"بلاكستون" تتلقى دعوة لشراء حصة في "بورصة لندن"

شعار "مجموعة بورصات لندن"، المملكة المتحدة.
شعار "مجموعة بورصات لندن"، المملكة المتحدة. المصدر: بلومبرغ
Chris Hughes
Chris Hughes

Chris Hughes is a Bloomberg Opinion columnist covering deals. Previously, he worked for Reuters Breakingviews, the Financial Times and the Independent newspaper.

تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

وقعت الجهة المالكة لـ"بورصة لندن" للتو على ما قد يبدو للوهلة الأولى صفقة شراء ضخمة مع شركة "مايكروسوفت". لكن هناك حبكة. تشتري "مايكروسوفت" أيضاً حصة 4% في "مجموعة بورصات لندن" من المساهم الرئيسي في الشركة البريطانية، وهو كونسورتيوم تقوده مجموعة "بلاكستون". يُعد الارتباط الاستراتيجي لشركة التكنولوجيا الكبيرة والبنية التحتية للأسواق المالية نصراً محظوظاً للشركة الأميركية المستحوذة.

تُعتبر "بورصة لندن" اليوم أكثر من مجرد مكان لتداول الأسهم. إذ تحوّل تركيزها إلى توفير مؤشرات الأسهم ومعلومات السوق- وهي خطوة تسارعت مع الاستحواذ بقيمة 27 مليار دولار على أعمال بيانات "ريفينيتيف" (Refinitiv) من كونسورتيوم تقوده "بلاكستون"، و"تومسون رويترز" في عام 2021.

تم الدفع للبائعين بواسطة أسهم "مجموعة بورصات لندن" كانت تخضع لقيود التداول. (تتنافس "بلومبرغ إل بي"، الشركة الأم لـ"بلومبرغ نيوز"، مع "ريفينيتيف" لتوفير الأخبار المالية والبيانات والمعلومات).

لماذا فشلت سوق لندن في منافسة "ناسداك" وأخواتها؟

يوم الإثنين الماضي، وافقت "مجموعة بورصات لندن" على إنفاق ما لا يقل عن 2.8 مليار دولار على خدمات "مايكروسوفت" على مدى السنوات العشر القادمة لتسريع الانتقال إلى السحابة. لربما قامت "مجموعة بورصات لندن" باستثمارات مماثلة قائمة على السحابة بغض النظر عن الترتيبات -ولا يزال بإمكانها التعامل مع موفري الخدمات السحابية الآخرين- لكن الاتفاق يضمن بوضوح حداً أدنى للإنفاق مع شركة "ريدموند" (Redmond) التي تتخذ من واشنطن مقراً لها.

أرباح مستقبلية

بالنسبة لمستثمري "مجموعة بورصات لندن"، فإن النفقات على المدى القريب أكثر وضوحاً من العائد المستقبلي. حددت الشركة التي تشغل البورصة إجمالي التكاليف الإضافية من 250 مليون جنيه إسترليني إلى 300 مليون جنيه إسترليني (306- 368 مليون دولار أميركي) من عام 2023 إلى 2025، مرجحة أن تكون مصروفات التشغيل أكثر من النفقات الرأسمالية. سيكون استرداد رأس المال على شكل أرباح موعودة "ملموسة" في الإيرادات. معنى ذلك أنه لن تظهر هذه الأرباح إلا بعد عام 2025.

الاتحاد الأوروبي يتبنى قواعد لتحفيز انتقال غرف المقاصة من لندن

تبدأ الشراكة باستخدام "مايكروسوفت أزور" كمنصة سحابية. بالإضافة إلى ذلك، تهدف الخطة إلى توفير وصول سهل إلى خدمات "مجموعة بورصات لندن" عبر تطبيقات "تيمز" و"365" التابعة لـ"مايكروسوفت"، التي توسعت قاعدة مستخدميها بشكل كبير خلال الوباء. ومن ثم تأمل "مجموعة بورصات لندن" في بيع خدماتها الحالية لمزيد من العملاء مع تطوير عروض جديدة تقدم أيضاً تحليلات. ترى "مايكروسوفت" أن الشراكة يمكن أن تولّد 5 مليارات دولار من العائدات الإضافية. من الواضح أن التزام "مجموعة بورصات لندن" هو مجرد بداية تلك الفرصة.

الجوانب الإدارية

الآن يجدر النظر في جوانب الإدارة غير العادية. ستحصل "بلاكستون" وشركاؤها على خروج مبكر لجزء من ثلث حيازتهم كجزء من التخفيف الشامل لشروط ترتيبات فترة حظر البيع. حصل هذا بحكم صدفة. ضع في اعتبارك أن صفقة "ريفينيتيف" كانت تبدو بالفعل واحدة من أنجح عمليات الاستحواذ على الإطلاق للشركة.

ثم هناك مقعد مجلس الإدارة. كما هو الحال مع الحصة، لا يتعين على "مايكروسوفت" وضع موظفيها في مجالس إدارة عملائها. يجب أن يأمل مساهمو "مجموعة بورصات لندن" أن تكون الخبرة مفيدة حيث تشرع الشركة في مشروع ضخم لتكنولوجيا المعلومات. إن الالتزام في "مايكروسوفت" كشريك استراتيجي يحفز بالتأكيد الشركة الأميركية العملاقة في مجال التكنولوجيا على الإنجاز: فمن الواضح أن "مجموعة بورصات لندن" الآن أكثر من مجرد عميل سحابي آخر.

هروب جماعي للشركات من بورصة لندن بسبب تكاليف الإدراج

ربما يساعد ذلك في تفسير رد الفعل الدافئ الذي تلقته أسهم "مجموعة بورصات لندن". فالانتقال إلى السحابة ليس بالأمر السهل، خاصة بالنسبة للأعمال التجارية التي بهذا التعقيد. في الوقت نفسه، تدفع الصفقة "مجموعة بورصات لندن" أكثر إلى اللحظة التي يكون لديها سجل أسهم مُركزاً بدرجة أقل. لكن سيظل كونسورتيوم "بلاكستون" يمتلك جزءاً كبيراً من الشركة بعد أن تنتهي فترات حظر البيع خلال السنوات القادمة. كل جهة تحتاج إلى هذا التحالف لإنجاز التزاماتها.