الهند منقذ عالمي للصلب في 2023 بدعم ثورة مودي الإنشائية

6.7% قفزة في الطلب على الصلب إلى 120 مليون طن العام المقبل

الهند تنتج الغالبية العظمى من الصلب الذي تستخدمه لكنها تضطر أيضاً إلى استيراد المزيد لتلبية ارتفاع الطلب
الهند تنتج الغالبية العظمى من الصلب الذي تستخدمه لكنها تضطر أيضاً إلى استيراد المزيد لتلبية ارتفاع الطلب المصور: ديراج سينغ/بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

مع استمرار فوضى قطاع البناء الهائل في الصين واحتمالية ركود اقتصادات الولايات المتحدة وأوروبا، برزت الهند باعتبارها منقذاً للطلب العالمي المتعثر على الصلب.

تشهد الهند طفرة في البناء فيما تستعدّ لتخطي الصين لتصبح أكثر دول العالم اكتظاظاً بالسكان خلال العام المقبل. يسعى رئيس الوزراء ناريندرا مودي إلى تطوير الطرق وشبكات السكك الحديدية والمواني في محاولة للتنافس مع الصين بوصفها مركزاً صناعياً.

يظهر هذا التطور في قفزة قدرها 6.7% في الطلب على الصلب ليصل إلى نحو 120 مليون طن في عام 2023، طبقاً للرابطة العالمية للصلب، مسجلاً بذلك أعلى نمو بين الاقتصادات الكبرى. تمكنت الهند، التي شهدت أيضاً نمواً مماثلاً هذا العام، من تخطي الولايات المتحدة لتصبح ثاني أكبر مستهلك للصلب في العالم بعد الصين قبل عامين.

الهند على موعد مع طلب قياسي على الصلب

إنتاج الصين من الصلب ينخفض لأدنى مستوى في 2022

بناء الهند يتطلب كثيراً من الصلب

قال جايانت أشاريا، نائب المدير التنفيذي لشركة "جي إس دبليو ستيل" (JSW Steel)، أكبر منتجي الصلب في الهند، إن مرحلة بناء الدولة في أي اقتصاد تتطلب كثيراً من الصلب والسلع، موضحاً أن الهند تمرّ بهذه المرحلة في العقد الحالي، وقد يتعزز استهلاك الدولة للصلب إلى أكثر من 200 مليون طن بحلول عام 2030.

أسهمت النظرة الإيجابية تجاه القطاع في طفرة في الإنتاج، فعلى سبيل المثال، شركة "أركلور ميتال نيبون ستيل إنديا" (ArcelorMittal Nippon Steel India)، وهي مشروع مشترك بين عائلة ميتال الهندية والمنتج الياباني، تخطط لتعزيز طاقتها الإنتاجية إلى أكثر من ثلاثة أضعاف لتصل إلى 30 مليون طن في العقد القادم. كذلك تستكشف شركة صناعة الصلب الكورية الجنوبية "بوسكو هولدينغز" (Posco Holdings) ورجل الأعمال الهندي غوتام أداني، وهو أغنى شخص في آسيا، إنشاء مصانع في البلاد.

أزمة العقارات في الصين تهدد بتقويض صناعة الصلب

تنتج الهند الغالبية العظمى من الصلب الذي تستخدمه، لكنها تضطر أيضاً إلى استيراد المزيد لتلبية ارتفاع الطلب، وقد ارتفعت واردات الصلب بنسبة 15% في الفترة من أبريل حتى أكتوبر مقارنة بالعام السابق لتصل إلى 3.1 مليون طن، وفقاً للأرقام الحكومية.

أصبح المنتجون المحليون قلقين بشأن تدفق الواردات الرخيصة مع تراجع الطلب لدى منتجي الصلب التقليديين. أظهرت بيانات حكومية أن الصين استحوذت على أكثر من ربع الواردات في أكتوبر، فيما تستقبل الهند أيضاً بعضاً من الصلب الروسي.

الطلب الهندي سُبع طلب الصين

قال إيه. كيه. هازرا، نائب الأمين العام لجمعية الصلب الهندية، التي طالبت السلطات بالنظر في الأمر، إن بعض الصلب المستورد في الهند يأتي بجودة أقل من الجودة القياسية. وتابع: "نطلب فقط أن تكون الواردات بأسعار تنافسية وعالمية وأن تلتزم جودتها معايير الهند".

على الرغم من النمو القوي فإن الهند لا تزال بعيدة عن منافسها الآسيوي القوي في ما يتعلق بإجمالي استهلاك الصلب. طبقاً لبيانات الرابطة العالمية للصلب، يمثل الطلب الهندي للعام المقبل أقل من سُبع طلب الصين البالغ 914 مليون طن.

تتوقف قدرة الهند على تضييق الفجوة بينها وبين الصين على نجاح الثورة الإنشائية لرئيس الوزراء مودي، إذ تقدر وزارة المالية احتياجها إلى تمويل خط أنابيب البنية التحتية الوطنية بـ1.4 تريليون دولار حتى عام 2025.

قال جايانتا روي، النائب الأول لرئيس شركة التصنيف الائتماني "آي سي آر إيه" (ICRA)، وهي وحدة هندية تابعة لوكالة "موديز إنفيستورز سيرفيس"، إن مشكلات العقارات في الصين والتأثير المتواصل لكوفيد-19 سيُبقي الطلب على الصلب ضعيفاً العام المقبل. وتابع أن "الأمر سيعتمد في المدى الطويل على تعافي قطاع العقارات من جهة، وسياسة الحكومة للتوجه نحو نموذج نمو اقتصادي مدفوعاً بالبنية التحتية في الصين من جهة أخرى".