تغيير محافظ بنك اليابان.. كيف سيحدث ولماذا يُعدّ ذلك مهماً؟

كورودا على وشك التنحي في أبريل المقبل ونائبا المحافظ الحالي والسابق أبرز مرشحين لخلافته

هاروهيكو كورودا
هاروهيكو كورودا المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

من المقرر تنحي محافظ بنك اليابان الحالي، هاروهيكو كورودا، في أبريل المقبل بعد أطول فترة قضاها مسؤول على رأس البنك المركزي في تاريخه الممتد لـ140 عاماً.

قاد كورودا برنامج التحفيز النقدي الأكثر طموحاً في العصر الحديث، مع تنفيذ مجموعة من التدابير التي حوّلت البنك إلى أكبر مالك للأسهم والسندات الحكومية في اليابان، وجعلته أخر ركيزة رئيسية لدعم أسعار الفائدة المنخفضة بشدة حول العالم.

قد يكون للتغيير الأول منذ 10 سنوات لمحافظ بنك اليابان آثار مضاعفة واسعة النطاق في الأسواق المالية العالمية؛ إذا شعر المستثمرون بتغيير محتمل في هذه السياسة النقدية.

1) كيف يُختار خليفة كورودا؟

يرشح رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا شخصاً للمنصب، ثم يسعى للحصول على موافقة مجلسي البرلمان. وبعد وقت قصير من دعوة كيشيدا للمجلسين تُعقد جلسات استماع، لكن الأغلبية الكبيرة للائتلاف الحاكم في كلا المجلسين ترجح عدم عرقلة قراره. خلال تلك الجلسات -التي يقيّم فيها المشرعون مدى ملاءمة الشخص المرشح للمنصب- سيحصل المتداولون على صورة عامة لاتجاه السياسة النقدية للمحافظ المحتمل. فبعد ترشيح كورودا، أشار بوضوح إلى نيته تطبيق إجراءات سريعة للتيسير، دون إعطاء تفاصيل حول أدوات السياسة النقدية التي سيستعملها.

2) ما الاعتبارات التي يهتم بها كيشيدا عند الاختيار؟

على الأرجح سيكون اختيار محافظ بنك اليابان أحد أهم القرارات التي تُتخذ في فترة رئاسة وزراء كيشيدا، إذ يوفر ذلك القرار له فرصة لعرض توجهات سياسته بوضوح، ما يعزز قيادته بعد تراجعه في استطلاعات الشعبية.

استخدم رئيس الوزراء السابق شينزو آبي اختياره لكورودا في 2013 لإظهار تصميمه على المُضي قدماً في التيسير النقدي القوي، لكن يتوقع أن يتجنب كيشيدا المخاطر من خلال عدم تغيير الوضع الراهن بشكل كبير. قد يضطر إلى الاستماع إلى آراء كبار أعضاء حزبه الذين، ممن لا يوافقون بالضرورة على أرائه نظراً لتراجع رصيده السياسي، مع انخفاض الدعم العام له، واضطرار أعضاء مجلس الوزراء إلى الاستقالة على خلفية وقوع فضائح.

طوكيو تسجل أسرع وتيرة تضخم منذ 40 عاماً في ظل ضعف الين

في أكتوبر الماضي، كشف كيشيدا النقاب عن حزمة اقتصادية أكبر من المتوقع بعدما قيل إنه واجه بعض الضغوط داخل حزبه الديمقراطي الليبرالي لإنفاق المزيد. وفي النهاية يمكن القول إن كيشيدا لديه فرصة لتغيير الأمور، ولكنه قد يفضل الخيار الأكثر أماناً نظراً لظروفه الحالية.

3) متى يُعلن عن أسماء المرشحين؟

تنتهي فترة كورودا رسمياً بالمنصب في 8 أبريل 2023، وعادةً ما يُعلن الترشيح في وقت مبكر من العام للسماح بجلسات الاستماع، وتجنب الفراغ في السلطة. تبدأ الدورة البرلمانية تقليدياً في يناير. ويتوقع نصف مراقبي بنك اليابان تقريباً، والبالغ عددهم 48 -ممن استطلعت "بلومبرغ" أرائهم في أكتوبر الماضي- الإعلان عن المرشحين في يناير أو فبراير. فيما قال 20% منهم تقريباً إن ذلك سيحدث في وقت أبكر، بحيث يُعلن عن الأسماء في ديسمبر. ونظراً لأن الاختيار نفسه يمكن أن يحرك الأسواق، فغالباً ما تحاط عملية اتخاذ القرار بالسرية التامة.

بدأت وسائل الإعلام المحلية في النشر عن أن كورودا سيكون الاختيار الأبرز لآبي قبل أقل من أسبوع من إعلان الترشيح الرسمي في 28 فبراير 2013.

4) من المرشحون المحتملون؟

أبرز مرشحين حالياً هما نائبا المحافظ الحالي والسابق ماسايوشي أماميا وهيروشي ناكاسو. وإذا وقع الاختيار على أي منهما، سيعني هذا أن المنصب سيؤول إلى مصرفي مخضرم في البنوك المركزية لأول مرة منذ عقد، حيث تولى كورودا، وهو مسؤول سابق في وزارة المالية، المسؤولية من ماساكي شيراكاوا، الذي عمل لفترة طويلة في بنك اليابان، وكان المشرعون ولاعبو السوق والمسؤولون التنفيذيون في الشركات ينتقدونه باستمرار بسبب قيامه "بالقليل جداً بعد فوات الأوان" مرة تلو أخرى.

كما أن اختيار أماميا أو ناكاسو سيشكل حلقة جديدة في التقليد المتبع الذي يتمثل في تناوب المنصب بين مسؤول في وزارة المالية ومصرفي سابق في البنك المركزي. وأياً كان من سيقع عليه الاختيار، يترقب المستثمرون لمعرفة ما إذا كان المحافظ الجديد سيطبق تغييرات، نظراً لأن كورودا أشار إلى أنه من غير المرجح أن يقر تعديلات على السياسة النقدية قبل نهاية فترة ولايته.

رئيس وزراء اليابان يوجه بزيادة الإنفاق على الأمن القومي

يمكن أن تأتي هذه التغييرات في شكل تعديل على إطار العمل الحالي، أو إنهاء وضع اليابان كأخر بنك مركزي رئيسي في العالم يلتزم بالمعدلات السلبية. وقد يؤدي أياً من التحركين إلى تغيير اتجاه ضعف الين الذي كان مدفوعاً جزئياً بسياسة التيسير النقدي التي اتبعها كورودا.

5) هل هناك مرشحات من النساء؟

يرى الاقتصاديون أن يوري أوكينا، المسؤولة السابقة في بنك اليابان ورئيسة معهد الأبحاث الياباني، من أبرز المرشحين لشغل منصب أحد النائبين. لم يكن في قيادة بنك اليابان مطلقاً محافظة أو نائبة من النساء، ما يجعله بعيداً عن التنويع بين الجنسين كما هو الحال بالنسبة للسياسة النقدية. على الجانب الآخر، تولى قيادة بنك الاحتياطي الفيدرالي بالفعل رئيسة هي جانيت يلين، فيما تتولى كريستين لاغارد حالياً رئاسة البنك المركزي الأوروبي. واحتل بنك اليابان المرتبة 142 بين البنوك المركزية على مؤشر المساواة بين الجنسين هذا العام.

6) هل يُختار نواب محافظ المركزي باستخدام الطريقة نفسها؟

نعم. وقد يرشح كيشيدا مرشحين ليحلوا محل أماميا وماسازومي واكاتابي، ممن تنتهي فترة ولايتهما في 19 مارس المقبل. أحد العوامل التي يجب الحرص عليها هو عمل التوازن بين المراكز الثلاثة الأولى (المحافظ والنائبين).

الدولار يهوي لأقل مستوى في 3 شهور أمام الين بعد تصريحات الفيدرالي

ستجري الأمور بشكل جيد في بنك اليابان إذا اختار كيشيدا 2 من المرشحين من المسؤولين الحاليين أو السابقين في المركزي لأنه سيعزز سلطته بذلك بين ذوي النفوذ داخل البنك، مما يجعل الانتقال أكثر سلاسة بالنسبة لكبار المسؤولين. رغم هذا، عادة ما تضم ​​قيادة بنك اليابان مسؤولاً سابقاً في وزارة المالية، أو خبيراً اقتصادياً من القطاع الخاص، أو أستاذاً أكاديمياً.

الين الياباني