أسعار الغاز في أوروبا تهبط لأدنى مستوى أسبوعي منذ سبتمبر

أشخاص يصطادون قبل الغروب. تتجه أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا إلى أكبر انخفاض أسبوعي منذ سبتمبر، متأثرة بالطقس المعتدل خلال فترة العطلة.
أشخاص يصطادون قبل الغروب. تتجه أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا إلى أكبر انخفاض أسبوعي منذ سبتمبر، متأثرة بالطقس المعتدل خلال فترة العطلة. المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تتجه أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا إلى تحقيق أكبر انخفاض أسبوعي منذ سبتمبر، مدفوعةً بالطقس الدافئ الذي يُتوقع أن يستمر في معظم أنحاء المنطقة خلال موسم العطلات.

تراجعت أسعار العقود الآجلة القياسية بنسبة تصل إلى 8.8% في تداولات ضعيفة ما قبل عيد الميلاد، وهي أقل بأكثر من 25% خلال الأسبوع. يُتوقع لدرجات الحرارة عبر مناطق من أوروبا أن تتجاوز المتوسط حتى أوائل يناير، وقد تشهد أجزاء من وسط وجنوب أوروبا درجات حرارة دافئة غير موسمية. كما يساعد توافر مخزونات أكثر من المعتاد من الغاز الطبيعي المسال والتباطؤ المعتاد في الطلب الصناعي في نهاية العام على دفع الأسعار إلى التراجع.

ومع ذلك، يراقب التجار عن كثب فرق أسعار المنطقة مع آسيا، حيث يمكن أن ينتهي الأمر بشحنات الغاز الطبيعي المسال الفورية هناك، إذا كانت أكثر ربحية. تهدد عاصفة شتوية قد تضرب مساحات شاسعة من الولايات المتحدة بتعطيل صادرات الغاز الطبيعي المسال مؤقتاً من ساحل الخليج، ما قد يؤثر على السوق الأوروبية خلال الأيام المقبلة.

أسعار الغاز الأوروبي تهبط لأدنى مستوى منذ يونيو مع وفرة المعروض

طقس معتدل

أشار المحللون في شركة التداول "إنرجي دانمارك" (Energi Danmark ) في مذكرة إلى أن استمرار هبوط درجات الحرارة قد يُعوض عن العوامل الأخرى"، بما في ذلك عاصفة القطب الشمالي التي تضرب الولايات المتحدة. "مع استمرار ارتفاع معدلات التخزين، من الصعب على العوامل الأخرى أن تحد من استمرار تراجع أسعار الغاز".

تداولت أسعار عقود الغاز في السوق الهولندية (TTF)، وهي معيار أوروبي فوري، بنسبة 8.1% عند 84.45 يورو للميغاواط/ساعة عند الساعة 10:49 صباحاً في أمستردام، وهو أدنى مستوى تصل إليه خلال اليوم منذ 14 يونيو. بينما تراجع العقد المكافئ له بالمملكة المتحدة بنسبة 8%، متجهاً بذلك إلى تكبد أكبر خسارة أسبوعية منذ أوائل سبتمبر.

سقف أسعار الغاز في أوروبا قد يضبط تقلب الأسواق في آسيا

سقف الأسعار

قد تساعد الرياح القوية في أجزاء من أوروبا على تقليل الطلب على الغاز أيضاً. حيث يُتوقع أن يصل توليد طاقة الرياح في بريطانيا إلى مستويات شبه قياسية في أوائل الأسبوع المقبل، وكذلك في بداية يناير.

لكن هناك بعض المخاطر المحتملة من أن تقطع روسيا إمدادات الغاز الصغيرة التي ما تزال ترسلها إلى أوروبا بعد القيود الشديدة التي فرضتها في وقت سابق من هذا العام. تسبب ذلك في ارتفاع أسعار الطاقة إلى مستويات قياسية، وضرب الاقتصادات، ودفع معدل التضخم إلى أعلى مستوى له منذ عقود. إذا كان سقف الأسعار، الذي خطط الاتحاد الأوروبي لفرضه، ينتهك الصفقات بين شركة "غازبروم" ونظرائها، فإن روسيا قد تحتفظ بالحق لتقرير خياراتها بشأن الالتزام بهذه العقود، وفقاً لما قاله الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الخميس.

في هذا الإطار، كتب محللون في "بلومبرغ إنتليجنس" في تقرير: "يبدو أن التدفق المستمر لإمدادات الغاز الطبيعي المسال وارتفاع تدفقات الغاز النرويجي -المقرر أن تسد 80% من النقص في الغاز الروسي لعام 2022– وحوالي 15% من النفص الناجم عن سيناريو تدمير الطلب المدفوع بالأسعار، كافيين لتخطي الشتاء المعتدل لهذا العام". إلاّ أنهم أشاروا إلى أن موجة البرد التي قد تضرب المنطقة، إلى جانب التعطل الكامل لخطي أنابيب غازبروم المتبقيين إلى أوروبا، يمكن أن يؤججان تقلبات الأسعار وبالتالي استنفاد المخزونات بحلول نهاية الشتاء, ويُحتمل أن يتسبب البرد القارس باندلاع أزمة أخرى.