إضرابات الممرضين والمسعفين تفاقم أزمة القطاع الصحي البريطاني

الحكومة تستعين بقوات الجيش لتحل مكان المسعفين وعناصر شرطة الحدود المضربين

طابور من سيارات الإسعاف خارج قسم الطوارئ في مستشفى لندن الملكي.
طابور من سيارات الإسعاف خارج قسم الطوارئ في مستشفى لندن الملكي. المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تشهد هيئة الخدمات الصحية الوطنية في بريطانيا أزمة متفاقمة هذا الأسبوع، حيث يستعد قطاع التمريض وعمال الإسعاف لتنظيم إضراب والتهديد بإجراء سلسلة من الإضرابات لأشهر قادمة.

دعا الممرضون إلى إضراب يوم الثلاثاء بعد إضراب أولي الأسبوع الماضي. لدى الكلية الملكية للتمريض تفويض من الأعضاء لمواصلة تحركاتها لمدة ستة أشهر ما لم تُرفع الأجور، على الرغم من أنهم "لا يرغبون برؤية إضرابات مطولة"، وفقاً لما قالته باتريشيا ماركيز، مديرة المجموعة في إنجلترا، لـ"تايمز راديو".

القطاع الصحي في بريطانيا يدخل غرفة الإنعاش بأزمة هي الأكبر في تاريخ البلاد

سينضم عمال الإسعاف إلى إضراب الممرضين يوم الأربعاء، حيث يستعد الجيش لإرسال 600 سائق و150 شخصاً من موظفي الدعم لملء الفراغ. كما سيحل 625 عسكرياً آخر مكان شرطة الحدود خلال موسم الأعياد المجيدة.

تضاف الإجراءات المشتركة، التي اتخذها الممرضون وعمال الإسعاف إلى أزمة متنامية في هيئة الخدمات الصحية الوطنية، التي تعاني نقصاً في عدد الموظفين وقوائم انتظار طويلة للعمليات. حيث تواجه المملكة المتحدة اضطرابات عمالية على جبهات متنوعة خلال موسم العطلات، حيث يتخذ عمال البريد والنقل وغيرهم من العمال إجراءات مماثلة أيضاً.

خلال الأسبوع الماضي، أفاد الممرضون الذين يعتزمون الإضراب لـ"بلومبرغ نيوز" أنهم يلجأون إلى بنوك الطعام أو يأكلون طعاماً مخصصاً لمرضاهم، حيث يتقاضون رواتب تبدأ من 27,055 جنيها إسترلينياً (33,300 دولاراً) أو 32,466 جنيها إسترلينياً للمؤهلين حديثاً داخل لندن.

التضخم عدو الأجور

من جهته، حث ماكس بلين المتحدث باسم رئيس الوزراء ريشي سوناك، العاملين في هيئة الخدمات الصحية الوطنية على التخفيف من حدة موقفهم. وقال للصحفيين يوم الإثنين "نتوقع في ظل الوضع الراهن، اضطراباً في كلتا الحالتين، لكن لا يزال من مصلحة النقابات أن تتراجع عن موقفها". وأضاف: "نعتقد اعتقاداً راسخاً أن التضخم هو أكبر عدو يلتهم حزمة أجور الموظفين" ، مُشيراً إلى أن حكومته لا ترغب في "تضمين" التضخم في زيادات الأجور التي تواكبه.

في هذا الإطار، قام ستيف باركلي، وزير الصحة، بجولة في مستشفى "كينجز كوليدج" King’s College)) في لندن يوم الإثنين، حيث واجهته والدة طفلة تبلغ من العمر ثلاث سنوات مصابة بالتليف الكيسي، حيث أخبرته أنها شاهدت كيف يعمل الموظفون بجد ولساعات طويلة".

مع ذلك، خلال الزيارة، أكد أن الحكومة لن تتراجع عن العرض الذي أعلنت عنه في يوليو والذي يقر بزيادة متوسط أجر الممرضين بنحو 4%. بينما تطلب الكلية الملكية للتمريض زيادة بنسبة 19% ، ما يُعتبر أعلى بمقدار 5 نقاط مئوية من التضخم كما تم قياسه بواسطة مؤشر أسعار التجزئة.