السياح الروس يعودون إلى تايلندا على متن رحلات جوية مستأجرة

بانكوك تراهن على انتعاش السياحة لاكتساب الزخم الاقتصادي

مكتب استعلامات يعرض لافتة كُتبت باللغة الروسية في مدينة باتونغ في بوكيت في بداية سبتمبر
مكتب استعلامات يعرض لافتة كُتبت باللغة الروسية في مدينة باتونغ في بوكيت في بداية سبتمبر المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

يسافر السياح الروس مرة أخرى بأعداد كبيرة إلى تايلندا على متن طائرات مستأجرة، كما يستخدمون بطاقات ائتمان صادرة خارج البلاد، للتغلب على صعوبات الدفع. وهذا ينعش السياحة تدريجياً في الدولة الواقعة في جنوب شرق آسيا.

زار أكثر من 44 ألف روسي تايلندا في أكتوبر، مقارنة بأقل من 10 آلاف سائح شهرياً في الأشهر التي أعقبت نشوب حرب أوكرانيا في فبراير، وفق بيانات وزارة السياحة والرياضة. قال مسؤولون تايلنديون إن استئناف الرحلات الجوية المباشرة بين موسكو وبوكيت، اعتباراً من نهاية الشهر الماضي، سيجذب مزيداً من السياح.

تايلندا تستهدف 11 مليار دولار عائدات سياحية في 6 أشهر

الرحلات الجوية المستأجرة التي تديرها شركات طيران مثل "أزور إير" (Azur Air) والرحلات التجارية من شركة الطيران "إيروفلوت" (Aeroflot PJSC)، جلبت السياح من موسكو ونوفوسيبيرسك وفلاديفوستوك إلى بانكوك ووجهات شاطئية شهيرة مثل باتايا وبوكيت، وفقاً لجمعية بوكيت السياحية (Phuket Tourist Association).

قال الرئيس الاستشاري لـ"جمعية بوكيت السياحية" بوميكتي روكتاينغام، إن "السياح الوافدين من روسيا يأتون الآن في المرتبة الأولى في بوكيت، كما اتسعت الفجوة بين السياح الروس والهنود بشكل كبير الآن".

وأوضح أن الروس يشكلون 20% تقريباً من كل 10 آلاف زائر أجنبي يسافر برحلات جوية مباشرة إلى بوكيت، التي يشتهر منتجعها بشواطئه الخلابة ومنتزهاته الوطنية.

هذا تناقض حاد مع الغياب التام تقريباً للروس لنحو ستة أشهر، بعد أن اضطرت شركات الطيران إلى تعليق الرحلات الجوية، فضلاً عن مواجهتهم صعوبة في سداد المدفوعات، بعد عزل معظم البنوك الروسية عن نظام الدفع الدولي الرئيسي "سويفت"، وتراجع الروبل الروسي.

اقرأ أيضاً: الحكومة التايلندية تقود حملة لدعم "الخطوط الدولية الجوية" بقيمة 2.3 مليار دولار

في غياب المسافرين الصينيين الذين كانوا أكبر مجموعة من زوار تايلندا قبل الوباء، من المتوقع أن تسهم عودة السيّاح الروس في تسريع انتعاش قطاع السياحة في البلاد. هذا هو مفتاح الحفاظ على المسار الصحيح للانتعاش الاقتصادي، وسط المخاطر المتزايدة التي تتعرض لها تجارتها إثر التباطؤ الاقتصادي العالمي.

شاطئ باتونج في بوكيت، تايلندا
شاطئ باتونج في بوكيت، تايلندا المصدر: بلومبرغ

استخدام البطاقات والنقود

قال روكتاينغام إن الروس، الذين يبلغ متوسط إقامتهم 12 يوماً في بوكيت، يستخدمون بطاقات ائتمان صادرة في دول أخرى، ويستخدمون النقود لدفع تكاليف الرحلات والتسوق.

كذلك، قالت ثانيت سوبورنساهاسرانغسي، رئيسة مجلس السياحة في تشونبوري، إن معظم المعاملات المالية تتم تسويتها في دبي، ووجهات أخرى في الشرق الأوسط.

اقرأ أيضاً: "إياتا": الطلب "المكبوت" يعيد التفاؤل للطيران رغم الرياح المعاكسة

يمكن أن تشهد باتايا، وهي بلدة شاطئية شهيرة تبعد حوالي 150 كيلومتراً شرق بانكوك، تدافع السياح إليها في الأشهر المقبلة بناءً على الحجوزات المسبقة، بحسب سوبورنساهاسرانغسي.

وصل أكثر من 147 ألف سائح روسي إلى تايلندا في الأشهر العشرة الأولى من العام الجاري. لكن هذا الرقم يمثل نحو عُشر عدد السيّاح الذين سافروا إلى البلاد في عام 2019، والذين بلغ عددهم 1.5 مليون سائح، وأنفقوا 3.3 مليار دولار، ليصبحوا ثالث أعلى المنفقين، وفق البيانات الرسمية.

تتوقع تايلندا أن تستقبل أكثر من 20 مليون سائح العام المقبل، وهذا الرقم يعد ضعف عدد سيّاح العام الجاري، لكنه يعادل 50% تقريباً من عدد السيّاح قبل الوباء.