انخفاض تاريخي في أرباح سامسونغ وتزايد التوقعات بخفض إنفاقها

الأرباح التشغيلية للشركة هبطت بنسبة 69%

عميل يقف أمام لافتات "سامسونغ الكترونيكس" في متجر " دي لايت" الرئيسي للشركة في سيؤول، كوريا الجنوبية، يوم الإثنين 28 يناير 2019
عميل يقف أمام لافتات "سامسونغ الكترونيكس" في متجر " دي لايت" الرئيسي للشركة في سيؤول، كوريا الجنوبية، يوم الإثنين 28 يناير 2019 المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

انخفضت أرباح شركة "سامسونغ" بأكبر نسبة خلال أكثر من عقد، في إشارة إلى أنَّ التباطؤ الاقتصادي العالمي قد يضر بالطلب على الإلكترونيات أكثر مما كان متوقَّعاً.

تكافح أكبر شركة في كوريا الجنوبية مع ضعف الطلب على رقائق الذاكرة والهواتف الذكية والشاشات، إذ يحد المستهلكون من الإنفاق في العطلات وسط ارتفاع معدلات الفائدة والتضخم، بالإضافة إلى مشاكل الطلب. فشركة "أبل" أحد أكبر عملاء "سامسونغ" لشاشات العرض ورقائق الذاكرة، عانت من تأخيرات في الإنتاج في مجمع تجميع "أيفون" في مدينة تشنغتشو الصينية.

انخفضت أرباح "سامسونغ" التشغيلية بنسبة 69% لتصل إلى 4.3 تريليون وون (3.4 مليار دولار) للأشهر الثلاثة المنتهية في ديسمبر، وهي أدنى عن متوسط تقديرات المحللين البالغة 6.7 تريليون وون. انخفضت المبيعات إلى 70 تريليون وون، وفقاً لبيان الشركة. من المقرر أن تقدّم "سامسونغ" بياناً مالياً كاملاً مع صافي الدخل ومعلومات عن أداء الأقسام في 31 يناير.

تضيف البيانات ضغوطاً على "سامسونغ"، أكبر صانع لشرائح الذاكرة في العالم، لتغيير التوجه وخفض الإنتاج والنفقات الرأسمالية، مما يغذي الآمال في حدوث تحول. ربحت أسهم "سامسونغ" حوالي 1% بعد التأرجح بين المكاسب والخسائر عند فتح السوق، كما ارتفع سهم شركة "ريفال إس كي" (Rival SK Hynix Inc) بنحو 1%، بينما قفزت أسهم مورّدي الرقائق الكوريين.

قال سانجيف رانا، المحلل في "سي إل إس إيه" (CLSA): "أصرّت (سامسونغ) على غياب خطط لخفض النفقات الرأسمالية أو المعروض، لكنَّ التدهور السريع في الطلب وتدهور الربحية يعني أنَّ الإدارة قد تضطر إلى التفكير في ما لا يمكن تصوره، أي تخفيضات إنتاج شرائح الذاكرة".

في حين تشير مستويات مخزون "سامسونغ" إلى حدوث تحول في الربع الثاني؛ لكنَّ الخفض المحتمل في إنتاج شرائح الذاكرة قد يعني حدوث تحول "قبل ذلك بقليل"، بحسب ما قال دانييل يو، رئيس الأصول العالمية في "يانتا سيكيوريتيز كوريا" لتلفزيون "بلومبرغ".

بعد زيادة الإنتاج إلى مستويات قياسية لمواجهة زيادة الطلب في عصر الوباء؛ كان على صانعي الرقائق منذ ذلك الحين خفض الإنفاق على الإنتاج الجديد وخفض التكاليف لمواجهة ذلك.

شركات تصنيع شرائح الذاكرة بما في ذلك "ميكرون تكنولوجي" (Micron Technology Inc) قالت إنَّها لا تتوقَّع حدوث انتعاش حتى النصف الثاني من هذا العام، وقد خفّضت ميزانيات المعدات والمصانع الجديدة وخفضت التكاليف. حذرت شركة "ميكرون" كذلك من أنَّه سيكون من الصعب العودة إلى الربحية هذا العام، معلنة عن تخفيض بنسبة 10% في قوتها العاملة، بالإضافة إلى المزيد من التخفيضات في النفقات الرأسمالية. وقالت "هينيكس" (Hynix) إنَّها ستخفض نفقاتها الرأسمالية إلى النصف لعام 2023.

أشارت "سامسونغ" في السابق إلى أنَّه ليس لديها أي خطط فورية لخفض الإنتاج. منذ ذلك الحين، ومع ذلك؛ تسارع انخفاض أسعار شرائح الذاكرة مع اشتداد المنافسة على العملاء.

كما ذكرت "سامسونغ" في بيانها: "كان التراجع في الطلب في الربع الرابع أكبر من المتوقَّع؛ إذ عدّل العملاء المخزونات في جهودهم لزيادة تشديد الموارد المالية". شهدت الشركة انخفاضاً في أسعار الذاكرة أكبر من المتوقَّع ، وأضافت أنَّ "مبيعات الهواتف الذكية وإيراداتها انخفضت بسبب ضعف الطلب الناتج عن مشكلات الاقتصاد الممتدة".

تفاقمت الأزمة في سوق شرائح الذاكرة بسبب العقوبات الأميركية على بعض الصادرات المتعلقة بالشرائح إلى الصين، مما أضر بالطلب من بعض عملاء "سامسونغ" الرئيسيين. انخفضت مبيعات الرقائق في كوريا الجنوبية، وهي رائدة الطلب العالمي على التكنولوجيا، بنسبة 29% عن العام السابق في ديسمبر، في خامس انخفاض شهري على التوالي وفي أعقاب أكبر انخفاض سنوي منذ عام 2009 في نوفمبر.