الأسهم الأميركية تغلق هابطة في أسوأ سنة منذ الأزمة المالية

متعاملون في قاعة التداول في بورصة نيويورك، يوم الأربعاء 9 نوفمبر 2022.
متعاملون في قاعة التداول في بورصة نيويورك، يوم الأربعاء 9 نوفمبر 2022. المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

هبطت الأسهم الأميركية في آخر أيام التداول في عام 2022، منهية بذلك أسوأ سنة تشهدها الأسهم والسندات العالمية منذ ما يزيد على عشر سنوات.

حتى بعد صعود عمليات شراء الأسهم عند القاع في الساعة الأخيرة من جلسة التداول، أنهى مؤشر "ستاندرد أند بورز 500" الجلسة منخفضاً لليوم الثالث في الأسبوع الذي تخللته العطلات، ليغلق المؤشر المعياري عام 2022 على هبوط بنسبة 20% تقريباً.

أغلق مؤشر "ناسداك 100" التعاملات متراجعاً ونازفاً ثلث قيمته منذ بداية العام بعد أن ظهر أن أسهم التكنولوجيا من بين الأسهم الأشد تعرضاً لمخاطر تغيير أسعار الفائدة.

في مشهد متكرر بالنسبة لعام 2022، ارتفعت عوائد سندات الخزانة الأميركية في آخر أيام التداول، مع ملامسة عائد السندات لأجل 10 سنوات أعلى مستوى له في سبعة أسابيع.

واصل الدولار هبوطه، مع انخفاض مؤشر "بلومبرغ للدولار الفوري" إلى أدنى مستوى في 6 أشهر.

بددت خسائر الأسبوع الحالي آمال أي صعود في إغلاق سنة 2022- وهي السنة التي شهدت ترسيخ التضخم أقدامه حتى يمحو خمس قيمة الأسهم العالمية، في أسوأ أداء منذ الأزمة المالية العالمية.

فقدت السندات 16% من قيمتها، في أكبر هبوط لها منذ عام 1990 على الأقل وفق واحد من أبرز المؤشرات، وسط تسابق البنوك المركزية إلى إبطاء زيادة أسعار المستهلك عبر رفع أسعار الفائدة في مختلف أنحاء العالم.

3 رسوم بيانية تلخّص حركة الأسواق في 2022

سنة عصيبة ومضطربة

قال آرت هوغان، محلل أول السوق في شركة "بي رايلي ويلث" (B. Riley Wealth): "لم نشهد أبداً بيئة مثل هذه في الأسواق من قبل، حيث تنخفض كل من الأسهم والسندات في نفس الوقت. أما الأنباء الجيدة فهي أننا قريباً سنلقي هذه السنة وراء ظهورنا، وأما الأنباء السيئة فهي أن سنة 2023 ربما ستكون سنة مضطربة وعصيبة، على الأقل خلال الأشهر القليلة الأولى منها. فالمؤشرات الاقتصادية الضعيفة ربما تشكل مقدمة عام 2023، وسط معركة الاحتياطي الفيدرالي مع التضخم، غير أن ركوداً ضعيفاً ربما يساعد على ارتفاع الأسهم خلال النصف الثاني من العام".

مخاوف انتشار كوفيد-19 التي ظهرت على سطح الأحداث هذا الأسبوع ألقت بظلالها على الأسواق، مع تقرير نشرته "ذا تايمز" يقول إن المملكة المتحدة ستشترط اختباراً سلبياً لفيروس كوفيد على جميع المسافرين القادمين من الصين.

النشاط الاقتصادي ينتعش بمدن صينية بلغ فيها كوفيد ذروته

المفوضية الأوروبية طلبت من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي دراسة إجراء اختبارات كوفيد وسط زيادة المخاوف المتعلقة بانتشار الفيروس من الصين.

بعد سنة استثنائية جيدة بالنسبة لأداء الأسهم في 2021، التي شهدت قفزة مؤشر "ستاندرد أند بورز 500" إلى مستويات قياسية مرتفعة، لم يتنبأ كثيرون بموجة البيع التي لحقت ذلك. وبعد ارتفاعه مرة أخرى إلى أعلى مستوى في تاريخه في 3 يناير، تحولت المقادير بسرعة مع إعلان الاحتياطي الفيدرالي إصراره على كبح التضخم. وكان ذلك نذيراً ببداية مسار رفع أسعار الفائدة بصورة حادة إلى أقصى درجة منذ عقود، مخلفاً وراءه هبوط أسعار الأسهم والسندات.

أداء معقول للسندات

مع تحول الأسهم الأميركية إلى مسار هبوطي، دفع انخفاض أسعار سندات الخزانة المعيارية لأجل 10 سنوات عوائدها إلى 3.8% مقابل 1.5% في بداية العام، وقد يمثل ذلك أفقاً مستقبلياً مختلفاً لأوراق الدخل الثابت في عام 2023، وإعادة إحياء لاستراتيجية الاستثمار الشائعة بالمحفظة المنقسمة إلى 60/40 التي تعرضت لضربات قاصمة في عام 2022.

يقول برايس دوتي، مدير محافظ أول في شركة "سيت إنفستمنت أسوشيتس" (Sit Investment Associates): "في حين ستعاني الأسهم من تباطؤ النشاط الاقتصادي وخسارة الزيادة في الأرباح نتيجة التضخم، فإن السندات تحقق دخلاً معقولاً وفرص زيادة الأسعار مع تراجع العوائد عن مستوى الذروة. وقد انتهى الاحتياطي الفيدرالي تقريباً من زيادة أسعار الفائدة -ونحن نتوقع ألا يرفع البنك المركزي الفائدة في اجتماعه بشهر مايو- علاوة على تباطؤ التضخم".

بعض التحركات الرئيسية في الأسواق

الأسهم

  • انخفض مؤشر "ستاندرد أند بورز 500" بنسبة 0.3% في تمام الساعة الرابعة بتوقيت نيويورك.
  • تراجع مؤشر "ناسداك 100" بنسبة 0.1%.
  • هبط مؤشر "داوجونز الصناعي" بنسبة 0.2%.
  • خسر مؤشر "إم إس سي آي" للأسهم العالمية 0.2% من قيمته.

العملات

  • شهد مؤشر بلومبرغ للدولار الفوري هبوطاً بنسبة 0.4%.
  • ارتفع اليورو بنسبة 0.4% إلى 1.0705 دولار.
  • سجل الجنيه الإسترليني ارتفاعاً بنسبة 0.3% إلى 1.2088 دولار.
  • صعد الين الياباني بنسبة 1.3% إلى 131.25 أمام الدولار.

العملات المشفرة

  • لم تشهد بتكوين تغييراً يُذكر عند مستوى 16598.9 دولار.
  • ارتفعت إيثر بنسبة 0.4% إلى 1199.1 دولار.

السندات

  • العائد على سندات الخزانة لأجل 10 سنوات تقدم بمقدار 6 نقاط أساس إلى 3.87%.
  • ارتفع العائد على سندات ألمانيا لأجل 10 سنوات بمقدار 13 نقطة أساس إلى 2.57%.
  • العائد على سندات الخزانة البريطانية لأجل 10 سنوات ارتفع نقطة أساس واحدة مسجلاً 3.67%.

السلع

  • ارتفعت أسعار خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 2.6% إلى 80.41 دولار للبرميل.
  • صعدت أسعار عقود الذهب الآجلة بنسبة 0.2% إلى 1829.90 دولار للأونصة.

الأميركيتان