عزوف المستثمرين عن المخاطرة يضرب الأسهم الأميركية بنهاية يوم التداول

لافتة شركة "إكسون موبيل" على شاشة بورصة نيويورك، في نيويورك، الولايات المتحدة.
لافتة شركة "إكسون موبيل" على شاشة بورصة نيويورك، في نيويورك، الولايات المتحدة. المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

عزف المستثمرون في سوق الأسهم عن المخاطرة في نهاية أسبوع شهد عودة مخاوف الركود إلى السطح وقراءة لمعدل التضخم أعلى من التقديرات قبل أيام قليلة فقط من قرار بنك الاحتياطي الفيدرالي.

تدهور أسعار الأسهم في نهاية اليوم حطم حالة الهدوء التي هيمنت على معظم جلسة التداول، مع إغلاق مؤشر "ستاندرد أند بورز 500" قرب أدنى مستوى في الجلسة. وسجل مؤشر "داو جونز الصناعي" أسوأ هبوط أسبوعي له منذ سبتمبر الماضي. وقفز العائد على سندات الخزانة أجل 10 سنوات مقترباً من مستوى 3.6%.

في الفترة السابقة على اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي، تتجه كل العيون إلى أرقام التضخم في أسعار المستهلك التي تصدر يوم الثلاثاء المقبل– ويتوقع أن تكشف عن استمرار تراجع وتيرة الزيادة في الأسعار رغم ارتفاعها إلى مستويات عالية.

تضخم الأجور قد يدفع "الاحتياطي الفيدرالي" لرفع ذروة الفائدة

تشير عقود المبادلة إلى مراهنة الأسواق على قيام صناع السياسة النقدية بزيادة أسعار الفائدة بواقع 50 نقطة أساس يوم الأربعاء، بعد أربع زيادات متتالية بمقدار 75 نقطة أساس.

مسؤولو البنك المركزي، ومنهم رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، يلمحون إلى تحول في السياسة باتجاه تخفيفها، بينما يشددون على أن تكاليف الاقتراض سوف تظل مرتفعة وتقشفية لفترة من الزمن حتى هزيمة التضخم.

تشديد السياسة النقدية

قال دون ريسميلار من شركة "ستراتيجاس" (Strategas): "على أقل تقدير، يستوعب الاحتياطي الفيدرالي فعلاً حقيقة أنهم يخاطرون بركود الاقتصاد من أجل السيطرة على التضخم في المدى الطويل. إن المهمة لم تنجز بعد. وربما أن زيادة أسعار الفائدة سوف تتباطأ إلى 50 نقطة أساس، غير أننا نظل أمام سياسة تقشفية (ومستمرة في تقشفها) في عام 2023".

الأوضاع المالية تيسرت بدرجة دراماتيكية منذ قراءة مؤشر أسعار المستهلك في أكتوبر الماضي، لذلك فربما ينتهز الاحتياطي الفيدرالي فرصة الاجتماع في شهر ديسمبر ليعود إلى تشديدها، وفق تقديرات كليف هودج من شركة "كورنرستون ويلث" (Cornerstone Wealth). وربما كانت الطريق الأكثر استقامة ومباشرة لتحقيق ذلك هي، وفقاً لهودج، "ملخص التوقعات الاقتصادية"– وتحديداً ما يُسمّى بمخطط النقط.

قال هودج: "نعتقد أن الأسواق تبالغ في هدوئها أمام أسعار الفائدة بعد الربع الأول، ونتوقع أن يتبنى باول نغمة صقورية أشد وأن تشير النقاط على المخطط إلى زيادة أسعار الفائدة لفترة زمنية أطول مما تضعه الآن أسواق العقود الآجلة في حساباتها. ويمكن القول إنه تراجع باتجاه التشدد".

يستعد الاحتياطي الفيدرالي للإبقاء على أسعار الفائدة عند ذروتها طوال عام 2023، محطماً آمالاً راهنت عليها الأسواق بتخفيض أسعار الفائدة في النصف الثاني من العام، وفقاً لاقتصاديين استطلعت "بلومبرغ" آراءهم.

متوسط توقعات اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة ينتظر أن يكشف عن ذروة سعر الفائدة المعياري عند 4.9% في عام 2023 –بما يعكس نطاقاً مستهدفاً من 4.75% إلى 5%- مقارنة مع 4.6% في سبتمبر.

يمثّل ذلك مفاجأة صادمة للمستثمرين باتجاه تقشف السياسة النقدية– وهم الذين يراهنون حالياً على تخفيض الفائدة بمقدار نصف نقطة مئوية في النصف الثاني من العام القادم، رغم أنهم أيضاً يتوقعون ذروة الفائدة عند 4.9% تقريباً. ويتراوح النطاق الحالي لأسعار الفائدة المعيارية بين 3.75% و4%.

مخاطر التوقف المبكر

في حين يتوق كثير من المستثمرين لأن يبلغ الاحتياطي الفيدرالي آخر قراراته برفع الفائدة، يبين التاريخ أن عليهم أن يشعروا بالقلق عند قيامه بذلك في وقت ترتفع فيه معدلات التضخم، وفقاً لاستراتيجيي "بنك أوف أميركا".

يكشف تحليل أجراه مايكل هارتنت أن أداء الأسهم كان فائقاً بعد توقف الاحتياطي الفيدرالي عن زيادة أسعار الفائدة أثناء فترات انكماش الأسعار في الأعوام الـ30 الماضية.

غير أنه في عهد ارتفاع مستوى التضخم في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، انخفضت أسعار الأسهم بعد آخر زيادة لأسعار الفائدة، وقد كتب المحللون أنهم في هذه الجولة يتوقعون أن يرفع الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة لآخر مرة في مارس 2023.

بعد تحليل 15 أزمة اقتصادية تمتد في الماضي إلى عام 1929، وجد خبراء الاقتصاد في "بلومبرغ إنتيليجنس" صلة قوية بين طول مدة الركود الاقتصادي والفترة الزمنية التي يستغرقها مؤشر "ستاندرد أند بورز 500" للعودة إلى مستوياته المرتفعة السابقة.

في جميع الحالات، استغرق المؤشر نحو 386 يوماً حتى يصل إلى القاع ونحو 573 يوماً حتى يتعافى ويبلغ مستويات الذروة. غير أن عملية بلوغ القاع إذا استغرقت زمناً أطول من المتوسط، فإن فترة استرداد القمة السابقة تمتد آنذاك إلى 1997 يوماً، أي ستة أضعاف فترة الصعود الذي يأتي بعد عملية بلوغ القاع بسرعة تتخطى السرعة المتوسطة.

معدل الإحراز

ربما تكون الأسهم في سبيلها إلى تحقيق أسوأ العوائد منذ الأزمة المالية العالمية، غير أن السوق اجتازت أعنف هبوط يومي في خمسة عقود تقريباً، وفق بيانات جمعتها "بلومبرغ" عند إغلاق يوم الأربعاء الماضي.

تلك الموجات من البيع الكثيف يجري حسابها وفق ما يطلق عليه معدل الإحراز (hit ratio)، الذي يقيس عدد مرات تحقيق المكاسب مقارنة مع عدد مرات الخسائر كنسبة من إجمالي عدد أيام التداول.

يبلغ هذا المعدل حالياً نحو 43%، وهو أقل مستوى في حالة مؤشر "ستاندرد أند بورز" منذ عام 1974. ولم يتكرر ظهور "معدل إحراز" يقل عن 50% إلا 10 مرات أخرى خلال 48 عاماً ماضية، كما أن انتعاش الأسواق كان بطيئاً إلى درجة مؤلمة في معظم الأحوال.

مع ذلك، يتوقع بعض أكبر المستثمرين في العالم أن تشهد الأسهم مكاسب بأرقام مزدوجة منخفضة في السنة القادمة. وتوقع 71% من المشاركين في مسح أجرته "بلومبرغ نيوز" أن ترتفع الأسهم مقابل 19% فقط يتوقعون تدهورها. وبالنسبة لمن توقعوا مكاسب للأسواق، تُقدّر تلك الزيادة بنسبة 10%.

بعض التحركات الرئيسية في الأسواق

الأسهم

  • مؤشر ستاندرد أند بورز 500 انخفض بنسبة 0.7% في تمام الرابعة بتوقيت نيويورك.
  • مؤشر ناسداك 100 تراجع بنسبة 0.6%.
  • مؤشر داو جونز الصناعي هبط بنسبة 0.9%.
  • مؤشر "إم إس سي آي" للأسهم العالمي تقهقر بنسبة 0.2%.

العملات

  • ارتفع مؤشر بلومبرغ للدولار الفوري بنسبة 0.1%.
  • تراجع اليورو بنسبة 0.2% إلى 1.0530 دولار
  • صعد الجنيه الإنجليزي بنسبة 0.2% إلى 1.2255 دولار.
  • لم يتغير الين الياباني تقريباً عند مستوى 136.71 ين مقابل الدولار.

العملات المشفرة

  • تراجعت بتكوين بنسبة 0.5% إلى 17099.03 دولار.
  • خسرت إيثر 1.3% من قيمتها مسجلة 1261.63 دولار.

السندات

  • تقدّم العائد على سندات الخزانة أجل 10 سنوات بمقدار 10 نقاط أساس إلى 3.58%.
  • ارتفع عائد سندات ألمانيا أجل 10 سنوات 11 نقطة أساس إلى 1.93%.
  • صعد عائد سندات بريطانيا أجل 10 سنوات بمقدار 9 نقاط أساس إضافية إلى 3.18%.

السلع

  • لم تشهد أسعار خام غرب تكساس الوسيط تغييراً يُذكر.
  • ارتفعت أسعار عقود الذهب الآجلة بنسبة 0.3% إلى 1807.30 دولار للأونصة.

الأميركيتان