الشركات الأميركية تضيف 235 ألف وظيفة في ديسمبر

زيادة أكبر مما كان متوقعاً في عدد الوظائف الجديدة ساهمت المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزء الأكبر منها

أحد العمال في منشآة لتصنيع مواقد الفحم في بيرويك بولاية بنسلفانيا، الولايات المتحدة
أحد العمال في منشآة لتصنيع مواقد الفحم في بيرويك بولاية بنسلفانيا، الولايات المتحدة المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

أضافت الشركات الأميركية في ديسمبر، وظائف بأكثر مما كان متوقعاً بدعم رئيسي من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، الأمر الذي يسلط الضوء على مرونة الطلب على العمالة الذي يدعم زيادة الأجور.

زادت جداول الرواتب في الشركات الأميركية بنحو 235 ألف موظف خلال الشهر الماضي، عقب زيادة مدققة بلغت 182 ألف موظف في نوفمبر، وفق بيانات معهد "إيه دي بي ريسيرش" (ADP Research Institute) للأبحاث. تجاوز هذا الرقم كل التوقعات باستثناء واحد في استطلاع أجرته بلومبرغ للاقتصاديين.

الوظائف الشاغرة بأميركا تفوق التوقعات وتواصل الضغط على "الفيدرالي"

تركّزت الزيادات في عدد الوظائف في المؤسسات التي يعمل فيها أقل من 500 موظف. في الوقت ذاته، استغنت الشركات الأكبر عن 151 ألف موظف مدرجين على جداول الرواتب، وهو أكبر عدد منذ أبريل 2020. أما قطاعياً، فجاءت زيادات الوظائف بشكل خاص في كل من قطاعات الترفيه والضيافة والخدمات التعليمية والصحية، والخدمات المهنية والتجارية والبناء.

قالت نيلا ريتشاردسون، كبيرة الاقتصاديين في "إيه دي بي"، في بيان اليوم الخميس: "سوق العمل قوية، لكنها تتباين من قطاع إلى آخر ومن شركة إلى أخرى، حيث يختلف التوظيف بشكل حاد حسب الصناعة وحجم المؤسسة". وأضافت : "قطاعات الأعمال التي وظفت بقوة خلال النصف الأول من عام 2022، أبطأت التوظيف، وفي بعض الحالات قلّصت الوظائف في الشهر الأخير من العام الماضي".

تشير الأرقام إلى أن سوق العمل تعاني نوعاً من الضعف في بعض الجوانب لكنها لا تزال قوية. وعلى الرغم من مخاوف الركود الذي يلوح في الأفق، لا يزال الطلب على العمالة يفوق العرض بكثير، الأمر الذي يبقي الضغوط لزيادة الأجور، ويمنح المستهلكين الوسائل اللازمة لمواصلة إنفاقهم. كذلك، فإن عمليات تسريح الموظفين تظل عند مستويات منخفضة في وقت يتزايد فيه عدد الوظائف المتاحة.

بعد صدور هذه البيانات، ارتفعت عوائد سندات الخزانة، وانخفضت الأسهم الأميركية قبل أن تعاود الارتفاع.

تراجع طلبات إعانة البطالة

أظهرت بيانات منفصلة صدرت اليوم الخميس أن طلبات الحصول على إعانات البطالة في الولايات المتحدة، تراجعت خلال الأسبوع الماضي إلى أدنى مستوى لها منذ أواخر سبتمبر. كان الأسبوع السابق قد شهد أيضاً تراجعاً في عدد الطلبات المستمرة.

في العادة، تكون هذه البيانات متقطعة بشكل خاص في مواسم العطلات. انخفض المتوسط ​​المتحرك لأربعة أسابيع الخاص بطالبات إعانة البطالة الأولية، والذي يحد من التقلبات في البيانات الأسبوعية، وذلك للأسبوع الرابع على التوالي.

تأتي بيانات "إيه دي بي" قبل صدور تقرير الوظائف الحكومية يوم الجمعة، والذي من المتوقع أن يظهر أن الشركات أضافت 183 ألف وظيفة في ديسمبر، فيما يستقر معدل البطالة قرب أدنى مستوياته التاريخية عند 3.7%.

سجلت كل المناطق في الولايات المتحدة باستثناء واحدة منها فقط، زيادة في عدد الوظائف الجديدة. فقد تخلى الغرب الأميركي المعروف بثقل قطاع التكنولوجيا فيه عن 142 ألف وظيفة، بحسب "إيه دي بي". تجري شركة "أمازون" عمليات تسريح لأكثر من 18 ألف موظف، في أكبر تقليص للوظائف في تاريخ الشركة، وهو ما يعتبر أحدث علامة على أن ركود القطاع يتعمق أكثر فأكثر.

نمو الأجور

يتضمن التقرير أيضاً نظرة جديدة على نمو الأجور خلال ديسمبر، وهو محط تركيز وقلق رئيسي بالنسبة إلى مجلس الاحتياطي الفيدرالي في حربه ضد التضخم. أشار رئيس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، إلى الأجور باعتبارها المحرك الرئيسي لارتفاع الأسعار في الخدمات باستثناء الإسكان والطاقة، وهو عامل رئيسي في توقعاته الإجمالية للتضخم.

في إشارة لا شك في أن مجلس الاحتياطي الفيدرالي سيرحّب بها، أظهرت بيانات "إيه دي بي" تباطؤاً حاداً في نمو الأجور خلال ديسمبر. أولئك الذين غيّروا وظائفهم، شهدوا زيادة في الأجور بنسبة 15.2% مقارنة بالعام السابق، وهي أدنى نسبة في 10 أشهر. أما أولئك الذين ظلّوا في وظائفهم، فقد كان متوسط ​​الزيادة في رواتبهم السنوية 7.3%، انخفاضاً من 7.6% في الشهر السابق.

أظهرت بيانات منفصلة أخرى صادرة يوم الأربعاء، كيف أن سوق العمل الضيقة تواصل الضغط المتصاعد على نمو الأجور. في نوفمبر الماضي، كان هناك حوالي 10.5 مليون فرصة عمل في كل قطاعات الاقتصاد، بما يعادل 1.7 وظيفة لكل أميركي عاطل عن العمل.

يذكر أن معهد "إيه دي بي" الذي أجرى في العام الماضي تحديثاً لمنهجيته في استخلاص هذه البيانات، يبني تقاريره على أساس بيانات الرواتب لأكثر من 25 مليوناً من العمال والموظفين في الولايات المتحدة.