كفاءة استهلاك الطاقة تخفض فاتورة الاقتصادات المتقدمة 680 مليار دولار

تقرير وكالة الطاقة الدولية: الاستثمارات العالمية بكفاءة الطاقة زدات 16% هذا العام إلى 560 مليار دولار

برج وأسلاك لنقل الكهرباء على طريق عام في ضواحي العاصمة تشيسيناو، مولدوفا.
برج وأسلاك لنقل الكهرباء على طريق عام في ضواحي العاصمة تشيسيناو، مولدوفا. المصدر: بلومبرغ
المصدر: الشرق
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

من المرتقب أن تنخفض تكلفة فواتير الطاقة بالدول الأعضاء في وكالة الطاقة الدولية هذا العام بمقدار 680 مليار دولار، بفضل إجراءات كفاءة الطاقة المعتمدة منذ عام 2000، ما يمثل وفراً بمقدار 15% من إجمالي إنفاق هذه الدول على الطاقة في 2022.

بحسب تقرير صادر عن الوكالة اليوم الجمعة، بعنوان "كفاءة الطاقة 2022"، فإن ارتفاع أسعار الوقود سرّع وتيرة استثمار الاقتصادات المستهلكة، لاسيما المتقدمة منها، في كفاءة الطاقة، كتحويل المباني إلى "خضراء"، وتحديث النقل العام ليصبح أكثر صداقةً للبيئة، فضلاً عن ضخ الأموال لتطوير البنية التحتية للسيارات الكهربائية؛ "ما يشير إلى نقطة تحول محتملة بعد سنوات عدة من التقدم البطيء" بهذا المجال.

تتخذ وكالة الطاقة الدولية من باريس مقراً لها، وتضم 28 عضواً، من ضمنهم دول مجموعة السبع الصناعية الكبرى المعروفة بـ"G7".

يفيد التقرير بأن إجراءات كفاءة الطاقة على مستوى العالم تسارعت هذا العام 2022، ضمن إطار التعامل مع اضطرابات إمدادات الوقود وأسعار الطاقة القياسية.

الطاقة المتجددة تحتاج إلى 1.3 تريليون دولار سنوياً بحلول 2030 لتحقيق أهداف المناخ

هذا التوجه تجلّى، بشكلٍ أساسي، بزيادة الاستثمارات العالمية في كفاءة الطاقة بنسبة 16% عن 2021، لتناهز 560 مليار دولار، ما نجم عنه استخدام الاقتصاد العالمي للطاقة بكفاءة تزيد بنسبة 2% مقارنة بالعام الماضي.

هذه النسبة تمثل تحسُّناً بمعدل 4 أضعاف ما كان عليه في العامين السابقين، ونحو ضعف معدل السنوات الخمس الماضية، ويجعل عام 2022 نقطة تحول جوهرية بمجال كفاءة الطاقة، والتي تُعدّ إحدى المحاور الرئيسية للجهود الدولية نحو الوصول إلى صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050، وفقاً لتقرير الوكالة.

السبعينيات.. واليوم

أدّت أزمة الطاقة العالمية الناجمة عن الغزو الروسي لأوكرانيا إلى تصعيد المخاوف بشأن أمن الطاقة وانعكاس ارتفاع أسعارها على التضخم، بحسب المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول. لافتاً إلى أن "صدمات النفط في سبعينيات القرن الماضي، أدّت إلى توجه كبير من جانب الحكومات نحو تعزيز كفاءة الطاقة، ما أدخل تحسينات جوهرية على استخدامها في المباني والمصانع وحتى السيارات".

رئيس "الطاقة الدولية": العالم في خضم أول أزمة طاقة حقيقية

أمّا في خضم الأزمة الحالية؛ "فنرى أن كفاءة استخدام الطاقة تحظى بالأولوية مرةً أخرى، وبوتيرة متسارعة"، كما نوّه بيرول. ويأتي التحسن، بهذا الإطار، خلال العام الحالي، بعد أن أدّت جائحة كورونا إلى أسوأ عامين على الإطلاق لناحية التقدم العالمي بكفاءة الطاقة، حيث انخفض معدل هذا التقدم إلى نحو 0.5% سنوياً خلال 2020 و2021. ولعب ارتفاع الطلب من قِبل الصناعة كثيفة الاستهلاك للطاقة دوراً أساسياً في هذا التراجع.

استناداً إلى وكالة الطاقة، يتعين أن تصل تحسينات الكفاءة إلى متوسط​ 4% سنوياً خلال العقد الحالي، لتتماشى مع سيناريو الوصول إلى الحياد الكربوني المزمع في 2050.