تراجع استهلاك صناديق "الكرتون" أبرز مؤشر على تباطؤ الاقتصاد

صناديق من الورق المقوى تحمل علامة "تمال سوبر ماركت"، في محطة تغليف.
صناديق من الورق المقوى تحمل علامة "تمال سوبر ماركت"، في محطة تغليف. المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تعتزم المعامل المختصة بصناعة الورق المقوى (الكرتون) خفض إنتاجها في جميع أنحاء العالم، ما يمثّل أبرز علامة مقلقة على تباطؤ التجارة العالمية.

أغلقت شركات أميركا الشمالية التي تصنع المواد الخام المستخدمة في إنتاج الصناديق الكرتونية نحو مليون طن من السعة خلال الربع الثالث. ويتوقع حدوث سيناريو مماثل في الربع الرابع هذا العام، حسبما قال ريان فوكس المحلل في "بلومبرغ إنتليجنس". كما تراجعت الأسعار لأول مرة منذ عام 2020.

"يُعتبر الضعف الشديد الذي شهده الطلب العالمي على الصناديق، من أبرز المؤشرات على مدى ضعف أجزاء كثيرة من الاقتصاد العالمي"، وفقاً لما قاله المحلل في "كي بنك" (KeyBanc) آدم جوزيفسون. "يظهر التاريخ الحديث أن قدراً كبيراً من التحفيز الاقتصادي سيكون ضرورياً لتوفير طلب ذي مغزى، ويُستبعد حدوث ذلك.


إشارات غير مشجعة

يراقب المستثمرون عن كثب أي مؤشرات قد تنتج وسط تزايد المخاوف من أن العديد من أكبر اقتصادات العالم ستتجه نحو الركود خلال العام المقبل. تتطلب الحاجة إلى صناديق ورقية في كل خطوة تقريباً من رحلة السلعة خلال عبورها سلاسل التوريد، ما يجعل الورق المقوى بمثابة مؤشر رئيسي لكيفية أداء الاقتصادات. لكن لا تبدو هناك إشارات مشجعة.

يشهد الطلب العالمي على ورق التغليف تراجعاً لأول مرة منذ عام 2020، عندما انتعشت الاقتصادات في أعقاب الضربة الأولى التي تسب بها تفشي كورونا. انخفضت الأسعار في الولايات المتحدة في نوفمبر للمرة الأولى منذ عامين، كما كشفت الولايات المتحدة، وهي أكبر مُصدّر لورق التغليف في العالم، عن تراجع بنسبة 21% في الكميات المرسلة إلى الخارج في أكتوبر مقارنةً بالعام السابق.

إغلاق المعامل

شركة التغليف "ويست روك أند باكجينغ" (WestRock and Packaging Corp) أعلنت عن إغلاق معامل وتجميد عمل آلاتها. كما تدرس "كلابين" (Klabin)، أكبر شركة مصدرة لورق التغليف في البرازيل، خفض صادراتها بما يصل إلى 200 ألف طن متري العام المقبل، حسبما قال الرئيس التنفيذي كريستيانو تيكسيرا. يوازي هذا نحو نصف الكمية المصدرة في الأشهر الاثني عشر المنتهية في سبتمبر.

يُعزى جزء كبير من التراجع في الطلب إلى تقلص تأثير مستويات التضخم المرتفعة على إنفاق المستهلكين. وقد يتراجع نشاط الشركات المنتجة لكافة السلع الاستهلاكية الأساسية وكذلك الملابس. رفعت شركة "بروكتر آند غامبل" (Procter & Gamble Co) أسعار المنتجات بدءاً من حفاضات "بامبرز" (Pampers) وصولاً إلى منظفات غسيل "تايد" (Tide) عدة مرات لتعويض النفقات المرتفعة، ما أدى إلى تسجيل الشركة أول انخفاض ربع سنوي في المبيعات منذ عام 2016 في وقت سابق من هذا العام.

قدّم تجار التجزئة الأميركيون خصومات كبيرة بمناسبة يوم "الجمعة الأسود" على أمل التخلص من المخزون الفائض، لكن الخطوة لم تشجع المتسوقين على الإنفاق في نوفمبر، ما أدى إلى تراجع قياسي في المبيعات وهو الأكبر هذا العام.

علاوة على ذلك، انحسر النمو الهائل للتجارة الإلكترونية المستهلك الأكثر لصناديق الكرتون. كما أن الطلب البطيء يؤثّر بشكلٍ ملحوظ على المادة الخام "لباب الورق". حيث أعلنت شركة "سوزانز" (Suzano)، أكبر مصدر عالمي، مؤخراً عن خفض سعر لباب الأوكالبتوس في الصين، في أول تراجع تشهده منذ أواخر 2021. كما يستمر الطلب في أوروبا في الانخفاض، بينما لم يتحقق الانتعاش الذي طال انتظاره في الصين بعد، كما قال غابرييل فرنانديز أزاتو، مدير في شركة الاستشارات. "تروستد بروفايدرز أوف غلوبال" (TTOBMA).