ماذا يخبئ 2023 لبريطانيا وأوروبا؟.. أبرز توقعات "بلومبرغ" للعام الجديد

سوناك وستارمر أمام تحدٍ مشترك يتمثل في إثبات أن حزبيهما جديران بالانتخاب مجدداً قبل حلول الانتخابات في 2024

ريشي سوناك، أمام "10 داونينغ ستريت"، لندن، المملكة المتحدة
ريشي سوناك، أمام "10 داونينغ ستريت"، لندن، المملكة المتحدة المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

وصلنا إلى نهاية عام آخر "غير مسبوق". فقد تناوب على تولّي زمام الأمور في المملكة المتحدة ثلاثة رؤساء وزراء، وودّعت البلاد ملكتها التي تولت العرش مدة أطول من جميع من سبقوها، وشهدت ارتفاع فواتير الطاقة والغذاء في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا.

ربما تبدو محاولة التنبؤ بما سيحدث في العام المقبل محاولة خرقاء، لكن المحررين والمراسلين الشجعان في غرفة الأخبار في "بلومبرغ" بالمملكة المتحدة أدلوا بدلوهم في هذا الصدد، بدءاً من المشكلات الكبيرة التي تواجه ريشي سوناك وحتى أبسط الأمور، حيث طرح خبراؤنا في المقالة أدناه توقعاتهم لما هو قادم في العام المقبل.

فإذا كنت تريد التعرف على مدى نجاح توقعات العام الماضي قبل الانتقال إلى توقعات هذا العام، فقد قمنا بتغطية ذلك أيضاً.

توقعاتنا لعام 2023

الطاقة

خافيير بلاس - رأي بلومبرغ

"ستواجه الحكومات الأوروبية تحدياً للحفاظ على المستوى نفسه لدعم الطاقة كما فعلت في عام 2022، وهو ما قد يعني بشكل سلبي أنه حتى لو انخفضت أسعار الجملة، فقد تظل أسعار التجزئة مرتفعة، أو حتى أعلى من ذلك، في عام 2023 مقارنة بما كانت عليه في عام 2022".

راشيل موريسون - قائدة فريق الغاز والطاقة والطاقة المتجددة في أوروبا

"اندهشتُ للوقت الذي استغرقته حكومة المملكة المتحدة في التعامل بجدّية مع أزمة الطاقة. فقد بدأت تقدم المساعدة للأسر في أكتوبر فقط، وسيتم تقليصها في أبريل مما يعني ارتفاع الفواتير. من الصعب تحسن الوضع بحلول الشتاء المقبل، إذ تستعد أوروبا بالفعل لعام آخر على الأقل من الأسعار المرتفعة، وليس من الواضح كيف يخطط رئيس الوزراء للتعامل مع هذا الوضع في بريطانيا".

أندريا فيلستيد - رأي بلومبرغ

"في حين أن عيد الميلاد لن يكون سيئاً كما هو متوقع، إلا أن العام المقبل قد يكون أسوأ بكثير. ستُستحق فواتير التدفئة في يناير جنباً إلى جنب مع فواتير بطاقات الائتمان، بينما تزداد تكاليف الرهن العقاري. ما لم يبدأ التضخم في الانخفاض، فلن أفاجأ برؤية انكماش حادّ في الإنفاق مع تقدم العام. يمكن أن يذكرنا ذلك بعام 2011، عندما ارتفعت ضريبة القيمة المضافة، وانخفض الإنفاق إلى أدنى مستوى".

أليكس موراليس - محرر السياسة البريطانية

"بعد عام مضطرب كهذا، يبدو الأمر الآن وكأنه عودة إلى سياسة اليوم بيوم المملّة، ما يضع اثنين من التكنوقراط الأذكياء المنشغلين بالتفاصيل في مواجهة بعضهما البعض، وهما ريشي سوناك وكير ستارمر. بعد إعادة تأسيس حزب العمال على نحو أقرب إلى مركز السياسة البريطانية، يتمثل التحدي الذي يواجهه ستارمر في عام 2023 في التوصل إلى بعض السياسات التي تثبت حقاً أن حزب المعارضة جدير أن يُنتخب مرة أخرى. وتتضمن قائمة التحديات الدخلية أمام سوناك أخيراً حل المأزق مع الاتحاد الأوروبي بشأن ترتيبات التجارة في أيرلندا الشمالية بعد خروج بريطانيا من الاتحاد، والتعامل مع عاملين يشعرون بعدم الارتياح ويلجؤون بشكل متزايد إلى الإضرابات بسبب عدم مواكبة الأجور للتضخم المتفشي، وتوفير الحماية لبريطانيا من ركود يلوح في الأفق. شأنه شأن ستارمر، يتعين على سوناك أن يثبت أن حزبه المحافظ المنقسم بشكل ميؤوس منه يمكن انتخابه مرة أخرى في الوقت المناسب عند حلول الاستحقاق الانتخابي المتوقع على نطاق واسع في عام 2024، إذ يجب إجراؤها في يناير 2025 على أقصى تقدير".

ستيوارت بيغز - محرر السياسة البريطانية

"العام القادم يحمل أسئلة كبيرة تواجه ريشي سوناك. ويبدو أن الإجماع مستقر على عدم إجراء انتخابات حتى 2024، لكن هذا يجعله بطيء الخطى مع احتمال ضئيل لبناء الزخم في خضم فترات اقتصادية مظلمة. فهو يكافح من أجل إظهار أن لديه تفويضاً من حزبه، ناهيك عن تفويض البلاد، على الرغم من أن حزب المحافظين سيتظاهر بأن الجهود قصيرة المدة التي بذلتها ليز ترس لتقطيع أوصال بيانهم لعام 2019 لم تحدث أبداً. لا توجد خيارات جيدة، حيث تشير استطلاعات الرأي إلى أن التصويت المبكر سيحكم على الحزب بهزيمة ساحقة، لكن هل التمسك به سيجعل الأمور أفضل؟".

كيتي دونالدسون - محررة السياسة البريطانية

"أبحثُ عن كير ستارمر لمحاولة إعادة خلق قدر من الحماسة الثقافية لحكومة حزب العمال التي تمكن توني بلير من تحقيقها في منتصف التسعينيات من القرن الماضي".

جو مايز - مراسل الشؤون السياسية البريطانية

"ما إذا كان بإمكان سوناك تغيير معدلات استطلاعات الرأي الرهيبة لحزب المحافظين وإنجاز أي شيء في البرلمان. إدارته باهتة حتى الآن، ولديه مجموعة كبيرة من النواب الذين يؤدون بروح فردية مستقلة وغير منضبطين وعلى استعداد لعرقلة أي تشريع محل نزاع".

ألبرتو نارديلي - مراسل حُر لشؤون أوروبا

"استعادت أوكرانيا في الأسابيع والأشهر الأخيرة الكثير من الأراضي التي احتلتها روسيا في المراحل الأولى من الحرب. وإذا استمر في هذا الاتجاه في الربيع والصيف المقبلين، فإن الشيء الأكثر إثارة للاهتمام ويستحق الانتباه في عام 2023 هو كيف يخسر فلاديمير بوتين ويتعامل مع الهزيمة؟".

آدم بلينفورد - محرر أول

"طريقة تعامل المملكة المتحدة مع الخلافات حول الأجور، والإضرابات الصناعية والخدمات العامة المتداعية في وقت تشديد مالي ضخم، سيؤثر كل ذلك بشكل مباشر على ملايين العمال والشركات والعائلات. أما في الخارج، فمن الصعب تجاوز مسألة روسيا، وهي مصدر الكثير من عدم الاستقرار، والصين التي ستخفف مشكلات سلسلة التوريد العالمية إذا وجدت طريقاً للخروج من سياسة صفر كوفيد. في الوقت الحالي، أنا أيضاً منشغل قليلاً ببرنامج الدردشة المُدار بالذكاء الاصطناعي "تشات جي بي تي" (ChatGPT)، الذي يكتسب تأثيراً على وسائل التواصل الاجتماعي. من الواضح للغاية أن هذه التكنولوجيا ستغيّر عالمنا. في عام 2023، ربما نبدأ في إدراك كيف يحدث ذلك التغيير".

بن سيلز - مدير تحرير الاقتصاد والشؤون الحكومية الأوروبية

"هناك شيئان أتابعهما باهتمام العام المقبل وهما كير ستارمر وسوق الإسكان في لندن. مع تقدم 20 نقطة في استطلاعات الرأي، واقتراب حكومة حزب المحافظين من نهايتها، سوف يتطلب الأمر انهياراً هائلاً يمنع ستارمر من أن يكون الزعيم القادم للمملكة المتحدة. فكيف يقوم بذلك؟ في بداية هذا العام، دارت أحاديث حوله باعتباره شخصية نيل كينوك أكثر من كونه توني بلير، وهو شخصية إعادة الأمور إلى نصابها بعد الضرر الذي أحدثه سلفه اليساري. الآن هو رئيس الوزراء المنتظر. لكن لا يزال هناك الكثير من الأسئلة حول كيفية انتقاله من المرحلة الحالية إلى يوم الانتخابات. كيف سيتعامل مع عجز الموازنة؟ كيف سيكون رد فعله على قيام حزب المحافظين بسرقة سياساته؟ والأهم من ذلك كله، كيف سيتجنب الإخفاق؟ أراهن أنه سيكون هناك تذبذب كبير لكنه سيصل إلى غايته في النهاية. لطالما كانت سوق الإسكان في لندن رهاناً في اتجاه واحد لأطول فترة ممكنة. حتى بعد الأزمة المالية، أخذت هُدنة بالكاد لالتقاط الأنفاس بينما تراجعت السوق في بقية العالم. لكنها الآن تواجه مجموعة فريدة من التحديات، ليس ارتفاع أسعار الفائدة والركود فحسب، ولكن القوة المتضائلة للمدينة والمشاكل التي تواجه الثري الروسي الذي دفع العقارات الفاخرة إلى المزيد من الارتفاع. تقول "بلومبرغ إيكونوميكس" إن الأسعار قد تنخفض بنسبة 20%. يكاد يتعذر عليّ رؤية ذلك، إذ إن المؤسسة البريطانية تبذل استثمارات باهظة للغاية من أجل مواصلة ما بدأته، لكنني أتوقع بعض الجهود الاستثنائية على نحو متزايد من قبل الحكومة لمنع انهيار الأمر برمته".

ريد لاندبرج - قائد فريق الاقتصاد في المملكة المتحدة

"قد يكون الإسكان أحد أكثر القصص إثارة للاهتمام لعام 2023، مع تزايد التوقعات بحدوث انخفاض كبير. يتوقع مكتب مسؤولية الميزانية تراجعاً بنسبة 9%، وتقول بلومبرغ إيكونوميكس إن السوق قد تكون أعلى من قيمتها الحقيقية بنسبة 20%. يمكن أن يكون لذلك تأثير كبير على الاقتصاد، لأن أسعار العقارات تعكس الثروة الشخصية ومدى ثقة المستهلكين في مواصلة الإنفاق".

جون ستبيك - كبير المراسلين، النشرة الإخبارية لـ"موني ديستيلد" (Money Distilled)

"أعتقد أن المتغير الاقتصادي الأكثر أهمية، سواء في المملكة المتحدة أو العالم، سيكون البطالة. ستشكّل مؤشراً رئيسياً على خطورة أي ركود، وأيضاً لما يحدث مع أسعار المساكن. إذا ظلت البطالة منخفضة، فسيواصل الناس الإنفاق حتى في مواجهة ضغط تكلفة المعيشة، ولن يشهد سوق الإسكان العديد من حالات البيع الاضطراري. أما إذا ارتفعت البطالة بشكل كبير، فسيواجه الاقتصاد الكثير من المتاعب".

فيليب ألدريك - محرر الاقتصاد البريطاني

خطة النمو لريشي سوناك. تقول جمعيات أصحاب الأعمال إن الحكومة ليست لديها خطة، وكادت آخر "خطة نمو"، التي طرحها الوزير السابق كواسي كوارتنغ، تنسف الاقتصاد. يضع ذلك معياراً عالياً لمستويات الإثارة ويثبت على الأقل أن الخطة يمكن أن يكون لها تأثير. سوناك، المناصر لوادي السيليكون، يؤمن بالتكنولوجيا والأفكار والابتكار ورأس المال. وهي أشياء مثيرة للاهتمام، لكن سوناك قد يجني ثماراً أكبر ببساطة من خلال الوفاء بوعده بإصلاح بروتوكول أيرلندا الشمالية.

جو إيستون - محرر الأسهم في المملكة المتحدة

"يبدو الأمر مملاً للغاية، لكن ما هو جدير بالمتابعة أن نرى الأزمات في البنوك. فهذه هي الأماكن التي يضع فيها المقرضون الأموال في جانب واحد إذا كانوا قلقين من أن الأشخاص والشركات لن يدفعوا ديونهم. يمكن أن يصبح ذلك مؤشراً مثيراً للاهتمام على تأثير ارتفاع أسعار الفائدة على المقترضين. وفيما يتعلق بالأسهم، أعتقد أن شركات الإنشاءات في المملكة المتحدة قد تراجعت كثيراً. وتخبرنا أسعار الأسهم أنه سيكون هناك انخفاض حادّ في قيمة العقارات، وسيتعين على هذه الشركات احتساب القيمة الحالية للأرض التي يمتلكونها. وهذا يبدو أمراً قاسياً، ولكن على الصعيد الشخصي، فإنني آمل نوعاً ما أن يكون ذلك صحيحاً لأنني أريد شراء شقة العام المقبل".

كونراد كويلتي هاربر - محرر رقمي في المملكة المتحدة

"هواية أخرى يتبعها إيلون ماسك، وتحديداً مهمة سبيس إكس ديرمون (SpaceX dearMoon) الممولة جزئياً من قبل ملياردير التجارة الإلكترونية الياباني يوساكو مايزاوا. تتمثل الخطة في إرسال مجموعة من الفنانين على متن مركبة فضائية حول القمر في العام المقبل، ما يشير إلى أن حدوث ذلك قد يبدو أمراً جنونياً بالفعل".

كيت كريدر - محررة شؤون الغذاء

"يشكّل كل عام فرصة لوقف الهدر وإعادة التدوير، لكنني متحمسة جداً لمعرفة ما سيفعله المنتجون بالعناصر التي تولد الكثير من المنتجات الثانوية، مثل اللب الناتج عن إنتاج حليب الشوفان. ومتحمسة أيضاً لمعرفة كيف تشدّد المطاعم على الاعتماد على المنتجات من مصادر محلية. وعلى سبيل المثال، ماساكي سوجيساكي، خبير السوشي في مطعم "داينينغز إس دبليو3" ( Dinings SW3)، وهو خبير في السوشي ووجبات نوبو (Nobu)، يسلط الضوء على استخدام الأسماك من الأماكن القريبة، مثل سرطان البحر من كورنوال وباس البحر من ويلز، بدلاً من إحضارها كلها من اليابان".

وليام كينيدي - محرر تنفيذي أول، الطاقة والسلع

"سياسات المناخ العالمية سوف تزداد صعوبة. وتستضيف دولة الإمارات مؤتمر الأطراف القادم في دبي، حيث ستكون في حاجة ماسة للحصول على شهرة دبلوماسية لقمة ناجحة، لكن الذهاب سيكون صعباً للغاية: فأوروبا محبطة من منتجي الوقود الأحفوري الذين يقاومون وضع أهداف أكثر صرامة ضد الانبعاثات، والدول الفقيرة تريد الأموال التي وعدت بها، وجو بايدن على بُعد أقل من عام من خوض معركة صعبة لإعادة انتخابه".

نيل برينان - محرر اجتماعي في المملكة المتحدة

"بصفتي مشجعاً لمانشستر يونايتد، فإن فكرة بيع النادي من قبل عائلة غليزر رائعة. أعتقد أن هوية المشتري، والمبلغ الذي سيدفعه وكيف يتفاعل الجمهور مع ذلك، كلها أمور ستقدم لنا الكثير بشأن التوجهات الكبيرة لكرة القدم في السنوات القليلة المقبلةـ في حال أُبرمت صفقة".