بنوك استثمار عالمية تستبعد صعود الأسهم الأوروبية في 2023

"بنك أوف أميركا" و"غولدمان ساكس" يتوقعان انخفاض أسهم المنطقة في النصف الأول

عرض معلومات أسعار الأسهم في بهو بورصة "يورونكست" في باريس، فرنسا، يوم الخميس 15 سبتمبر 2022
عرض معلومات أسعار الأسهم في بهو بورصة "يورونكست" في باريس، فرنسا، يوم الخميس 15 سبتمبر 2022 المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

رجّح خبراء استراتيجيون في بنوك استثمار عالمية أن يتوقف الانتعاش السريع من أسوأ عام للأسهم الأوروبية منذ 2018 خلال عام 2023.

سيختتم مؤشر "ستوكس 600 الأوروبي" عام 2023 عند 449 نقطة وفقاً لمسح أجرته "بلومبرغ" بمشاركة 14 من الخبراء الاستراتيجيين لدى بنوك استثمار تشمل "غولدمان ساكس"و "بنك أوف أميركا"، مما يشير إلى مكاسب أقل من 2% مقابل إغلاق يوم الإثنين.

يُظهر الاستطلاع أنَّ الاستراتيجيين غير مقتنعين باستمرار الانتعاش الذي وضع المؤشر على المسار لتحقيق أفضل أداء فصلي له منذ عام 2015 مع تحقيق مكاسب 13% التي يغذيها التفاؤل بانخفاض رفع أسعار الفائدة وإعادة فتح الصين لاقتصادها.

يتوقَّع كل من "بنك أوف أميركا" و"غولدمان ساكس" أن تنخفض أسهم المنطقة في النصف الأول من عام 2023 قبل أن تتعافى في النصف الثاني من العام نفسه. يأتي ذلك بعد انخفاض منذ بداية 2022 بنسبة 10%، والذي كان مدفوعاً بالارتفاع الكبير في معدلات التضخم، وأزمة الطاقة، والتشديد المستمر للسياسة النقدية.

في الآونة الأخيرة، دخلت العديد من المؤشرات، بما في ذلك مؤشر منطقة اليورو"ستوكس 50" و "داكس" الألماني ومؤشر بورصة ميلانو، مرحلة الأسواق الصاعدة.

لم يكن "ستوكس 600 الأوروبي" موجوداً بشكل تام ضمن الأسواق الصاعدة بعد، لكن تم تعديله وفقاً للأرباح، وعاد إلى ما كان عليه قبل بدء الحرب في أوكرانيا.

بورصات أوروبا تنخفض بضغط من أسهم البنوك

ترى ميلا سافوفا الخبيرة الاستراتيجية في "بنك أوف أميركا" أنَّ السياسة النقدية القوية التي تطبقها البنوك المركزية ستؤدي إلى إضعاف زخم النمو العالمي في النصف الأول من 2023، وسيقابل التأثير على الأسهم انخفاضاً في العائدات الحقيقية على السندات بشكل جزئي.

الاقتصاد العالمي يتجه إلى واحد من أسوأ أعوامه في ثلاثة عقود

تتوقَّع "سافوفا" انخفاضاً بنسبة تزيد عن 15% لمؤشر "ستوكس 600 الأوروبي" في نهاية الربع الثاني من 2023 قبل أن ينتعش من 365 نقطة إلى 430 نقطة بحلول نهاية العام، حيث تبدأ الاقتصادات في التعافي.

يتبنى الخبراء الاستراتيجيون لدى "غولدمان ساكس" وجهة نظر مماثلة. وقالت الخبيرة الاستراتيجية شارون بيل: "نتوقَّع أن يكون عام 2023 أكثر صعوبة بعد المرونة في الأرباح هذا العام"، مشيرة إلى ضغط الهامش بسبب ارتفاع التكاليف التي سيكون من الصعب تمريرها في حالة الركود.

يعد نطاق توقُّعات "ستوكس 600 الأوروبي" واسعاً نسبياً. وكان الخبراء الاستراتيجيون في مصرف "دويتشه بنك" هم الأكثر تفاؤلاً بأن يصل المؤشر عند 495، مما يمثل زيادة بنسبة 12% عن المستويات الحالية، في حين أنَّ "تي إف إس ديرفاتيفز" (TFS Derivatives) تتوقَّع أن يهبط المؤشر بأكبر وتيرة ليصل إلى 355، مما يشير إلى انخفاض بنسبة 20% تقريباً.

يوصي "دويتشه بنك" بزيادة الوزن النسبي لأسهم القارة العجوز في عام 2023، مشيراً إلى تخفيض التقييم بصورة كبيرة للأسهم النظيرة في أميركا، مع بلوغ الدولار لمستوى الذروة، والمراكز المنخفضة للغاية لأسهم المنطقة.

يجري تداول "ستوكس 600 الأوروبي" بالقرب من خصم قياسي بنسبة 30% لمؤشر "ستاندرد آند بورز" من حيث مضاعفات السعر إلى الأرباح الآجلة، بسبب وفرة القيمة الأوروبية والأسهم الدورية مثل البنوك والطاقة والسيارات التي ما يزال يجري تداول أسهمها عند تقييمات منخفضة.

يرى المحلل الاستراتيجي أنكيت غيديا من بنك "بي إن بي باريبا" أنَّ مثل هذه التقييمات المنخفضة ليست كافية لتبرير الارتفاع الأخير.

بعد تعديلها وفق أسعار الفائدة المرتفعة، وخفض الأرباح بنسبة 10% الذي يُتوقَّع في العام المقبل؛ ما تزال الأسهم تبدو باهظة الثمن، وفقاً لـ"غيديا"، الذي يتوقَّع انخفاضاً بنسبة 19% في "يورو ستوكس 50" خلال عام 2023.

يتبنى ستيفان إيكولو من "تي إف إس ديرفاتيفز"، الذي تنبأ بشكل صحيح بهبوط السوق في وقت سابق من 2022، الرأي نفسه.

مخاوف الركود تغرق الأسواق الأوروبية في سوق هابطة

قال "إيكولو" إنَّ تباطؤ النمو الاقتصادي وانخفاض تقديرات الأرباح والتوترات الجيوسياسية والتجارية من المرجح أن تكون عوامل سلبية للأسهم.

وفقاً لاستطلاع "بلومبرغ"؛ لن يكون الأمر أفضل بالنسبة للمؤشرات الرئيسية الأخرى في المنطقة، إذ سيشهد مؤشر "فوتسي 100" بالمملكة المتحدة استقراراً في الغالب، بينما من المتوقَّع أن يرتفع مؤشر "داكس" الألماني بنسبة 2.2% فقط خلال عام 2023.