لجنة فيدرالية تقرر رفع دعوى ضد صفقة "مايكروسوفت" و"أكتيفيجن"

لجنة التجارة الفيدرالية تسعى إلى إيقاف الصفقة البالغة قيمتها 69 مليار دولار

شعار شركة "مايكروسوفت" خلال فعالية "إيغنايت سبوتلايت" للشركة في سيؤول، كوريا الجنوبية.
شعار شركة "مايكروسوفت" خلال فعالية "إيغنايت سبوتلايت" للشركة في سيؤول، كوريا الجنوبية. المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تسعى لجنة التجارة الفيدرالية الأميركية إلى منع استحواذ شركة "مايكروسوفت" على "أكتيفيجن بليزارد" في عرض قيمته 69 مليار دولار، قائلة إن الربط بين صانعة أجهزة "إكس بوكس" وناشر ألعاب الفيديو المشهور، سيضر بالمنافسة.

قالت الهيئة التظيمية إن ملكية "مايكروسوفت" لـ"أكتيفيجن" قد تحد من المنافسة في سوق الألعاب التي يُقدَّر حجمها بأكثر من 200 مليار دولار، من خلال تقييد قدرة المنافسين على الاستفادة من أكبر ألعاب الشركة.

قالت هولي فيدوفا، مديرة مكتب المنافسة التابع للجنة التجارة الفيدرالية: "أظهرت (مايكروسوفت) بالفعل أن بمقدورها حجب المحتوى عن منافسيها في مجال الألعاب، وستفعل ذلك. نسعى اليوم لمنع (مايكروسوفت) من السيطرة على ستوديو ألعاب مستقل رائد واستخدامه للإضرار بالمنافسة في أسواق عدة، ديناميكية وسريعة النمو، في مجال صناعة الألعاب".

قال مسؤول في لجنة التجارة الفيدرالية، طلب عدم الكشف عن هويته لمناقشة الشكوى، إن الوكالة كانت قلقة من أن "مايكروسوفت" قد ترفض وصول المنصات المنافسة إلى محتوى "أكتيفيجن بليزارد" الأكثر شهرة، أو تؤخر إتاحته، أو تقلل من جودته. وأضاف أن هذه المخاوف لا تتعلق فقط بوحدات التحكم، ولكن أيضاً بخدمات الاشتراك والألعاب القائمة على الحوسبة السحابية، وهما سوقان لا يزالان قيد التطوير.

صفقة ضخمة

صفقة "مايكروسوفت" المقترحة لـ"أكتيفيجن بليزارد" هي الأكبر للشركة على الإطلاق، وإحدى أكبر 30 صفقة على الإطلاق. تُقدِّم الصفقة لـ"مايكروسوفت"، صانعة وحدات تحكم "إكس بوكس"، امتيازات لبعض أشهر ألعاب الفيديو، مثل لعبة "كول أوف ديوتي" (Call of Duty) و"وورلد أوف واركرافت" (World of Warcraft). تملك الشركة صانعة "إكس بوكس" بالفعل امتياز لعبة "هيلو" (Halo)، ولعبة بناء العالم الافتراضي "ماينكرافت" (Minecraft).

قال رئيس "مايكروسوفت"، براد سميث: "ما زلنا نعتقد بأن هذه الصفقة ستوسع المنافسة وتخلق المزيد من الفرص للاعبين ومطوري الألعاب". أضاف أن الشركة ملتزمة بمعالجة مخاوف المنافسة، وأنها قدمت تنازلات إلى لجنة التجارة الفيدرالية في وقت سابق من هذا الأسبوع.

براد سميث، رئيس "مايكروسوفت"
براد سميث، رئيس "مايكروسوفت" المصدر: بلومبرغ

قال سميث: "لدينا ثقة كاملة في قضيتنا، ونرحب بفرصة عرض قضيتنا أمام المحكمة".

تراجعت أسهم "أكتيفيجن " بنسبة 0.6% إلى 74.34 دولار بعد أن تراجعت في وقت سابق بنسبة 3.9%. وارتفعت أسهم "مايكروسوفت" بنسبة 1٪ إلى 246.84 دولار.

لماذا سعت "مايكروسوفت" لصفقة الاستحواذ الأكبر في عالم ألعاب الفيديو؟

في رسالة إلى الموظفين، أكد الرئيس التنفيذي لـ"أكتيفيجن بليزارد"، بودي كوتيك، أنه واثق من إتمام الصفقة.

قال كوتيك: "المزاعم بأن هذه الصفقة مناهضة للمنافسة لا تتوافق مع الحقائق، ونعتقد أننا سنفوز بهذا التحدي". وأضاف أن الشركة المندمجة ستكون "جيدة للاعبين"، على الرغم من البيئة التنظيمية التي يقول إنها "تركز على الأيديولوجيا والمفاهيم الخاطئة حول صناعة التكنولوجيا".

حددت لجنة التجارة الفيدرالية موعداً لبدء المحاكمة الداخلية في 2 أغسطس 2023.

البت في القضية قد يتأخر حتى 2024

في الطعون السابقة على الاندماجات، أصدر القاضي في المحكمة الداخلية للوكالة قراراً أولياً بعد ما يتراوح بين 7 و12 شهراً من بدء المحاكمة، وفق ما قالته جنيفر ري، المحللة لدى "بلومبرغ إنتليجنس". من المحتمل أن يؤدي ذلك إلى اتخاذ قرار من قبل قاضي القانون الإداري في لجنة التجارة الفيدرالية، دي مايكل تشابيل، في أوائل عام 2024. بعد ذلك ، يمكن لشركة "مايكروسوفت" أو موظفي لجنة التجارة الفيدرالية المعنيين بالقضية، استئناف الحكم أمام مفوضي الوكالة.

قالت "مايكروسوفت" و"أكتيفيجن" إن الصفقة ستُنجز بحلول 30 يونيو، أي بحلول نهاية السنة المالية الحالية لـ"مايكروسوفت". ستحتاج لجنة التجارة الفيدرالية إلى رفع دعوى قضائية منفصلة أمام محكمة فيدرالية، إذا أرادت من "مايكروسوفت" تأجيل إنجاز الصفقة إلى حين انتهاء المحاكمة.

قالت الوكالة في الشكوى: "من خلال التحكم في محتوى (أكتيفجين)، ستكون لدى (مايكروسوفت) القدرة والحافز المتزايد لحجب محتوى (أكتيفجين) أو إضعافه بطرق تقلل المنافسة بشكل كبير- بما في ذلك المنافسة على جودة المنتج والسعر والابتكار". وأضافت أنه "من المرجح أن تؤدي خسارة المنافسة هذه إلى إلحاق ضرر كبير بالمستهلكين في أسواق متعددة في وقت مهم بالنسبة إلى هذه الصناعة".

تُعدّ الدعوى التي رفعتها لجنة التجارة الفيدرالية جزءاً من جهود رئيسة اللجنة، لينا خان، لفرض الرقابة على عمليات الاستحواذ بشكل أكثر تشديداً، خصوصاً تلك التي تقوم بها أكبر منصات التكنولوجيا.

منذ أن عيّنها الرئيس الأميركي جو بايدن كرئيسة للهيئة في يونيو 2021، قامت اللجنة بإيقاف عمليات استحواذ بين شركتي "لوكهيد مارتن" و"إيروجيت روكتداين"، وكذلك عرض شركة "إنفيديا" لشراء "آرم" (Arm) التابعة لمجموعة "سوفت بنك". توجهت لجنة التجارة الفيدرالية اليوم إلى المحكمة الفيدرالية في سان خوسيه بولاية كاليفورنيا، في محاولة لمنع "ميتا بلاتفورمز" من شراء شركة ناشئة في مجال الواقع الافتراضي.

لينا خان، رئيسة لجنة التجارة الفيدرالية الأميركية
لينا خان، رئيسة لجنة التجارة الفيدرالية الأميركية المصدر: بلومبرغ

مخاوف إضافية

رغم أن مسؤولي مكافحة الاحتكار البرازيليين وافقوا على الصفقة في أكتوبر، أثارت جهات تنظيمية أخرى مختصة بالمنافسة أيضاً مخاوف بشأن الصفقة، بما فيها المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي. ليس من المتوقع أن تصدر هاتان السلطتان المختصتان بالمنافسة قرارات بشأن الصفقة حتى العام المقبل.

تحقيق أوروبي معمق حول صفقة استحواذ "مايكروسوفت" على "اكتيفيجن"

أعلنت "مايكروسوفت"، الثلاثاء، عن صفقة لضم لعبة "كول أوف ديوتي" إلى منصة "ستيم بي سي" (Steam PC) للألعاب ووحدات تحكم "نينتندو". أضافت الشركة أنها طرحت أيضاً عرضاً يُبقي "كول أوف ديوتي" على أجهزة "بلايستيشن" (PlayStation) الخاصة بشركة "سوني" للـ10 سنوات المقبلة، لكن عملاق الأجهزة الإلكترونية الياباني رفض حتى الآن جهود التوصل إلى حل.

سعت "مايكروسوفت"، عملاقة التكنولوجيا التي تتخذ من ريدموند بولاية واشنطن مقراً لها، لتهدئة المخاوف العمالية المحتملة بشأن الدمج من خلال التوصل إلى اتفاق مع اتحاد عمال الاتصالات في أميركا، الذي يُمثِّل أيضاً العاملين بصناعة الألعاب. تعهدت "مايكروسوفت"، في الاتفاق، بسلوك نهج محايد إذا عبّر الموظفون عن رغبتهم في الانضمام إلى اتحاد.

أوضاع عمالية

قالت الشركة أيضاً إنها ستوقف استخدام شروط الامتناع عن المنافسة أو تلك الخاصة بالسرية لمنع الموظفين من التحدث عن التحيز أو التحرش كجزء من اتفاق خاص بالتسوية أو الانفصال.

أثارت لجنة التجارة الفيدرالية علناً مخاوف بشأن استخدام شروط الامتناع عن المنافسة وتأثير عمليات الدمج على أوضاع العمل.