عام 2022 لم يترفق بسهم "تسلا".. و"إكسون" تلحق به

بعد شهرين من طرح ماسك احتمال ارتفاع قيمة الشركة إلى 4 تريليونات دولار انكمش التقييم إلى ما يقرب من ثُمن ذلك

إيلون ماسك الرئيس التنفيذي لشركة تسلا
إيلون ماسك الرئيس التنفيذي لشركة تسلا المصدر: بلومبرغ
Liam Denning
Liam Denning

Liam Denning is a Bloomberg Opinion columnist covering energy, mining and commodities. He previously was editor of the Wall Street Journal's Heard on the Street column and wrote for the Financial Times' Lex column. He was also an investment banker.

تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

منذ شهرين فقط، تكهن إيلون ماسك أنَّ شركة "تسلا" ستبلغ قيمتها في نهاية المطاف ضعفي قيمة شركة الزيت العربية السعودية "أرامكو"، وهي أكبر شركة مدرجة في العالم، إذ بلغت رسملتها السوقية (حينها) 2.1 تريليون دولار. مثلما تبيّن، فالمقارنة الأقوى صلةً هي مع شركة نفط رئيسية أخرى أصغر قليلاً.

الرسملة السوقية لـ"تسلا" و"إكسون موبيل"

لم يكن هناك مفر من رمزية تخطي الزيادة الكبيرة في رسملة "تسلا" السوقية لرسملة "إكسون موبيل"، أحد عمالقة كبار النفط، في يونيو 2020. بحلول بداية العام الجاري، كانت "تسلا" أكبر 350% من "إكسون". لكن وقعت الكثير من الأحداث خلال الـ12 شهراً (تقريباً) الفاصلة، وخصوصاً في الشهرين الماضيين.

"إكسون" تعيد شراء أسهم بقيمة 50 مليار دولار بعد أرباح قياسية

غزت روسيا أوكرانيا، مما أصاب أسواق النفط بالجنون (وهو أمر جيد لـ"إكسون"). ثم غزا ماسك منصة "تويتر"، وهذا ما أصاب الجميع بالجنون (وهو ليس من الجيد لـ"تسلا"). مساء الخميس الماضي، شهدت المنصة المزيد من الاضطرابات، إذ علّق ماسك حسابات عدد من الصحفيين لأسباب مشكوك فيها، ونشر، بصيغته الفريدة، مصطلح "إحداثيات الاغتيال".

اليوم، "تسلا" أكبر من "إكسون" بـ16% فقط. من الممكن المبالغة في الرمزية. لم ينتهِ استهلاك النفط في 2020، ولا تتجه المركبات الكهربائية إلى الزوال اليوم. برغم ذلك، على مدار الأشهر الـ30 تلك، من الجدير بالملاحظة أنَّ إعادة تأهيل "إكسون" تدين ببعض الفضل إلى النجاح غير المرجح لصندوق تحوط ناشط.

استفاد صندوق "إنجين نمبر وان" (Engine No. 1) من خيبة أمل المستثمرين في إنفاق "إكسون" المرتفع وعائداتها الضعيفة للدفع بتغييرات في مجلس الإدارة والاستراتيجية. يفسر انتعاش النفط صعود أسهم "إكسون" بشكل كبير منذ ذلك الحين، لكنَّ تجديد انضباط رأس المال كان يحمل أهمية أيضاً. وصل السهم لأعلى سعر له على الإطلاق الشهر الماضي.

قرارات ماسك ترهق "تسلا"

في ظروف عادية، ربما يتقبل المرء احتمال أن يهاجم مستثمر نشط"تسلا" اليوم. تبخرت قيمة تساوي نحو 740 مليار دولار من "تسلا" خلال فترة بلغت أكثر من عام بقليل. دفع الرئيس التنفيذي، على كل ما اشتُهر به من عبقرية، أكثر من اللازم في "تويتر"، وحاول التهرب من الصفقة، ثم اضطر لشراء المنصة.

وفي تلك الأثناء، باع ماسك الكثير من أسهم "تسلا" وربما يضطر لأخذ قروض بضمان بعض ما تبقى من حصته لإعادة تمويل ديون "تويتر". يخاطر ماسك أيضاً بإرهاق علامة "تسلا" التجارية بما يبدو أنَّه يمثل رغبته المريضة في الاستفزاز على المنصة. لقد تباهى ماسك أنَّ "تسلا" لا تدفع أبداً للدعاية، وأنَّها ربما تحصل الآن على دعاية مجانية أكثر مما حصلت عليه من قبل على الإطلاق – لكن ربما ذلك ليس النوع الأفضل من الدعاية.

إيلون ماسك يبيع أسهماً في "تسلا" بقيمة 3.6 مليار دولار

لا يساعد ذلك الأمر بشكل خاص، في وقت تضطر "تسلا" فجأة فيه إلى القيام بما يفعله صنّاع السيارات العاديين دوماً؛ كخفض الإنتاج وتقديم حوافز للتعامل مع تراجع الطلب. في الوقت الحالي، يطلق المنافسون منذ فترة طويلة طرازات كهربائية خاصة بهم تحظى بقبول واسع.

اختلافات "تسلا" و"إكسون"

لكنَّ "تسلا" ليست "إكسون". تملك "إكسون" مجلس إدارة يعمل وتتفاعل معه، وبرغم أنَّه يملك سلطة ليست هينة، لا يمكن لشخص أن يقول إنَّ مصير الشركة مرتبط ارتباطاً لا ينفصم بمصير رئيس مجلس إدارة الشركة ومديرها التنفيذي، دارين وودز.

"تسلا" فقدت نصف قيمتها في عام بسبب مبيعات إيلون ماسك

برغم أنَّ حصة ماسك في الشركة انخفضت إلى قرابة 13%، فإنَّ ذلك الرقم لا يحمل صلة في أغلبه. اسم ماسك مرادف لاسم "تسلا"، وقد لعبت الثقة في عبقريته دوراً حيوياً في وصول "تسلا" إلى ما أصبحت عليه؛ فهو يصبح موضع احتفاء عندما تنجح الشركة ويجري الاستعانة به في مواجهة أي عائق. ماسك هو السند الأكبر لـ"تسلا"، وأكثر خطراً عليها في الوقت نفسه.

مسعى لا جدوى منه

إلى جانب فتح المجال لرد الفعل السلبي على الإنترنت الذي لا مفر منه، فإنَّ أي مستثمر نشط يسعى لتغيير تفكير ماسك، يبذل جهداً في مسعى لا جدوى منه، وأي مستثمر نشط يسعى لإبعاده عن منصبه سيضطر للتساؤل: ما هي القيمة الفعلية لأي صانع سيارات مُجرّد من الهالة التي تحيط بماسك؟

يصل ذلك بنا إلى المشكلة الحقيقية التي تواجه مستثمري "تسلا" اليوم. بعيداً عن الرمزية؛ فإنَّ النسبة إلى "إكسون" لا تعني أي شيء. الاعتبار الأقرب للأمر هو كيف يقارَن تقييم "تسلا" بالسوق الأوسع نطاقاً.

ماسك توقع نهاية عام ملحمية لـ"تسلا".. فماذا تقول الأرقام؟

يعكس الهبوط الكبير في أسهم "تسلا" خلال العام الجاري انهياراً في سعر السهم خلال التعاملات المستقبلية/مضاعف الربحية لأكثر من 130 مرة إلى 29 مرة. أدى ذلك إلى انخفاض العلاوة السعرية مقارنة بمؤشر "ستاندرد آند بورز 500" من 524% إلى 70%.

هالة "ماسك" ما تزال براقة

لذا؛ فإنَّ سعر السهم أرخص. لكن ليس من السهل وصف علاوة سعرية قدرها 70% بأنَّها رخيصة؛ خبت الهالة المحيطة بماسك، برغم أنَّها ما تزال براقة. "لست أرى وارن بافيت يسارع للشراء بهذه الأسعار، فلنقلها على هذا النحو".

أتعلم من لا يسارع بالشراء أيضاً؟ ماسك. لم ينقضِ سوى شهرين على طرحه احتمال ارتفاع تقييم "تسلا" لأكثر من 4 تريليونات دولار، ومنذ ذلك الحين؛ انكمش التقييم إلى ما يقرب من ثُمن ذلك. لكنَّ ماسك اختار هذا الأسبوع – انتبه، فهو قبل نهاية فصل غائم بفترة بسيطة – للتخلص من أسهم تبلغ قيمتها 3.6 مليار دولار، مما من المفترض أن يكون، بمنطقه، السهم الذي ما تزال قيمته في انخفاض.

إذا قرر مساهمو "تسلا" تصديق أفعاله، بدلاً من أقواله (أو تغريداته)، ما تزال هناك مساحة كبيرة لانخفاض تلك العلاوة السعرية أكثر.