أسبوع مضطرب لإيلون ماسك يدفع مستثمري "تسلا" إلى هاوية الخسائر

سهم الشركة تراجع 16% في آخر 5 جلسات وأداؤه كان الأسوأ منذ تفشي "كورونا"

إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لـ"تسلا"
إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لـ"تسلا" المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

ألقت "مخاطرة ماسك" بظلالها على سهم شركة "تسلا" لبعض الوقت حتى الآن، لكنَّها وصلت إلى مستوى آخر هذا الأسبوع، إذ أثار "الرئيس المتقلب" لشركة صناعة السيارات الكهربائية مزيداً من الجدل وأودى بأسهم الشركة إلى هاوية الانخفاض.

هوى سعر سهم "تسلا" بـ16% خلال الجلسات الخمس الماضية في أسوأ أسبوع له منذ تفشي الوباء في مارس 2020. وبالمقارنة؛ انخفض مؤشرا "إس أند بي 500" و"ناسداك 100" بأقل من 3%. يعد هذا الأداء أكثر سوءاً إذا عدنا أكثر إلى الوراء، عندما تراجعت الأسهم بـ43% حتى الآن خلال الربع الحالي، حيث خفّض أبرز محللي "وول ستريت" توقُّعاتهم بشأن الشركة المملوكة لإيلون ماسك وصناعة السيارات الكهربائية ككل.

كان زخم النشاط المحيط بـ"ماسك" و"تسلا" الأسبوع الماضي هائلاً. فقد دفعت عملية البيع الشركة إلى ما دون القيمة السوقية البالغة 500 مليار دولار لأول مرة منذ أكثر من عامين. وخفّض كل من "غولدمان ساكس" و"آر بي سي كابيتال" (RBC Capital) أهدافهما السعرية بالنسبة إلى السهم. بعد ذلك أثار "ماسك" الدهشة عندما باع ما يقرب من 3.6 مليار دولار من أسهم "تسلا"، ربما للمساعدة في إعادة تمويل الديون من شرائه لشركة "تويتر".

بالإضافة إلى ذلك، سقط "ماسك" من قمة مؤشر "بلومبرغ للمليارديرات"، مما يعني أنَّه لم يعد الشخص الأغنى في العالم. وزادت إدارته المثيرة للجدل من قواعد وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بـ"تويتر"، والتي أفسدت بعض قاعدة عملاء "تسلا"، يوم الخميس، عندما علّق حسابات "تويتر" لصحافيين معروفين في مؤسسات إعلامية، مثل "نيويورك تايمز" و"واشنطن بوست".

3.95 مليار دولار قيمة أسهم باعها ماسك في "تسلا" منذ شراء "تويتر"

قالت كاثرين فاديس، كبيرة مديري المحافظ في "فيرنوود إنفستمنت مانجمنت" (Fernwood Investment Management): "أعتقد أنَّ السهم سينخفض فقط من هذا المستوى. فقد أضر إيلون ماسك بسمعته من خلال نشاطه على (تويتر) وتدفق الأخبار السلبية."

في ظل استمرار المخاوف المتزايدة بشأن الاقتصاد والركود العام المقبل؛ من المرجح أن تصبح النظرة قاتمة حول "تسلا"، فالطلب يمكن أن يتضاءل على سياراتها الكهربائية باهظة الثمن، حيث يدفع التضخم المرتفع وزيادات أسعار الفائدة إلى استنزاف الطلب من قِبل المستهلكين الذين يُحجمون عن الإنفاق على سلع مُكلّفة. من المحتمل أن يدفع شبح التباطؤ المستثمرين في الأسهم إلى البحث عن الأمان في عمليات الشراء المستقرة بدلاً من أسهم النمو مثل "تسلا".

أضافت "فاديس": "عندما يكون لديك سهم قوي النمو يعتمد على التوقُّعات السابقة لعصرها بسنوات؛ فإنَّ الثقة مهمة للغاية، وبمجرد كسرها، يمكن أن ينهار السهم مع انحسار الدعم".

"تسلا" فقدت نصف قيمتها في عام بسبب مبيعات إيلون ماسك

مخاطر السيارات الكهربائية

بناءً على تقييم "تسلا" وحده، من المحتمل أن يكون هناك مجال لمزيد من الانخفاضات. فالشركة بقيمتها السوقية الحالية البالغة 474 مليار دولار،

ما تزال تتفوق على أفضل شركات تصنيع السيارات العالمية. ويتم تداول أسهمها بأرباح آجلة تعادل 36 مرة، مقارنة بمتوسط مضاعفات من رقم واحد فأكثر لشركات "جنرال موتورز" و"فورد" و"هوندا"، بالإضافة إلى شركة "تويوتا". فضلاً عن أنَّ "تسلا" تتجاوز متوسط نسبة السعر إلى الأرباح ضمن مؤشر "ناسداك 100" البالغ نحو 22 نقطة.

هناك مخاطر على السهم تتجاوز التقييم والمخاوف من أنَّ "ماسك" منشغل للغاية بالتغييرات في "تويتر".

في وقت سابق من هذا الأسبوع، حذر آدم جوناس، المحلل في "مورغان ستانلي"، من أنَّ مكابح الطلب على السيارات الكهربائية كانت "صاخبة" للغاية مع ارتفاع الأسعار بسبب زيادة تكاليف المواد الخام، مما أدى إلى بلوغ القدرة على تحمّل التكاليف نقطة الانهيار. خفّض "جوناس" توقُّعاته لمعدل تبني السيارات الكهربائية في الولايات المتحدة حتى نهاية العقد. من جانبه، تحدث مارك ديلاني المحلل في "غولدمان ساكس" بوجهة نظر مماثلة، إذ قال إنَّ المؤشرات الكلية المعتدلة في العديد من المناطق، وتخفيضات الأسعار الأخيرة في "تسلا" تشير إلى أنَّ ديناميكية العرض والطلب العالمية أصبحت الآن أكثر سهولة بالنسبة إلى الشركة.

"تسلا" تسجل مبيعات أقل من المتوقع بسبب مشاكل الإنتاج والدولار

من جهتها، قالت إيفانا ديليفسكا، كبيرة مسؤولي الاستثمار في شركة "سبير إنفست" (SPEAR Invest): "نتوقَّع أن يكون عام 2023 صعباً بالنسبة إلى القطاع حيث يقابل تباطؤ الطلب زيادة كبيرة في العرض". لم تعد "تسلا" لاعباً مميزاً بعد الآن، وبالتالي؛ ستبدأ في مواجهة التقلبات الدورية تماماً شأنها شأن شركات تصنيع السيارات الأخرى. وعلاوة على ذلك؛ تبيع "تسلا" في سوق السلع الفاخرة للطبقة المتوسطة، والتي قد تكون الأكثر تضرراً على نحو خاص.