تقرير الوظائف الأميركي يدفع المستثمرين لبيع الأسهم والسندات

زيادة الوظائف والأجور في الولايات المتحدة خلال نوفمبر جاءت أفضل من التوقعات ما يعني مواصلة الضغط على الفيدرالي الاحتياطي

متعاملان في قاعة التداول في بورصة نيويورك، يوم الأربعاء 9 نوفمبر 2022.
متعاملان في قاعة التداول في بورصة نيويورك، يوم الأربعاء 9 نوفمبر 2022. المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

شهدت الأسهم والسندات حالة من عدم الاستقرار في تعاملات الجمعة، بعد أن غذّى تقرير الوظائف القوي والمفاجئ رهانات السوق على أن الاحتياطي الفيدرالي سيواصل تشديد سياسته النقدية، حتى لو أبطأ مسؤولو البنك المركزي وتيرة رفع أسعار الفائدة هذا الشهر.

تلاشت عمليات بيع السندات التي دفعت العائد على سندات الخزانة لأجل 10 سنوات إلى الارتفاع بواقع نقطة أساس واحدة فوق مستوى 4.6%، فيما شهدت الأسهم تحركات مماثلة، حيث كاد مؤشر "ستاندرد أند بورز 500" أن يمحو 1% من قيمته في مرحلة ما من جلسة التداول. أما الدولار الأميركي، فتذبذب ما بين ارتفاع وهبوط.

زيادة الوظائف والأجور الأميركية تواصل الضغط على "الفيدرالي"

بدلاً من تعزيز رهاناتهم على اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي في ديسمبر، زاد متداولو المقايضة رهاناتهم على الهدف النهائي لسعر الفائدة الذي ربما يتطلع إليه البنك المركزي، ليصبح عند 4.98%، أي بزيادة 10 نقاط أساس عما كان عليه قبل صدور بيانات الوظائف، علماً أن نطاق سعر الفائدة الأساسي يتراوح حالياً بين 3.75% و4%.

بيانات وظائف أفضل من المتوقع

أضاف أرباب العمل في الولايات المتحدة وظائف بأكثر مما كان متوقعاً، فيما ارتفعت الأجور بأكبر قدر فيما يقرب من عام. وقد زاد عدد الوظائف غير الزراعية بمقدار 263 ألفاً في نوفمبر، بينما استقر معدل البطالة عند 3.7%، وارتفع متوسط الأجر في الساعة ضعف ما كان متوقعاً.

قالت سيما شاه، كبيرة المحللين الاستراتيجيين العالميين في "برنسيبال أسيت مانجمنت" (Principal Asset Management): "إن إضافة 263 ألف وظيفة حتى بعد رفع أسعار الفائدة بنحو 350 نقطة أساس، ليست مجرد مسألة عادية.. سوق العمل محمومة، ومحمومة جداً، وهذا يؤدي إلى زيادة الضغط على الاحتياطي الفيدرالي لمواصلة رفع أسعار الفائدة. ما هو الأمر الذي يتضمنه تقرير الوظائف، والذي قد يقنعهم بعدم رفع أسعار فائدة فوق مستوى 5%؟".

حرب الاحتياطي الفيدرالي على التضخم تغدو معركة على الوظائف

هذا هو السبب في أن "المخطط النقطي" للاحتياطي الفيدرالي، والذي يستخدمه البنك المركزي للإشارة إلى نظرته المستقبلية لمسار السياسة النقدية، هو موضع التركيز في الوقت الحالي. تقول آنا وونغ من "بلومبرغ إيكونوميكس"، إن مسؤولي البنك قد يضطرون إلى رفع توقعاتهم لسعر الفائدة النهائي مقارنة بما كتبوه في سبتمبر، وربما يصل بهم الأمر إلى مستوى 5.25%.

إيفانز يؤيد رفع الفائدة أكثر

قال رئيس بنك الاحتياطي الفدرالي في شيكاغو، تشارلز إيفانز، إن هناك حاجة لرفع أسعار الفائدة إلى أعلى مستوى، حتى مع إبطاء البنك المركزي وتيرة الزيادات. وأضاف أن صانعي السياسة النقدية من المرجح أن يتحولوا إلى 50 نقطة أساس بعد رفع أسعار الفائدة 75 نقطة أساس في أربعة اجتماعات متتالية.

لهذه الأسباب سوق العمل الأميركية أكثر تراخياً مما تبدو

تُعتبر تصريحات إيفانز هذه، هي الأحدث من قبل أحد مسؤولي البنك المركزي، بما في ذلك تصريحات رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، في وقت سابق من هذا الأسبوع، التي تقترح رفع أسعار الفائدة بواقع نصف نقطة مئوية عندما يجتمعون يومي 13و14 ديسمبر.

المزيد من تعليقات الاقتصاديين بعد تقرير الوظائف

  • ستيفن بليتز من "تي إس لومبارد" (TS Lombard):

باختصار، الاحتياطي الفيدرالي بعيد عن الانتهاء من رفع أسعار الفائدة، ومسألة زيادتها بمقدار 75 نقطة أساس مطروحة على طاولة اجتماع ديسمبر. وعلى الرغم من كل التصريحات بشأن إبطاء وتيرة الزيادة لتكون 50 نقطة أساس، إلا أن التراجع في هذه المرحلة سيكون صعباً على مسؤولي البنك. مع ذلك، فإن المسار الطويل لرفع أسعار الفائدة، يعني أن الذروة ستكون عند مستويات أعلى.

  • كالي كوكس من "إي تورو" (eToro):

تمنح سوق العمل القوية، الاحتياطي الفيدرالي أساساً قوياً للإبقاء على أسعار فائدة أعلى لفترة أطول، حتى لو بدأ في إبطاء وتيرة الزيادات. والبيئة التي تتسم بأسعار فائدة مرتفعة، تشكل تحدياً أمام الاستثمار فيها، ويمكن أن نكون اليوم في طريقنا نحو زيادات أكثر حدة، إلى أن ينخفض ​​معدل التضخم بشكل كبير.

  • رونالد تمبل من "لازارد أسيت مانجمنت" (Lazard Asset Management):

يحتاج المستثمرون إلى إعادة تقييم تفاؤلهم فيما يتعلق بنهاية تشديد السياسة النقدية، وهذا يشمل كلاً من مستوى أسعار الفائدة النهائية، والفترة الزمنية التي سيبقي الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة عنده.

  • كريس زاكاريلي في تحالف المستشارين المستقلين:

يُعدّ تقرير الوظائف هذا مثالًا آخر على سبب قيام بنك الاحتياطي الفيدرالي بمكافحة التضخم لفترة أطول بكثير مما يتوقعه الكثيرون حالياً. من المحتمل أن يتسم العام المقبل بالتقلبات، لأن الاقتصاد الضعيف والظروف المالية الصعبة، هي الحالة الأساسية التي ستكون سائدة.

  • كريشنا جوها من "إيفركور" (Evercore ISI):

نحن واثقون من أن التقرير لن يكون له أي تأثير على قرار إبطاء وتيرة رفع أسعار الفائدة الفيدرالية إلى 50 نقطة أساس في ديسمبر. لكن هذا يعني أن مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي، سيرجحون في المتوسط، رفع ذروة أسعار الفائدة إلى ما يتراوح بين 5% و5.25%، بدلاً من أن تكون بين 4.75% و5.00%، فيما سيحافظ بنك الاحتياطي الفيدرالي على نبرة متشددة في الاجتماع المرتقب.

  • ديفيد راسل من "ترايد ستايشن غروب" (TradeStation Group):

يتعين على بنك الاحتياطي الفيدرالي أيضاً التفكير في مصداقيته. بعد الإشارة بوضوح إلى الابتعاد عن 75 نقطة أساس، من غير المرجح أن يغيروا ذلك بعد أسبوعين من اليوم. بدلاً عن ذلك، سنرى على الأرجح المزيد من التوقعات المتشددة على المخطط النقطي.

تدفقات خارجة من صناديق الأسهم

يقول استراتيجيو "بنك أوف أميركا" في مذكرة، إن تفاؤل مستثمري الأسهم بشأن الهدوء في سوق العمل والتحول في سياسة بنك الاحتياطي الفيدرالي، هو تفاؤل مبالغ فيه. وأوصى هؤلاء الاستراتيجيون بالبيع عند الارتفاع، قبل الزيادة المحتملة في فقدان الوظائف في العام المقبل. وقد تم نشر مذكرة استراتيجيي "بنك أوف أميركا" قبل صدور بيانات الوظائف اليوم الجمعة.

كتب هؤلاء المحللون الاستراتيجيون بقيادة مايكل هارتنت في المذكرة التي أظهرت أن صناديق الأسهم العالمية شهدت للتو أكبر تدفقات أسبوعية خارجة في ثلاثة أشهر: "تشعر قوى السوق الهابطة (مثلنا)، بالقلق من أن البطالة في عام 2023 ستكون صادمة لمعنويات المستهلكين في الشارع الرئيسي، كما كان التضخم في عام 2022". وأضافوا: "نبيع ارتفاعات المخاطرة من الآن"، مكررين تفضيلهم للسندات على الأسهم في النصف الأول من عام 2023.

تحركات رئيسية في الأسواق

الأسهم

تراجع مؤشر "ستاندرد أند بورز 500" بنسبة 0.1%.

انخفض مؤشر "ناسداك المركب" بنسبة 0.4%.

سجل مؤشر "داو جونز الصناعي" تغيراً طفيفاً عند الإغلاق.

انخفض مؤشر "إم إس سي آي العالمي" بنسبة 0.2%.

العملات

سجل مؤشر "بلومبرغ" للدولار الفوري تغيراً طفيفاً.

ارتفع اليورو بنسبة 0.1% إلى 1.0533 دولار.

ارتفع الجنيه الإسترليني بنسبة 0.3% إلى 1.2281 دولار.

ارتفع الين الياباني بنسبة 0.8% إلى 134.31 ين للدولار.

العملات المشفرة

ارتفعت عملة "بتكوين" 0.6% إلى 17,03.0.7 دولار.

ارتفعت عملة "إيثريوم" 1.2% إلى 1,291.66 دولار.

السندات

انخفض العائد على سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات 3 نقاط أساس إلى 3.48%.

ارتفع عائد السندات الألمانية لأجل 10 سنوات 4 نقاط أساس إلى 1.86%.

ارتفع العائد على السندات البريطانية لأجل 10 سنوات 5 نقاط أساس إلى 3.15%.

السلع

انخفض سعر خام غرب تكساس الوسيط 1.3% إلى 80.16 دولار للبرميل.

انخفضت العقود الآجلة للذهب 0.2% إلى 1,811.70 دولار للأونصة.

مؤشرات Bloomberg