاسب كبيرة جراء إنهاء عمليات الإغلاق المرتبطة بتفشي الفيروس في دفع هذا الصعود مثل وكالة حجوزات السفر عبر الإنترنت "تريب.كوم غروب" (وشركة تشغيل الفنادق "إتش وورلد غروب" (H World Group).

تقدّم سهم شركة التجارة الإلكترونية "بيندودو" 13% بعد تحقيقها أرباحاً أفضل من المتوقع، بينما ارتفع عملاقا الإنترنت "علي بابا غروب هودلينغ" و"جيه دي دوت كوم" عقب التراجع في بورصة هونغ كونغ. كما صعد سهم شركة "كيه إي هولدينغز"، وهي منصة لتسهيل معاملات الإسكان، إذ أصدرت الجهة المنظمة للأوراق المالية في الصين تدابير جديدة لدعم شركات التطوير العقاري السكني المدرجة بالبورصة.

احتجاجات واسعة

خرج المتظاهرون للشوارع في كافة أنحاء الصين خلال عطلة نهاية الأسبوع في تحدٍّ نادر للحكومة واستراتيجيتها البارزة المتمثلة في فرض عمليات إغلاق وإجراء اختبارات جماعية للكشف عن الإصابة بالمرض لاحتواء وباء كوفيد-19.

كتب بريندان أهيرن، رئيس الاستثمار في شركة "كرين فاندز أدفايزرز" (Krane Funds Advisors) في رسالة للعملاء: "سيسرّع ذلك على الأرجح من عملية إعادة فتح الاقتصاد رغم أنه لن يكون هناك إنهاء رسمي لسياسة صفر كوفيد".

الأسهم الآسيوية ترتفع بعد انتعاش السوق الصينية وهبوط الدولار

تتناقض المكاسب مع التداولات في آسيا، إذ هبطت الأسهم الصينية يوم الإثنين، وكذلك السوق الأميركية الأوسع، التي انخفضت جزئياً جراء مخاوف حول تأثير التداعيات غير المتوقعة في الصين على توقعات النمو.

تخفيف القيود

تأتي الاضطرابات المدنية رغم تخفيف بكين لبعض قيود كوفيد في وقت سابق من الشهر الجاري، مما دعم ارتفاعات سوق الأسهم الصينية. يتحرك مؤشر "إم إس سي آي" للأسهم الصينية في مسار تسجيل أفضل أداء شهري له خلال القرن الحالي عقب ارتفاعه 19% تقريباً في نوفمبر الجاري، رغم أنه ما يزال متراجعاً بشدة السنة الحالية إذ ينتظر المستثمرون ظهور علامة جلية على تخفيف بكين لسياسة عدم التسامح مع الوباء.

في حين تجاهلت الحكومة الصينية الأسئلة المتعلقة بالاحتجاجات، قلصت بعض السلطات المحلية -بما فيها العاصمة بكين- القيود رغم صعود حالات الإصابة بمرض كوفيد. قال مسؤول محلي بالعاصمة إن القيود المفروضة على التنقل لتتبع مصدر تفشي المرض أو التعرف على المصابين بصفة عامة يجب ألا تتخطى 24 ساعة. في هذه الأثناء، قالت مقاطعة شينجيانغ إنها ستلغي عمليات الإغلاق في مناطق مصنفة بأنها عالية الخطورة في أسرع وقت ممكن.

محللون: مسار متقلب ينتظر الأصول الصينية بسبب الاحتجاجات

بمعزل عن هذه التغيرات الطفيفة في النهج، قال بعض المحللين إن الاحتجاجات لن تسفر على الأرجح عن تحول جذري في قواعد البلاد. أوضح نيو وانغ، العضو المنتدب لشركة "إيفركور" (Evercore) لأبحاث الصين: "وجود لقاح أو جرعة معززة أفضل مسألة لا بد منها من أجل إعادة فتح حقيقية للاقتصاد".

مخاوف من الفوضى

رغم ذلك، مع تزايد أعداد حالات الإصابة بالفيروس في البلاد وظهور مؤشرات على استياء شعبي، أشار خبراء اقتصاد في "غولدمان ساكس غروب" إلى أن الصين قد تواجه عملية إنهاء "غير منظمة" لسياستها صفر كوفيد. كرر مارك موبيوس، المؤسس المشترك لشركة "موبيوس كابيتال بارتنرز" (Mobius Capital Partners)، هذا التحذير في مقابلة مع تلفزيون بلومبرغ، وقال إن الأسواق الصينية قد تنخفض في الأجل القريب في حال شنت بكين حملة قمع ضد المحتجين.

قال شيادونغ باو، مدير صندوق "إدموند دي روتشيلد أسيت مانجمنت" (Edmond de Rothschild Asset Management) في باريس: "رغم أن التوتر الاجتماعي قد يساعد على تسريع عملية إعادة فتح الاقتصاد بالصين، فإنه يضع بالتاكيد طبقة أخرى من حالة عدم اليقين في السوق الصينية في الوقت الذي يعيد فيه غاليبة المستثمرين تقييم مراكزهم الاستثمارية لسنة 2023".