الأسهم الأميركية تفشل في إيجاد اتجاه واضح عشية تقرير الوظائف

مؤشر بلومبرغ للدولار الفوري ينخفض إلى أدنى مستوى له منذ يونيو

متعاملون في قاعة التداول في بورصة نيويورك، يوم الأربعاء 9 نوفمبر 2022
متعاملون في قاعة التداول في بورصة نيويورك، يوم الأربعاء 9 نوفمبر 2022 المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

شهدت الأسهم الأميركية بعض التقلبات قرب مستوياتها الفنية الرئيسية خلال جلسة تعاملات الخميس، فيما انخفض الدولار ومعه عوائد سندات الخزانة، مع ترقب المستثمرين لتقرير الوظائف المهم للغاية الذي يصدر الجمعة، بحثاً عن إشارات بشأن الخطوات التالية التي سيتخذها مجلس الاحتياطي الفيدرالي.

تركزت الأنظار الخميس على متوسط مستوى مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" لمئتي يوم، حيث يرى بعض المحللين أنَّ اختراق هذا المستوى سيحدد الاتجاه الذي سيسير بموجبه في الفترة المقبلة. وكان المؤشر قد اخترق هذا المستوى بعد الارتفاع القوي الذي أعقب إشارات رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، عن تحول نحو إبطاء وتيرة التشديد النقدي، لكنَّه ظل طوال جلسة الخميس يبحث عن أرضية صلبة تمكّنه من مواصلة الارتفاع.

قال فؤاد رزاق زادة، محلل السوق في "سيتي إندكس" و"فوركس دوت كوم": "كلما كان التراجع ضعيفاً؛ كانت الاحتمالات أفضل بتحرك السوق صعوداً.. ستحتاج قوى السوق الهابطة إلى الدفاع عن خط الاتجاه الهبوطي هذا، ودفع السوق مرة أخرى إلى دون متوسط 200 يوم، إن كانت تريد المحافظة على الاتجاه الهبوطي لهذا العام كما هو مع دخولنا الشهر الأخير من العام".

التضخم الأميركي يرتفع بأقل من التوقعات مع زيادة الإنفاق

بيانات التصنيع وأسعار المستهلكين

سجلت الأسهم بعض الخسائر في أعقاب صدور بيانات أظهرت انكماش التصنيع الأميركي في نوفمبر للمرة الأولى منذ مايو 2020. وقد زاد هذا التقرير من حالة القلق بشأن إمكانية حدوث ركود اقتصادي نتيجة رفع الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة، كما حدّ من التفاؤل الذي أثارته الأخبار عن تسجيل أسعار المستهلكين ثاني أقل زيادة لها هذا العام.

إبطاء وتيرة رفع الفائدة الأميركية يبدأ في ديسمبر.. لكن متى ينتهي التشديد النقدي؟

انخفض مؤشر "بلومبرغ" للدولار الفوري مسجلاً أدنى مستوى له منذ يونيو، في وقت لقيت سندات الخزانة دعماً من تراجع التوقُّعات بشأن تشديد بنك الاحتياطي الفيدرالي. وقد انحسرت الرهانات بشأن الذروة التي سيصل إليها البنك المركزي في رفعه للفائدة، لتسجل أقل من 4.9% حالياً، وفقاً لأسواق المقايضة، علماً أنَّ نطاق سعر الفائدة الأساسي يتراوح حالياً بين 3.75% و4%.

عيّن بنك الاحتياطي الفيدرالي في شيكاغو، أوستان غولسبي، الاقتصادي والمستشار السابق للرئيس باراك أوباما، كرئيس جديد للبنك، ليحل محل تشارلز إيفانز الذي يتقاعد في يناير. وفي مقابلة مع راديو "بلومبرغ" في 31 أكتوبر، قال غولسبي إنَّ ذروة سعر الفائدة على الأموال الفيدرالية عند حوالي 5%، هي "أمر منطقي بالنسبة إليّ".

سوق العمل

بدأ الهدوء يعود إلى سوق الوظائف الأميركية المحمومة، لكنَّ تقرير الوظائف الذي سيصدر يوم الجمعة، سيظهر ابتعاداً كبيراً عن نقطة التحول التي يسعى مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي لبلوغها في معركتهم ضد التضخم. هناك إشارات على أنَّ الطلب على العمالة بدأ ينحسر، لكن مع ذلك، هناك حاجة إلى انحسار أكبر حتى يصبح الطلب متماشياً مع عرض العمالة، من أجل احتواء الزيادة في الأجور.

يشير متوسط توقُّعات خبراء الاقتصاد في استطلاع أجرته "بلومبرغ" إلى إضافة 200 ألف وظيفة إلى جداول الرواتب في نوفمبر، وزيادة أجر العمل بالساعة بنسبة 4.6% مقارنة بالعام الماضي.

أبقت المخاوف بشأن المدى الذي يمكن أن يبلغه مسؤولو البنوك المركزية في معركتهم لكبح جماح التضخم المستثمرين في حالة من التوتر، كما أدت إلى حدوث تقلبات في سوق الأسهم. وفي هذا السياق، قال دوبرافكو لاكوس-بوجاس، من "جيه بي مورغان تشيس آند كو"، إنَّ الانخفاضات الحادة تنتظر الأسهم الأميركية في النصف الأول من عام 2023 على خلفية الركود الاقتصادي المعتدل ورفع أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي.

تتسق هذه التوقُّعات مع ما أشار إليه استراتيجيو "غولدمان ساكس" و"دويتشه بنك" من أنَّ الأسهم الأميركية في طريقها نحو تقلّبات حادة في العام المقبل.

تداعيات رفع الفائدة

قال بيتر بوكفار، كبير مسؤولي الاستثمار في "بليكلي فاينانشال غروب" (Bleakley Financial Group): "الجبل التالي الذي علينا أن نصعده، والذي سيكون محور الاهتمام في عام 2023 على ما أعتقد، يتمثل في العواقب الاقتصادية لمثل هذه الزيادات الحادة في أسعار الفائدة، وارتفاع تكلفة رأس المال الذي يتعيّن على الشركات والأسر التعامل معه، فضلاً عن الركود الذي سينتج عن ذلك".

قال مارك هيفيل، كبير مسؤولي الاستثمار في "يو بي إس غلوبال ويلث مانجمنت" (UBS Global Wealth Management)، والذي يرى أنَّ هناك تأثيراً تراكمياً لزيادات أسعار الفائدة على النمو الاقتصادي وأرباح الشركات: "نعتقد أنَّ ظروف الاقتصاد الكلي من أجل انتعاش مستدام في السوق، لم تتحقق بعد".

مع ذلك؛ ومن وجهة نظر التحليل الفني، تعطي البيانات التاريخية إشارات مشجعة للأسهم الأميركية، بمجرد أن تخترق السوق مستوى متوسطاً طويل المدى بعدما تكون قد ظلت دونه على مدى أشهر.

في المرات الـ13 السابقة، كان مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" أدنى من متوسط تحركاته لمدة 200 يوم لأكثر من 6 أشهر، ثم أغلق فوقه ليسجل بعد ذلك مكاسب بنسبة 12% في الأشهر الستة التالية، و19% بعد عام، وفقاً لما يقوله رايان ديتريك، كبير استراتيجيي السوق في "كارسون غروب" (Carson Group).

بدوره، يقول جوناثان كرينسكي من "بي تي آي جي" (BTIG) إنَّه على الرغم من أنَّ احتراق متوسط 200 يوم دفع الأسهم الأميركية إلى تحقيق مكاسب كبيرة، لكنَّ ذلك قادها مباشرة لتسلك اتجاهاً هبوطياً من أعلى مستوياتها في يناير.

أضاف: "غالباً ما يكون منحنى متوسط التحركات اليومية على مدى 200 يوم أكثر أهمية مما إذا كان السعر أعلى أو أدنى منه.. ولنأخذ عام 2022 كمثال، فقد كانت هناك محاولات عدة لتجاوز متوسط التحركات لـ200 يوم الهابط، لكنَّها فشلت لتتراجع بعدها الأسهم إلى قيعان جديدة".

تحركات رئيسية في الأسواق

الأسهم

سجل مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" تغيراً طفيفاً مقارنة مع إغلاقه السابق.

سجل مؤشر "ناسداك المركب" تغيراً طفيفاً عن إغلاقه السابق.

تراجع مؤشر "داو جونز الصناعي" بنسبة 0.6%.

ارتفع مؤشر "إم إس سي آي العالمي" بنسبة 0.8%.

العملات

انخفض مؤشر "بلومبرغ" للدولار الفوري بنسبة 0.1%.

ارتفع اليورو بنسبة 1.1% إلى 1.0523 دولار.

ارتفع الجنيه الإسترليني بنسبة 1.5% إلى 1.2243 دولار.

ارتفع الين الياباني بنسبة 2% إلى 135.35 ين للدولار.

العملات المشفرة

تراجعت عملة "بتكوين" 1.1% إلى 16,914.09 دولار.

انخفضت عملة "إيثريوم" 1.9% إلى 1,271.94 دولار.

السندات

انخفض العائد على سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات 10 نقاط أساس إلى 3.51%.

انخفض عائد السندات الألمانية لأجل 10 سنوات 12 نقطة أساس إلى 1.81%.

انخفض العائد على السندات البريطانية لأجل 10 سنوات 6 نقاط أساس إلى 3.10%.

السلع

ارتفع سعر خام غرب تكساس الوسيط 0.9% إلى 81.26 دولار للبرميل.

ارتفعت العقود الآجلة للذهب 3.3% إلى 1,817.20 دولار للأونصة.

مؤشرات Bloomberg