الأسهم الصينية تحتاج إلى أكثر من أنباء إعادة فتح الاقتصاد

مكاسب الأسهم تتراجع وسط مخاوف من تصاعد حالات الإصابة بفيروس كوفيد-19

راكب دراجة في بكين، الصين.
راكب دراجة في بكين، الصين. المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

أخذ الانتعاش الكبير الذي شهدته الأسهم الصينية في التلاشي، ما يشير إلى أن المستثمرين بحاجة إلى إجراءات تتجاوز أخبار إعادة فتح الاقتصاد لتغذية المرحلة التالية من ارتفاع سوق الأسهم.

بعد ارتفاع الأسهم بأكثر من 8% في 11 نوفمبر، تتراجع المكاسب اليومية في مقياس الأسهم الصينية المدرجة في بورصة هونغ كونغ بشكل يومي، على الرغم من تداول الأخبار المتزايدة بإعادة فتح الاقتصاد. لا تزال التقلبات التي شهدتها الأسهم من بين أعلى المعدلات على مستوى العالم ويظهر الاستراتيجيون تفاؤلاً حذراً بعد المكاسب السريعة التي حققتها.

كانت بيانات اليوم الخميس بمثابة تذكير آخر بالتحديات التي تواجهها الصين، حيث أظهرت الأرقام انكماشاً في مبيعات التجزئة والإنتاج الصناعي خلال الشهر الماضي مع ارتفاع عدد الإصابات. ومع اختفاء النشوة الأولية المحيطة بإعادة فتح البلاد الآن، ينتظر التجار نتائج اجتماع السياسة النقدية الرئيسي المقرر عقده هذا الأسبوع ويبحثون عن البيانات الاقتصادية والتنقل لتقييم إمكانات النمو في البلاد مع إعادة فتح الاقتصاد.

قال إيليا سبيفاك، رئيس الاقتصاد الكلي العالمي في "تيستي تريد" (TastyTrade) : "يشكك الناس فيما سيعنيه ذلك من حيث تحسين النشاط الاقتصادي نظراً إلى أن رفع قيود كورونا سيتزامن على الأرجح مع ارتفاع عدد الإصابات" .

تراجع مؤشر "هانغ سنغ" للشركات الصينية بنحو 4% حتى الآن خلال هذا الأسبوع حيث يجني المستثمرون أرباحاً بعد ارتفاعه بنحو 14% خلال الأسبوعين السابقين. كما تتأهب المؤشرات في بورصة "هونغ كونغ" لتتكبد أسوأ أداء أسبوعي منذ أكتوبر بعد تلميحات الاحتياطي الفيدرالي الأميركية باستمرار تشديد السياسة النقدية.

مخاوف الركود في أميركا تضغط على الأسهم الآسيوية.. وهونغ كونغ تفلت

تخفيف القيود

ارتفعت أسعار الأسهم المدرجة في بورصة "هونغ كونغ" بأكثر من 30% من أدنى مستوياتها الأخيرة تزامناً مع تخفيف ثاني أكبر اقتصاد في العالم سياسة "صفر كوفيد" المتشددة في نوفمبر. ومع ذلك، "فإن إعادة الفتح الكامل لاقتصاد البلاد قد يشهد تأخراً بسبب إصابة عدد كبير من العمال مع انتشار العدوى"، كما قال شارو تشانانا ، استراتيجي الأسواق في "ساكسو كابيتال ماركتس" (Saxo Capital Markets).

توقع الاستراتيجيون في "مورغان ستانلي" ومن بينهم مين داي وجيك تنغ كو يوم الثلاثاء أن يخفض المستثمرون تعاملاتهم على الأسهم التي ستستفيد من إعادة فتح الاقتصاد نظراً للزيادة الحادة في أعداد الإصابات.

ومع ذلك، لا يزال عدد كبير من مديري الأصول متفائلين بشأن الأسهم الصينية ويعتبرون الخسائر المحتملة على النمو الاقتصادي "مؤقتة". في هذه المرحلة، لا يزال الكثيرون يعتبرون أن أي تراجع تشهده سوق الأسهم هو بمثابة "فرصة شراء" في ظل ضعف تخصيص الأسهم للصين.

في هذا الإطار، قال "بي إن بي باريبا" (BNP Paribas) خلال عطلة نهاية الأسبوع، إنه يتوقع ارتفاع أسهم هونغ كونغ بأكثر من 10%. كما رأى بنك "إتش إس بي سي هولدينغز " (HSBC Holdings) : "مقاييس البر الرئيسي ستحقق مكاسب تتماشى مع تقديرات نمو الأرباح بنحو 19%".

الحذر يسود السوق

ومع ذلك، تعد مثل هذه التوقعات من استراتيجيي البنوك لعام 2023 متحفظة بالنسبة للسوق التي تحتاج إلى الارتفاع بمقدار الضعف تقريباً من المستويات الحالية للوصول إلى الذروة التي كانت عليها في 2021.

"لم نلاحظ حتى الآن أي تحسن في البيانات الاقتصادية أو ترقيات الأرباح، لذلك يبدو من السابق لأوانه بعض الشيء أن ندعو (للخروج) من هذه السوق"، وفقاً لما قاله شيتان سيث، محلل الأسهم في آسيا والمحيط الهادئ في "نومورا" هولدينغز" (Nomura Holdings) .

وقال البنك إن مؤشر "إم إس سي آي تشاينا" (MSCI China) قد يبلغ مستوى 71.5 نقطة قبل أن يعيد المستثمرون تقييم المزيد من التقدم، ما يشير إلى زيادة بنسبة 10% عن إغلاق الأربعاء.

قالت كريستينا وون، مديرة الاستثمار في الأسهم الآسيوية في "أبردن" (abrdn): "قد لا يكون تدفق الأخبار المتزايد كافياً للتسبب في ارتفاع مفاجئ آخر. فكما رأينا في عمليات إعادة الفتح الأخرى، فقد صعدت الإصابات في البداية وارتفعت حالات دخول المستشفيات أيضاً". وأضافت: "يجب أن نراقب كيف تدير الحكومة ذلك. فأي تراجع الآن سيكون سيئاً للتوجه كما أن السوق حذر جداً حيال ذلك".