"المركزي التركي" يبقي الفائدة دون تغيير بعد تخفيضات حادة

من المتوقع أن تؤدي سياسة التيسير النقدي إلى مزيد من ضعف الليرة وارتفاع الأسعار

بائع متجول أمام مسجد والدة السلطان في مدينة إسطنبول، تركيا، يوم 17 أغسطس 2018.
بائع متجول أمام مسجد والدة السلطان في مدينة إسطنبول، تركيا، يوم 17 أغسطس 2018. المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

أبقى البنك المركزي التركي أسعار الفائدة دون تغيير للمرة الأولى منذ خمسة أشهر، ملتزماً بالوعد الذي أطلقه بأن دورة التخفيضات قد انتهت.

أبقت لجنة السياسة النقدية بقيادة محافظ البنك شهاب كافجي أوغلو، سعر الفائدة عند 9% اليوم الخميس، بما يتماشى مع التوجه الذي أعلنت عنه الشهر الماضي، وبما يتطابق أيضاً مع توقعات جميع الاقتصاديين الذين استطلعت بلومبرغ آراءهم.

قالت اللجنة في بيان: "بالنظر إلى المخاطر المتزايدة المتعلقة بالطلب العالمي، ترى اللجنة أن معدل السياسة الحالي مناسب".

البنوك التركية توفر أرخص قروض في العالم لعدد قليل من الشركات

يمهد القرار الطريق أمام مرحلة جديدة من محاولة تحفيز النمو الاقتصادي قبل الانتخابات التي ستُجرى في غضون ستة أشهر، حتى مع بقاء التضخم قرب أعلى مستوياته في ربع قرن. بعد أن أعاد صانعو السياسة النقدية أسعار الفائدة إلى خانة الآحاد كما طلب الرئيس رجب طيب أردوغان، أشار الرئيس التركي إلى أن تكلفة الأموال الآن باتت منخفضة بما يكفي لتشجيع الاستثمار.

استجاب كافجي أوغلو لدعوات أردوغان، متحدياً الأعراف الاقتصادية في عام شهد تشديداً نقدياً حول العالم هو الأكثر حدة منذ عقود. خفّض البنك المركزي أسعار الفائدة بمقدار 500 نقطة أساس على أربع جولات منذ أغسطس، في وقت بلغ فيه معدل التضخم 80%.

السياسة النقدية وقبضة أردوغان

كان النهج غير التقليدي هو السمة المميزة لفترة حكم أردوغان، حيث شدّد قبضته بشكل متزايد على السياسة النقدية في السنوات الأخيرة، حيث أقال ثلاثة محافظين للبنك المركزي لعدم التزامهم بخطه وتوجهاته.

السياحة تدفع فجوة حساب تركيا الجاري إلى أدنى مستوى في 2022

رأي بلومبرغ إيكونوميكس

"سياسة التيسير النقدي التي يعتمدها البنك المركزي حالياً، ستضعف الليرة وتزيد من ضغط زيادات الأسعار. سيحاول البنك احتواء هذه التداعيات السلبية من خلال الاعتماد على أدوات بعيدة عن سعر الفائدة، مثل ما قام به حتى الآن من توجيه القطاع المالي نحو الأصول والالتزامات القائمة على الليرة، مع تفضيل الإقراض للمصدّرين. نتوقع أيضاً أن يواصل البنك المركزي تدخلاته في سوق العملات".

- سيلفا بحر بازيكي، خبير اقتصادي تركي

تبدو التوقعات المستقبلية للأسعار الآن، أقل خطورة. تباطأ التضخم في نوفمبر للمرة الأولى منذ أكثر من عام ونصف العام، حيث يعود الفضل في ذلك وبدرجة كبيرة إلى القاعدة الإحصائية المرتفعة التي اعتمدت في 2021.

يتوقع البنك المركزي أن يسجل التضخم معدل 65% مع نهاية العام الجاري. إلا أن هذه التوقعات، لا تزال أعلى بـ13 مرة من المعدل المستهدف الرسمي. يعتقد أردوغان أن التضخم سينخفض إلى 40% في الأشهر المقبلة.

98 مليار دولار لدعم العملة

في ظل عدم وجود ما يمنع عمليات البيع في السوق، لجأ البنك المركزي بدلاً عن ذلك إلى تدابير هامشية وإلى التدخل في سوق العملة، والذي قدّرت "بلومبرغ إيكونوميكس" حجمه منذ بداية العام وحتى أكتوبر، بـ98 مليار دولار، لدعم الليرة.

مع ذلك، لا تزال الليرة التركية واحدة من بين الأسوأ أداءً في الأسواق الناشئة.

خلال الوقت المتاح قبل الانتخابات المزمعة، تتمثل أولوية أردوغان في الدفع والنهوض به. ولهذا السبب، أعلن هذا الأسبوع عن حزمة قروض رخيصة بقيمة 11 مليار دولار مدعومة من الحكومة، تستهدف الشركات الصغيرة والمتوسطة.

كذلك، وحرصاً على حماية الأُسر من ارتفاع تكاليف المعيشة، قدم أردوغان برامج مساعدات ومشروعات إسكان ميسور التكلفة، وفواتير خدمات مدعومة. وأعلن اليوم الخميس أن الحد الأدنى للأجور في تركيا سيرتفع بنسبة 55% في عام 2023.

لكن الرئيس التركي يعلّق إلى حد كبير نجاح حملته على أسعار الفائدة المنخفضة.

قال أردوغان لنواب حزبه الحاكم في كلمة له الأربعاء: "نريد أن يقوم المستثمرون بالاستثمار. المعدل الآن عند 9%.. استثمروا الآن".