بالتوازي مع انتشار اللقاحات.. ما هي الأدوية الأكثر فاعلية في علاج مصابي كورونا؟

إضافة بيانات جديدة من تجربة بريطانية كبيرة إلى الأدلة التي تشير إلى أن البلازما قد لا تحدث فرقًا في علاج Covid-19
إضافة بيانات جديدة من تجربة بريطانية كبيرة إلى الأدلة التي تشير إلى أن البلازما قد لا تحدث فرقًا في علاج Covid-19 المصور: Alex Edelman / AFP عبر Getty Images
Sam Fazeli
Sam Fazeli

Sam Fazeli is senior pharmaceuticals analyst for Bloomberg Intelligence and director of research for EMEA.

تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

مع وصول لقاحات كوفيد-19 إلى الأسواق، تركز جهود مكافحة الجائحة على تلقيح أكبر عدد ممكن من الناس في أسرع وقت ممكن، إلا أن تفشي المرض ما يزال مستعراً في جميع أنحاء العالم، مع تسجيل الآلاف من الإصابات الجديدة يومياً، حيث ترزح الأنظمة الصحية تحت ضغط شديد لرعاية المرضى، وهو واقع سيستمر لبعض الوقت. كما تستمر الجداول الزمنية للقاحات في التمديد أكثر فأكثر. ومع أخذ ذلك بعين الاعتبار، فقد حان الوقت لتقييم ما وصلنا إليه في علاج المرض. والإجابة المختصرة هي أن هناك تقدماً، إلا أنه متباين.

وعلى مدار أشهر، استخدم عقار ديميدسفير وعقار ديكثاميثازون من شركة "غيلياد للعلوم" (Gilead Sciences Inc) في خطوط العلاج الأولى بعد أن ثبت أنهما يقللان من الإقامة في المستشفى ويحسنان سرعة التعافي.

ومع ازدياد معرفتنا بفيروس كوفيد-19، فإن المزيد من العلاجات - بما في ذلك بعض العلاجات التي أثارت شكوك الأطباء والعلماء في البداية - أثبتت فعاليتها ونجاعتها في ظروف معينة؛ في حين لم يكن البعض الآخر منها فعالاً، مثل بلازما المتعافين. وإليكم لمحة عن هذه العلاجات:

" توسي" (Toci):

يُظهر الآن اثنان من عقاقير علاج التهاب المفاصل اللذان فشلا سابقاً في علاج كوفيد-19 (وهما "tocilizumab" التابع لشركة "روش القابضة" و"sarilumab" التابع لشركة "سانوفي تأثيراً مفيداً في المساعدة على تقليل بعض الأعراض لدى بعض المرضى. ويبدو أن توقيت استخدام العقارين جوهري هنا، حيث تأتي أحدث البيانات من تجربة شملت مرضى عولجوا في غضون 24 ساعة من احتياجهم إلى رعاية المستشفى في وحدة العناية المركزة. وفي الواقع، خفّض العقاران معدل الوفيات، مما يشير إلى إنقاذ سبع أو ثماني أرواح لكل 100 شخص يتم علاجهم. ونأمل أن يتم تأكيد هذه البيانات في تجربة التعافي الرائدة والأكبر التي تجري حالياً في المملكة المتحدة، حيث استخدم عقار "توسي" لعلاج أكثر من 3,000 من أصل ما يزيد على 28,000 مشارك، وستوفر هذه التجربة بيانات أكثر واقعية حول العقار، حيث ستتيح الحصول على موافقات عالمية خارج بريطانيا.

"بام-بام" (bam-bam):

هناك عقاقير جديدة طورتها شركة "إيلي ليلي وشركاه" (Eli Lilly & Co) و"ريغينيرون" (Regeneron)، وهي جزء من مجموعة واعدة من العلاجات تسمى الأجسام المضادة أحادية النسيلة التي تحاكي استجابة الجسم للعدوى. وكان عقار "bamlanivimab" الذي أنتجته شركة "ليلي" والمعروف باسم "بام-بام"، أول من حصل على ترخيص إدارة الغذاء والدواء لاستخدامه في حالات الطوارئ، حيث حصل العلاج الذي طورته الشركتان على الموافقة من أجل علاج المرضى المعرضين لمخاطر عالية وذلك بهدف المساعدة في منع دخولهم المستشفى. وكانت إحدى العقبات التي تحول دون اعتماد هذه الأدوية هي القضايا اللوجستية المتعلقة بإعطائها - حيث ينبغي إعطاؤها للمريض باستخدام معدات حقن متخصصة. وتفاقمت هذه الصعوبات في حالة عقار "بام-بام" بسبب ظهور قصة مربكة مرتبطة بمسألة الفعالية وتعليقات غير مشجعة حول العقار في إرشادات علاج كوفيد-19 الصادرة عن المعاهد الوطنية للصحة، مما أدى إلى تراكم الجرعات على أرفف المستشفيات. وقد يكون هذا الوضع على وشك التغيير، بالنظر إلى قراءة مبكرة من دراسة "مايو كلينيك" (Mayo Clinic) شملت 2,000 مريض، حيث تبين أن استخدام "بام-بام" يقلل من دخول المستشفى وزيارات غرفة الطوارئ بنسبة 70٪. وهناك أيضاً مؤشرات على انخفاض معدل الوفيات. وعندما يتم نشر البيانات من هذه الدراسة، فمن المرجح أن يؤدي ذلك إلى زيادة الاهتمام باستخدام "بام-بام"، وربما علاج "ريغينيرون" بالأجسام المضادة أيضاً. ومع ذلك، ما زلتُ حذراً بشأن الاستخدام الواسع لهذه الأدوية، وذلك بسبب المخاطر التي قد تُسرع من تطوير طفرات مقاومة في الفيروس، والتي قد تؤثر أيضاً على المناعة التي يسببها اللقاح، على الرغم من ضعف احتمال حدوثها.

البلازما:

عانت بلازما المتعافين، التي كانت مصدر أمل في الأيام الأولى للجائحة، الكثير من الإخفاقات اللاحقة والتساؤلات حول استخدامها. وفي حين أنها ليست عقاراً في حد ذاتها، فمن المفترض أن تعمل بطريقة مماثلة للأجسام المضادة وحيدة النسيلة، حيث تُعطي المرضى مناعة جاهزة باستخدام زجاجة تحتوي بلازما مليئة بالأجسام المضادة للفيروس مأخوذة من المرضى المتعافين. وكانت مشكلة المحاولات السابقة في إظهار فائدة هذا النهج هي الافتقار إلى التقييس واستخدامه في الوقت الخطأ. ثم أثارت البيانات الحديثة الواردة من تجربة أجريت في الأرجنتين الآمال أنه إذا استخدمت البلازما بكميات كبيرة من الأجسام المضادة في وقت مبكر بما فيه الكفاية، وذلك عندما تكون العدوى نفسها ما تزال نشطة، فإنها تحدث فرقاً. ولسوء الحظ، حدثت منذ ذلك الحين نكسة أخرى، وهذه المرة خطيرة للغاية، حيث كانت تجربة التعافي المذكورة أعلاه في المملكة المتحدة تقارن علاج "ريغينيرون" بالأجسام المضادة وبلازما المتعافين بالرعاية القياسية دون تلك العلاجات في مجموعة كبيرة جداً من المرضى، مما يجعل البيانات وتحليلها الإحصائي قويين للغاية. وأظهرت النتائج الصادرة يوم الجمعة من التجربة عدم وجود فرق في معدل وفيات أولئك الذين يتلقون البلازما والذين يتناولون الدواء الوهمي. وما زلنا بحاجة إلى رؤية البيانات بشكل منشور حتى نتمكن من الحكم على ما إذا كانت هناك أية تفسيرات محتملة أخرى للنتيجة. ولكن إذا كانت النتيجة واضحة، فهذا يعني على الأقل أنه لن يكون هناك المزيد من إضاعة الوقت والمال على علاج المرضى بعلاج غير فعال يحمل بعض المخاطر. وبطريقة ما، يمكن النظر إلى النتيجة السلبية على أنها خطوة إلى الأمام في شحذ علاجات كوفيد-19.

وقد تكون نهاية الجائحة تلوح في الأفق، بافتراض أنه يمكننا التحكم في العدوى وتطوير متغيرات جديدة، ولكن ما يزال أمامنا عدة أشهر حتى نصل إلى تلك المرحلة. ولحسن الحظ، كلما تعلمنا أكثر، عرفنا بشكل أفضل العلاجات المفيدة وكيفية استخدامها، وبالتالي فإن ترسانة العلاجات تنمو، ويمكننا الاستفادة من أية مساعدة نستطيع الحصول عليها في هذا المجال.