أزمة ناقلات النفط في تركيا تتفاقم مع تكدس ملايين البراميل

ناقلات النفط تنتظر عبور مضيق البوسفور في تركيا في نوفمبر
ناقلات النفط تنتظر عبور مضيق البوسفور في تركيا في نوفمبر المصدر: غيتي إيمجز
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تصاعدت أمس المواجهة بشأن العقوبات والتأمين التي تسببت في تكدس ناقلات النفط في مضيق البوسفور الرئيسي للشحن، تاركة ملايين البراميل الخام عالقة.

في أواخر الشهر الماضي، أصرّت تركيا على وجوب إثبات أن السفن التي تحمل النفط مؤمنة بعد أن دخلت عقوبات الاتحاد الأوروبي على روسيا حيز التنفيذ. لكنها تعرضت لضغوط من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، وكذلك من صناعة التأمين، لتغيير قواعدها.

قالت وزارة النقل التركية الخميس، إن العدد الكبير من السفن التي تنتظر الآن الإبحار في المضيق - وهو نقطة اختناق حيوية لتدفقات النفط من البحر الأسود - لا ينبغي استخدامه للضغط على أنقرة بشأن القواعد التي تتطلب إثباتاً على أن الناقلات مؤمنة.

ماذا عرفنا بعد 3 أيام من تطبيق سقف أسعار النفط الروسي؟

أعلنت الوزارة أنها ستُخرج الناقلات المحملة التي ليست لديها خطابات تأمين من مياهها، رغم أنه لم يتضح ما إذا كان نهجها قد يحرّر عملياً بعض السفن العالقة لكي تبحر إلى البحر المتوسط.

أظهرت بيانات الشحن التي جمعتها "بلومبرغ"، أن 26 ناقلة تحمل أكثر من 23 مليون برميل من النفط القادم من كازاخستان، لم تتمكن من عبور مضيق البوسفور والدردنيل حتى يوم الأربعاء.

تعتبر الممرات المائية نقاط اختناق حيوية لتدفق النفط الخام والسلع الأخرى من البحر الأسود. قدرت السلطات الكازاخستانية أن عدد السفن المتكدسة أقل، بينما قدرت الوزارة التركية العدد بـ15 سفينة.

جاء في بيان وزارة النقل التركية أيضاً، ما يلي:

• سيُطلب من الناقلات المتجهة شمالاً إثبات التأمين، ما قد يعيق دخول الناقلات إلى البحر الأسود لتجميع شحنات البضائع

• وجود تغطية تأمين صالحة، هو شرط مطلوب منذ 2002

• 11 من أصل 15 ناقلة نفط متوقفة، وجهتها إلى الاتحاد الأوروبي

• سيتم إخراج السفن في بحر مرمرة من المياه التركية

• منح المالكين خيار تقديم بوليصة تأمين جديدة تغطي وقت وجود السفن في المضائق التركية

• تركيا منفتحة على "كل الحلول" التي تقدمها الدول التي ترفع السفن أعلامها

سقف أسعار النفط لن يؤثر على ميزانية حرب بوتين

في أواخر الشهر الماضي، أعلنت تركيا أنه سيتعين على الناقلات المارة تقديم خطابات من شركات التأمين الخاصة بها، تثبت أنها مغطاة للتنقل في المضيق، الذي تدفق عبره ما يقرب من 700 مليون برميل من النفط الخام في العام الماضي. جاء تحرك تركيا رداً على عقوبات الاتحاد الأوروبي ضد روسيا، والتي تحظر التأمين على السفن إذا تجاوز سعر النفط الذي تحمله، 60 دولاراً للبرميل.

"غير مقبول"

يضغط المسؤولون الأميركيون والبريطانيون على تركيا لإعادة النظر في شرط إثبات التأمين، لا سيما وأن الشحنات القادمة من كازاخستان لا تخضع للعقوبات.

قالت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين الخميس، في إشارة إلى الشحنات الكازاخستانية: "أوضحنا أنها لا تخضع بأي شكل لسقف سعر النفط.. لا يوجد سبب على الإطلاق لإخضاعها لأي نوع من الإجراءات"، مضيفة أن الولايات المتحدة تجري محادثات مع السلطات التركية من أجل "محاولة إدارة الوضع".

لكن رغم ذلك، قالت تركيا إن عدم تقديم نوادي الحماية والتعويض التي تؤمن المخاطر - بما في ذلك حوادث الاصطدام والتسرب النفطي- خطابات تأكيد لعملائها التجاريين، هو أمر "غير مقبول".

قالت الوزارة إن "الخطاب الذي طلبناه يتعلق فقط بالتأكد من أن صلاحية تأمين السفينة، سارية المفعول أثناء مرورها عبر المضيق".

أضافت الوزارة أن تركيا تعمل على حل منفصل للسفن التي لا تحمل تلك الخطابات والمتجهة إلى المصافي التركية، مشيرة إلى "الصالح العام والمصلحة الوطنية".

تركيا تطلب من روسيا منحها خصم 25% من كلفة وارداتها من الغاز

حتى الآن، كانت الطريقة التقليدية للتحقق من التأمين، هي عبر مواقع شركات التأمين على الإنترنت، التي يتم تحديثها باستمرار.

لكن الجولة الأخيرة من العقوبات تنص على أنه سيكون للسفينة التي تحمل النفط الروسي غطاء تأميني قياسي في الصناعة فقط إذا تم شراء شحنتها بسعر 60 دولاراً للبرميل أو أقل.

يذكر أن كل السفن المنتظرة تقريباً من كازاخستان، لكن قواعد تركيا تنطبق على أي ناقلة تحمل حمولة على متنها، وليس فقط تلك القادمة من روسيا.