إمدادات القمح الأسترالية تصطدم بطرق متردية وسكك حديدية مغلقة

مسارات شحن بشرق البلاد تعاني حالة سيئة بعد شهور من هطول الأمطار والفيضانات

سنابل القمح في مزرعة بالقرب من منطقة درايسديل، أستراليا.
سنابل القمح في مزرعة بالقرب من منطقة درايسديل، أستراليا. المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

يعاني مزارعو القمح في شرق أستراليا بالفعل من الفيضانات والحقول المغمورة بالمياه وآفات المحاصيل، في الوقت الذي يستعدون فيه لموسم الحصاد. لكنهم في الوقت الحالي يواجهون تحدياً آخر، وهو الطرق الموحلة وخطوط السكك الحديدية المغلقة.

تُعدّ أستراليا عادةً واحدة من أكبر الدول المصدرة للقمح المستخدم في صناعة الخبز والمعكرونة في العالم، وكان المشترون يتطلعون إلى محصول وفير لتخفيف وطأة الإمدادات العالمية المحدودة، إلا أن الأمطار الغزيرة والفيضانات في شرق البلاد تعني أن جزءاً كبيراً من المحصول قد يكون كافياً لتغذية الماشية فقط.

أصبحت مسارات الشحن في أجزاء من شرق أستراليا في حالة متردية بعد شهور من هطول الأمطار، حيث تأثر ما يُقدّر بـ10 آلاف كيلومتر من الطرق في ولاية نيو ساوث ويلز وحدها. تقول إيما جيرمانو، رئيسة اتحاد المزارعين في فيكتوريا، إن الوضع في المنطقة "بالغ الخطورة".

أضافت: "بعض هذه الطرق بمنطقة فيكتوريا تعاني مرحلة لا يمكنك فيها عبور الآلات الثقيلة، لذلك حتى لو كان لدينا محاصيل يمكننا حصادها، فقد لا نتمكن من الوصول إليها نظراً لحالة الطريق، فالمزارعون فعلياً يحاولون الوصول إلى حقولهم، أو بمجرد حصاد الحبوب، ينقلون الشاحنات إلى المستودعات".

في 15 نوفمبر الجاري، نشرت وكالة مراقبة الفيضانات والأعاصير والزلازل وتسونامي في ولاية فيكتوريا "في آي سي إس إي إس" (VICSES) تغريدة تحذيرية للمواطنين.

"ما يظهر بالفيديو هو بالوعة مياه.. نذكّر سائقي السيارات بتوخي الحذر عند القيادة في المناطق المتأثرة بالفيضان، فلا تقربوها لأنكم لا تعلمون ما الذي ينتظركم بداخلها."

نهم العالم للقمح يفرز فئة جديدة من المصدرين المبتكرين في أستراليا

تمويل عاجل

دعت مجموعة المزارعين "غرين غروارز" (GrainGrowers)، اليوم الثلاثاء، الحكومة إلى توفير تمويل عاجل للطرق بالنسبة لمسارات شاحنات النقل لتجنب التأخيرات الكبيرة والمشكلات اللوجستية مع اقتراب موسم الحصاد.

لا تبدو خيارات السكك الحديدية أفضل بكثير، فقد أُغلقت الخطوط الرئيسية التي تربط مواقع التخزين بالموانئ الشرقية لأسابيع بسبب تأثير الفيضانات، والتي أدت في وقت سابق من هذا الشهر إلى خروج قطار الشحن عن مساره وقطع طريق رئيسي من أديلايد إلى ملبورن لمدة أسبوع تقريباً إلى أن تمّ إصلاحه.

يؤدي هذا التوقف إلى زيادة الضغط على سلاسل التوريد الهشة قبل حلول ما يُفترض أنها أكثر فترات العام ازدحاماً. ولكن مع هطول الأمطار والوحل، تباطأت وتيرة الحصاد إلى حد كبير مقارنة بالعام الذي سبقه. وتظهر البيانات من "غرين كورب" (.GrainCorp Ltd) أن عمليات التسليم التراكمية لشبكتها انخفضت بـ56% و54% في الأسبوع المنتهي في 28 نوفمبر بكل من نيو ساوث ويلز وفيكتوريا على التوالي.

قال أندرو وايتلو، المدير المؤسس لـ"إبيسود 3" (Episode 3)، وهي شركة استشارية مقرها أستراليا: "سيكون الأمر بطيئاً للغاية. مع عدم تمكّن المزارعين في الشرق من التوجه إلى الحقول لتقييم الأضرار، يتردد الكثيرون في البيع حتى تكون لديهم صورة أوضح عن المحصول". وأضاف: "إنهم يتراجعون فحسب. في مرحلة ما سيكون هناك الكثير من الحبوب التي تُباع في الوقت نفسه".

القمح يصعد إلى مستوى قياسي جديد وسط تزايد الطلب ونقص الإمدادات

لفت "وايتلو" إلى أن هذا الموسم قد يكون أسوأ من موسم 2010-2011 عندما تسببت الفيضانات الشديدة في تدهور كبير للمحاصيل في نيو ساوث ويلز، مضيفاً: "عندما ننظر إلى الانخفاض الذي يحدث بالفعل للسلالات الدنيا، فإنه بالفعل انخفاض أكبر بكثير مما كان عليه في ذلك الوقت".

مع ذلك، فإن تدفقات الصادرات القوية من ولاية "غرب أستراليا" من شأنها أن توفر قدراً من الارتياح للأسواق المتعطشة للقمح. بينما أدت الأمطار إلى تباطؤ الحصاد في أجزاء من الولاية، التي تُعدّ منطقة كثيفة الإنتاج، تتوقع الجمعية المحلية في هذا القطاع محصولاً وفيراً آخر. وبالنسبة للدولة ككل، لا يزال من الممكن أن تصل صادرات القمح إلى 26 مليون طن هذا الموسم، أي ما يقرب من ثلاثة أضعاف الكمية في 2019-2020، عندما توقفت الإمدادات بسبب الجفاف، وفقاً لوزارة الزراعة الأميركية.